أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المكاك البربريّ والقيادة الإسرائيليّة














المزيد.....

المكاك البربريّ والقيادة الإسرائيليّة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع بروز ملامح مبادرة السلام العربيّة التي اعتمدتها قمّة بيروت في 2002، اشتركت وزوجتي وصديقي وزوجته في رحلة منظّمة إلى إسبانيا، كنّا استعددنا لها جيّدا، بناء على نصيحة صديق أخذنا معنا كيلوغرام من فستق العبيد (الفول السودنيّ)؛ أقنعنا الصديق أنّنا سنحتاجه لقرد (أو على الأصح سعدان بدون ذيل) جبل طارق.
وصلنا جبل طارق، شاهدنا المكاك البربريّ (السعدان الأمازيغي) يعيش طليقًا وبحريّة في أوروبا، اعترضت المجموعة الكثير من باعة فستق العبيد، اشتري السيّاح أكياسًا صغيرة من الفستق، يزن الواحد منها 50-100 غرام، وأخذوا يطعمون السعادين حبّة حبة من الفستق بحذر مبالغ فيه، يقتربون منها متهيّبين متحفّزين للقفز إلى الخلف، أمّا أنا وصديقي "فأشهرنا" الكيلوغرام فستق، وأخذنا نكمش (نقبض على) العديد من حبّات الفستق ونبسط راحتينا، متقدّمين بسخاء وبدون حذر وريبة من القرود، وندعوها لأخذ أكبر كمّية من الفستق؛ لكنّ القرود كانت تبتعد عنّا وتذهب إلى باقي السيّاح الذين يحملون حبّة أو لا يحملون و"تهجم" عليهم بخفّة ونشاط، وتهرب منّا بريبة وخبث، أنا وصديقي، رغم محاولاتنا المتكرّرة وإقلالنا وإكثارنا لكمّية حبّات الفستق.... ثمّ استسلمنا بعد أن حذّرنا المرشد من تكرار محاولاتنا والاقتراب كثيرًا من السعادين.
ضحكت المجموعة، وأغلبها من أبناء عمّنا اليهود، من عرضنا أنا وصديقي ... وأخذنا نعلّق على الحادثة؛ فختمت التعليقات، وقلت لأبناء عمّنا: أرأيتم كيف قدّمنا الفستق للقرود بسخاء وكيف رفضتها وابتعدت عنّا واعترضتكم بدون أن تحاول فهم نوايانا والتفكير بمسعانا و...؟! قالوا: نعم.
قلت: هكذا تفعل حكومات إسرائيل معكم تدفعكم نحو التهلكة والحروب الاستعماريّة و... وتهرب من مبادرة السلام العربيّة التي أقرّتها جامعة الدول العربيّة في قمّة بيروت 2002، التي توفّر إطارا للسلام، وسيرورة للوصول إلى حلّ عادل وثابت وشامل للصراع العربيّ الإسرائيليّ ... فعلى أثر انسحاب إسرائيل من الأراضي العربيّة التي احتلّتها في حرب حزيران 1967، وقبولها بدولة فلسطينيّة مستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة، والاتّفاق على الحدود وحلّ مشكلة اللاجئين حلاّ عادلا وفقًا للمبادئ والقرارات الدوليّة، تقيم جميع الدول العربيّة والإسلاميّة علاقات طبيعيّة (مكشوفة) مع إسرائيل.
احتدم النقاش، وارتفع مستوى الجدال والحجج، ومالت الأغلبيّة وأيّدت طرحنا للحلّ!
لكنّ جامعة الدول العربيّة لم تيأس ولم تكن مثلنا ولم تفعل ما فعلنا، لقد قابلت التعنّت والرفض الإسرائيليّ للمبادرة ظاهريّا، بأن بعثت وفودًا عنها إلى واشنطن "مربط خيولنا الهرمة"، وآخرها في نيسان من العام الماضي، كان برئاسة نبيل العربيّ (الغربيّ)، حيث صرّح الوفد أمام الإدارة الأمريكيّة بأنّ مبادرة السلام العربيّة ليست جامدة (هي ديناميّة وفقا لرغبات اليمين الإسرائيليّ)؛ بل يمكن تعديلها لتشمل ... ربّما خطّة لإفشال المصالحة والوحدة الفلسطينيّة والتوجّه إلى الهيئات والمنظّمات الدوليّة و... وربّما تشمل موافقة على تدخّلات إسرائيل في خلق الفوضى العربيّة، وفي تجزئة المجزّأ وتقسيم المقسّم! و... وفي فرض استسلام قطاع غزّة بتدمير بنيته التحتيّة وبالتالي الفوقيّة-سلطة حماس!
ومن ثمّ البدء بجولات مكّوكيّة من المفاوضات، لعلّ المكاك الإسرائيليّ يقبل بفستق الجامعة العربيّة العامر!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال
- المجرم مَن يفرض الأجواء الدمويّة
- ردّ الفعل العاطفيّ السريع
- إسرائيل دولتان
- منظور بيبي غير موضوعيّ
- قلق أثرياء إسرائيل
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المكاك البربريّ والقيادة الإسرائيليّة