أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة














المزيد.....

تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


25-2-2014
تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
راضي كريني

لم يبدأ الصراع بين دعاة النهضة والتحرّر والتقدّم بكرامة وطنيّة نحو العدل الاجتماعيّ وبين القوى الرجعيّة (التي تريد إرجاع المجتمع إلى عهد سابق) والمحافِظة (التي تريد الحفاظ على الوضع القائم) اليوم، ولن ينتهي في الغد، ولن يختفي مِن معاركنا بشكل عامّ، ومِن معارك الجماهير العربيّة الانتخابيّة بشكل خاصّ؛ بل يحتدم فيها الصراع ويتّخذ أشكالا مختلفة، ويزداد حدّة وضراوة، نتيجة وتوظيفا لما تعانيه الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة الإسرائيليّة المضطهدة من تفاقم أزماتها السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، في زمن هيمنة اليمين الصهيونيّ المتطرّف على الحكم والشارع الإسرائيليّ، وتثبيت احتلاله وقمعه وسيطرته على الأراضي الفلسطينيّة والسوريّة المحتلّة، وتأثيره (إلى درجة التحكّم) في مجالات التنمية، ومناهج الحياة والسياسة، ووسائل الإعلام محليّا وإقليميّا وعالميّا.
بالرغم مِن تقدّم الأقليّة العربيّة في إسرائيل، وتطوّرها واندماجها الجزئيّ في المجتمع الإسرائيليّ، وبروز فئات رأسماليّة ووسيطة، ونموّ كوادر ثقافيّة ومهنيّة و...؛ إلا أنّها ما زالت تحتفظ في داخل بنيتها الاجتماعيّة بكثير من ظواهر العشائريّة والقبليّة والمرحلة الإقطاعيّة والتخلّف والتحفّظ.
كشفَت انتخابات السلطات المحليّة الأخيرة أنّ القوى المحافِظة في الوسط العربيّ، التي تدافع عن الوضع القائم وترتاح له وتستأثر به وتخاف من التغيير وتعيقه، والتي تتغذّى على العمالة والوساطة والوكالة للرأسمال الصهيونيّ، قد وجدت في حركات الدين السياسيّ التي تتمسّك بالسيرورات والمبادئ القديمة والفكر الرجعيّ، وتنشط كي يعود المجتمع إلى جذوره الإقطاعيّة والأبويّة، وجدت فيها حليفًا قويّا في معركتها ضدّ القوى التقدّميّة والعلمانيّة والليبراليّة والديمقراطيّة والنهضويّة من اليساريّين والقوميّين المتنوّرين.
يرى المتتبّع لخطابات وتصريحات هذين الفريقَين-الرجعيّة والمحافظة- أنّها متطابقة في تطرّفها، وفي استغلالها للهامش الديمقراطيّ، وفي استخفافها بالنخب المثقّفة وحِكمتها، وفي استغلالها لوسائل الإعلام للتعبئة ولإيهام الناس بأنّ هناك حاجة "لثورة"، وأنّ ثمّة مصلحة مِن أخذ السلطة المحليّة ووضعها تحت تصرّف "الغالبيّة" الشعبيّة أو القوميّة أو الدينيّة أو الطائفيّة، بدون فصل بين المؤسّسات والسلطات والمسؤوليّات و...وهكذا تتحرّر السلطة من "ترف" الليبراليّين والديمقراطيّين والعلمانيّين وتقاليدهم، وتتوحّد الصفوف حول الفوضى والعبثيّة والارتجاليّة، وتتّخذ التدابير والإجراءات اللازمة للانتقال من حركة رجعيّة إلى حركة متطرّفة تدعو إلى إعادة المجتمع إلى حكم الماضي وحِكْمة المختار والوالي والملك، وبالتالي إلى تقديس الكلام وشرائع حمورابي.
يحاول بعض المستأثرين بالدين السياسيّ الرجعيّ وبالمال السياسيّ المحافظ استثمار الوضع السياسيّ والاقتصاديّ الصعب في بلداتنا العربيّة؛ كي يعيدوا أمجاد نظام القبيلة والعشيرة كنظام حكم مثاليّ يحقّق المجد للغالبيّة العائليّة أو الطائفيّة أو الدينيّة، ويدرّ الربح والدولارات، ويوسّع دائرة الإعفاءات من الضرائب والرسوم، ويؤمّن السلم والعدل الاجتماعيّ! هكذا كان خطاب زعيم النازيّة هتلر؛ من أجل إسقاط حكومة وجمهوريّة فايمر وإحكام سيطرته على مقاليد الحكم؛ من أجل إعادة مجد الأمّة الألمانيّة وتخليصها من السياسات العدائيّة ومن العقوبات والأزمات الاقتصاديّة وتقليص نسب البطالة المتفشّية في المجتمع.
لذا، علينا أن نتحمّل المسؤوليّة ونعمل على تطوير وإبراز دور الجبهة الديمقراطيّة وحلفائها في هذه المرحلة المعقّدة، كإمكانيّة مفتوحة لاستيعاب نقائض فكريّة ثانويّة من شيوعيّين ووطنيّين وعمّال وأكاديميّين وفنيّين و... الذين يسعون إلى تأكيد إنسانيّة الإنسان كمضمون تقدّميّ وخيّر وحرّ، في تصدّيهم لتحالف قوى الرجعيّة الظلاميّة المتحالفة مع وكلاء المال السياسيّ والتخلّف الاجتماعيّ والجمود الفكريّ والاستبداد السلطويّ.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني
- أنسنة يعلون
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت
- ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس
- ليستغلّ العرب القضيّة الفلسطينيّة
- نخوة التبرّع بالأعضاء والأنسجة
- كم نحن بحاجة لدعم الكرملين، ولتحويل الضغط الأمريكيّ!
- أريد عطلة استجمام هادئة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 4 جنود وإصابة 3 جراء انفجار عبوة ...
- ترحيل أول لاجئ من بريطانيا إلى فرنسا بموجب اتفاق بين البلدين ...
- أطباء بلا حدود تدين مقتل أحد موظفيها في غزة بغارة إسرائيلية ...
- ميناء إيطالي يرفض شحن متفجرات إلى إسرائيل
- كيف أصبحت جميلة بوحيرد أسطورة الثورات التحررية؟
- محللون: تعدد الجبهات ينهك العمق الإسرائيلي ويبدد أمل النصر ا ...
- البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة م ...
- للمرة السادسة.. واشنطن تستخدم -الفيتو- ضد مشروع قرار بشأن حر ...
- الدويري: المقاومة تتحدى بعملية رفح والمسيرات تتفوق على الراد ...
- الحرب على غزة مباشر.. تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة والقسام ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة