أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن بحاجة لشحذ الفأس














المزيد.....

نحن بحاجة لشحذ الفأس


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


15-4-2014
نحن بحاجة لشحذ الفأس
راضي كريني
طالما حاول الحطّاب أن يتفادى تناقص المنتوج بالاجتهاد والكدّ والعمل الإضافيّ والمثابرة و...، إلى أن اكتشف أنّ عليه شحذَ فأسه، إذا استمرّ بقطع الخشب بالفأس ذاته!
لا ننكر أهميّة وسيلة التفاوض في مرحلة التحرّر السياسيّ؛ لكنّنا لا نقلّل من أهمّيّة وجدوى الوسائل الكفاحيّة العديدة، الموصلة إلى التحرّر، التي يتقنها الشعب الفلسطينيّ وقيادته الشرعيّة ويقدران على شحذها واستعمالها، إلى جانب التفاوض أو بدونه، لتلتزم حكومة إسرائيل باستحقاقات السلام.
توقّعنا خيرًا من المفاوضات، كما توقّعنا من السلطة الفلسطينيّة أن تستثمر السيّئ الناتج عنها في زحزحة قطاعات واسعة من الشعب اليهودي من حالة الصدام والعداء واللامبالاة و... إلى حالة الإذعان للحقّ أو الاعتراف به والتراجع عن العدوان. لكن ما نراه الآن، أنّ الفلسطينيّ دخل حلبة التفاوض وهو يشعر بالهزيمة؛ فكيف له إذًا أن يقوم بوظيفة المحرّر، وأن ينتزع الحقوق، ويصل إلى الهدف المنشود-إقامة الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس، وفقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة والقمم العربيّة، وهو يحارب بسيف من خشب مع عدوّ مدجّج بالسلاح والآليّات في حقل مزروع بالألغام؟!
الضرورة السياسيّة تحتّم على الفلسطينيّ أن يفاوض بحماس وبجدّيّة وبأمانة و...، لكنّ معاناة شعبه تحتّم عليه أن يعتبر المفاوضات مفصلا من مفاصل الكفاح، وليس الطريق أو المخرج من احتلال فلسطين.
نحن نفهم أنّ عدم تنازل المفاوِض الإسرائيليّ عن احتلاله وموبقاته ناتجة عن خوفه من عقاب المصوّت الإسرائيليّ له، وليس نتيجة لتحفّظات أمنيّة ووطنيّة ويهوديّة الدولة و... كما يدّعي ويراد لنا أن نفهم! من الواضح أنّ معارضة المفاوض الإسرائيليّ ليست ناتجة عن شكّ وعدم يقين في الاقتراحات الفلسطينيّة؛ بل ناتجة عن مفاهيم وقناعات انتخابيّة، فحكام إسرائيل أقنعوا المصوّت الإسرائيليّ بأنّ الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة هي أراضٍ محرّرة، وممكن بسهولة وبتكاليف بسيطة استيطانها وطرد سكّانها والاستيلاء عليها. هم الذين فتحوا شهيّة اليمين الإسرائيليّ ليَلْتهم كلّ ما طالت يده من أرض وزرع وضرع وماء وسماء ... قطاعات واسعة من الشعب الإسرائيليّ تشعر بأنّ الاحتلال مكسب ومربح ومريح و...
لذا، لو كان راعي المفاوضات عادلا، لكان أقنع السلطات الإسرائيليّة أن تواجه شعبها، وأن تصارحه بخطيئتها، ولكان ساعد في تغيير مفاهيم وقناعات غالبيّة المصوّتين الإسرائيليّين، ولكان خفّف من قلق الشعب الفلسطينيّ، وأسهم في زرع الأمل لا الألم والضغط والمعاناة، ولو كان صادقًا في وعوده، لكان حازمًا في تحديد بداية ونهاية المفاوضات وبرنامجها وأهدافها، وفي اتّخاذ القرارات وفي كيفيّة تطبيقها، ولكان فتح ثغرة لدخول قوى دوليّة لها نفوذها وتأثيرها ومصلحتها في فرض الانسحاب الإسرائيليّ من الأراضي العربيّة المحتلّة، وفي إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة.
نحن نعلم أنّ بنيامين نتنياهو وحكومته يقيسون نجاحهم بردّ فعل المصوّت الإسرائيليّ ونشرات الأخبار المتلفزة، ونعرف أنّهم أسرى للمبادئ التكتيكيّة المحضة، وأنّهم يصبّون جلّ اهتمامهم على أهداف قصيرة المدى ذات النتائج الفوريّة، ليجذبوا أنظار المصوّت الإسرائيليّ بتحرّكات سحريّة، لكنّ الواقع المعيش والمستقبليّ هو الذي يحدّد أيّ صنف من الزعامة كان لنا؛ فالناس تحتقر الزعيم الذي يعرض أمامها الأزمات وتفاقمها والأهداف القريبة المدى الساذجة، وتلقي إلى مزبلة التاريخ الزعيم الذي تعدّت طموحاته نطاق قدراته ليشلّ أمل الشعوب بالسلام.
فالشعب الفلسطينيّ الذي خلق انتفاضة السِلام (الحجارة) قادر على خلق انتفاضة السَلام!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني
- أنسنة يعلون
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن بحاجة لشحذ الفأس