أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال














المزيد.....

التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدّعي اليمين الإسرائيليّ أمام المجتمع الدوليّ بأنّه ضحيّة؛ ضحيّة النازيّة والعرب وجميع الشرقيّين المتخلّفين حضاريّا وثقافيّا، بالرغم من أنّ القيادة الإسرائيليّة حسنة النيّة ونقيّة الطويّة تجاه شعوب الشرق!
وفي المنطقة، يؤمن اليمين الفاشيّ الإسرائيليّ بالعلاقة الطرديّة بين التهديد والعظمة؛ ويعتقد أنّه كلّما أشاع الخوف في الأوساط الإسرائيليّة، وأنكر وجود شريك فلسطينيّ للسلام، وصعّد لهجة التهديد والوعيد بتكسير عظام الشعوب العربيّة والفلسطينيّة بشكل خاصّ، عظمتْ قوّته العسكريّة ( العظيمة نسبة لضعفنا) وتمكّن من إحكام قبضته الاقتصاديّة، وثقافته الاستعلائيّة العنصريّة، وسياسته الكولونياليّة والعدوانيّة_ الاستغلاليّة على زمام الأمور، وعلى تطوّر المنطقة، وعلى مفاصل ومناحي ومنافذ حياة الشعب الفلسطينيّ وأبواب رزقه.
ثبت عجز القيادات العربيّة و الفلسطينيّة عن زحزحة الإدارة الأمريكيّة قيد أنملة عن موقفها الداعم للسياسة الإسرائيليّة، بدون شروط وقيود، ولو طال العدوان الإسرائيليّ ومسّ بعض المصالح الأمريكيّة، وفتك ببعض الفلسطينيّين الذين يحملون الجنسيّة الأمريكيّة (ضرب طارق أبو خضير الأمريكيّ الفلسطينيّ الأصل، وابن عمّ الشهيد محمّد الفلسطينيّ).
بعد حادثة خطف وقتل ثلاثة الشباب اليهود المستوطنين، اكتشفْنا أنّ مَن اعتبرناهم في الماضي القريب مِن عقلاء الصهيونيّة، والواعين لأهمّية السلام والحياة الكريمة المشتركة بين شعبَي البلاد و...كنّا فهمناهم ( ربّما أرادوا لنا أن نفهمهم) بأنّهم يناصرون حقّ الشعب الفلسطينيّ بالتحرّر وبمقاومة ناعمة للاحتلال؛ لكن، بعد أن استغلّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجوقته اليمينيّة الحادثة لينفث سموم عنصريّته ونار حقده وكرهه لكلّ عربيّ (ولوكان من العرب الطيّبين)، شاهدنا كيف نفش "عقلاء الصهيونيّة" أنفسهم أو كيف نفشتهم دعاية بيبي وجوقته وأيديولوجيته الجمعيّة والكليانيّة الاستعلائيّة والوحشيّة(وهي في الحقيقة خواء).
فاجأتْني إحدى صديقات عائلتي، كان بيننا عيش وملح، وكانت مناصرة للسكن العربيّ اليهودي المشترك، وهي تعمل محاضرة في جامعة إسرائيليّة، وأشغلَت في الماضي مسؤولة كبيرة في وزارة التربية والتعليم عالية المستوى، فاجأتني بأن كتبت مقالا "سلاميّا" على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعيّ، معتمدة على منطق جولدا مائير، زعيمة حزب المباي ورئيسة الحكومة السابقة (1969-1974) التي أجبرناها على قتل أطفالنا ( هكذا ادّعت جولدا)، وتستنتج "صديقتنا" السابقة "الحضاريّة" و"الإنسانيّة" في ختام مقالها، بأنّ شرط السلام الكافي بيننا هو أن نحبّ أطفالنا بقدر ما نكره أطفالهم اليهود!
هل غفلت وضلّلت؟! لا أظنّ ذلك.
أعتقد أنّ الحياة تنتج وفق الفطرة السويّة ثقافة طبيعيّة منسجمة مع الحياة الطبيعيّة، والثقافة السائدة هي نتاج أنماط الحياة والممارسة المعيشيّة في المجتمعات، واليوم نحن نعيش حالة غير طبيعيّة وأزمة ترمي بثقلها على مجمل العلاقات الإنسانيّة وتشوّه الحياة الحضاريّة إلى حدّ كبير وخطير.
ذكّرتني صديقتنا ببثينة عشيقة جميل بن معمّر العذريّ حين رآها الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان (685-705) بعد موت جميل؛ فأنكرها وقال لها: ما رأى فيك جميل حين هام بك، وأنت حمشاء (دقيقة ونحيفة)، أدماء (سمراء)، دقيقة الساقين، حديدة العينين؟
أجابت: لقد رآني جميل بعينيه، لا بعينيكَ يا أمير المؤمنين!
ونحن نرى شركاءنا وأبناء عمّنا بأعيننا، وهم يروننا بأعين الاحتلال والاستغلال والاستعلاء والعنصريّة و...



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجرم مَن يفرض الأجواء الدمويّة
- ردّ الفعل العاطفيّ السريع
- إسرائيل دولتان
- منظور بيبي غير موضوعيّ
- قلق أثرياء إسرائيل
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة


المزيد.....




- فستان الترتر البسيط.. القطعة الأبرز في عالم الموضة
- السودان.. ما هي الدول الـ4 المتهمة بالتدخل بصراعه الدموي وفق ...
- الصراع على مستقبل غزة: لماذا يعجز الجميع عن الاتفاق على إعاد ...
- السر وراء صعوبة التركيز عند الأطفال
- رسميا...أمريكا تشطب الرئيس السوري من قائمة الإرهاب قبل أيام ...
- أفغانستان تقر بفشل محادثات السلام مع باكستان للتوصل إلى وقف ...
- هجوم روسي كبير على البنى التحتية للطاقة بأوكرانيا
- رئيس لجنة المفقودين للجزيرة نت: غزة تحولت لأكبر تجمع مقابر ف ...
- صربيا تسرّع إزالة مبنى تاريخي لبناء فندق فخم بدعم من كوشنر
- واشنطن تتولى الإشراف على مساعدات غزة وتضغط لخروج مقاتلين من ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - التغذية المتبادلة بين الثقافة الفاشيّة والاحتلال