أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة














المزيد.....

مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أهتمّ كثيرًا بسِيَر الحياة الذاتيّة التاريخيّة للقادة، وأبحث عن المعلومات المتعلّقة بحياتهم، أتساءل: كيف ولماذا فعلوا وواجهوا؟ وكيف ولماذا أصبحوا على ما كانوا عليه؟ وكيف كان تأثيرهم في الجماعة التي يقودونها؟ كيف جمّعوا الطاقات؟ وكيف وجّهوا النشاط؟ وكيف تنافسوا وكيف فازوا، أو فشلوا؟ وكيف تعاملوا مع القيم ومع المعايير؟ وكيف كان ارتباطهم والتزامهم بالوعود وبالعهود و... وبالناس؟ وكيف كانت عمليّة التأثير المتبادل بينهم وبين المنقادين؟ كيف سيطروا، أو كيف خضع لهم الناس؟ وكيف وكيف؟
بحثتُ عن الأسس النفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة للقوّاد. ووجدت صعوبة كبيرة في فهم "القائد" الفوضويّ؛ فهو قادر أن يثير دوافع فرديّة، غرائزيّة ومكتسبة و... إلى حين، وربّما يستطيع أن يثير دوافع جماعيّة، أيضا إلى حين، رغم تجاهله أو إنكاره للحقائق، لكنّني وجدت عجزًا في استيعاب كثرة ملاحظات الفوضويّ العبثيّة، وطلباته السطحيّة من الأفراد، وفهم تلقائيّتها المنافية للقيم!
لم أفهم كُنه المعلومات التي يدلي بها الفوضويّ؛ ولم أستخلص استنتاجاته؛ فهو نفسه لا يدرك الحدّ الأعلى من الأدنى للمعلومات وللاستنتاجات، ويجهل التعاطي مع مقولتيْ الإمكانيّة والضرورة، ويقدّمهما بأسلوب غريب عجيب لا نستطيع أن نتوقّعه، أو حتّى أن نتخيّله. أراه يثرثر كثيرا ويصرخ ويهدّد ويعربد ويتوعّد و...وباختصار يرغي ويزبّد، ولا يصرّح المحض عن الزّبد! ونراه يمثّل ويدّعي أنّه يتّخذ قراراته بشكل فرديّ تارة، وفي تارة أخرى يدّعي أنّه يتعاون مع الجماعة/جماعته ويتّخذون القرارات بطريقة ديمقراطيّة، وهو لا يتدخّل بالبرنامج فهو فقط ينفّذ، ويدّعي أنّه يستطيع تطبيق كلّ تخطيط وممارسة أيّ نظريّة وتحقيق كلّ الأمنيات ... لا يهمّه توزيع العمل وكيفيّته؛ بل كميّة الأتباع، ولا كيفيّة التخطيط، ولا إن كان الذي خطّط فرد أو جماعة؛ بل السيطرة، فهو عاجز عن إدارة حوار تكامليّ؛ فكيف سيهتمّ؟!
وجدت أنّ الفوضويّ لا يعرف الموازنة والحدود بين حياته الخاصّة والعامّة، وبين واجبه حيال عائلته وواجبه حيال عمله/وظيفته، لا يفرّق بين الأب والقائد، ويخلط بينهما بعشوائيّة وبهزليّة؛ فالمهمّ بالنسبة له أن يكون تحت الأضواء، ويفرح ويهلّل كلّما زاد وارتفع عدد المكالمات الهاتفيّة المتّصلة به، وبالتالي تصبح المكالمات محفّزا لتصريحاته الهجوميّة، ومرجعا لتبريراته؛ فهو حريص على التأكّد من أنّ مجموعات الضغط علمت بالتنافر الحاصل بينه وبين المنافس أو المنافسين له، وبهذا يكون قد حقّق غايتهم المرجوّة في السيطرة والانقسام والإقصاء، ويكون فارق النتيجة أكبر من فارق الوسيلة!
لكن وجدت في دراساتي وأبحاثي أنّ فترة حكم الفوضويّ لا تدوم طويلا؛ لكنّها تكون متوترة ومتشنّجة ومؤلمة، فسرعان ما يستنتج غالبيّة الناس باستحالة قيادته للمجتمع، فيعزلونه، ويفضلون القائد السلطويّ/الديكتاتوريّ عليه، ويبحثون ويعملون على إيجاد وخلق القيادة الديمقراطيّة!
ووجدت ... ووجدت أنّ القيادة العربيّة التي يلفظها السطح المثرثر تتنقّل ما بين القائد الفوضويّ والقائد السلطوي؛ لم تكن مرّة في العمق، ولم تجرّب إصغاء العمق، ولم تفهم اختماراته وتفاعلاته وتطلّعاته، ولم تتوقّع إنفجاراته؛ فعندما يلفظ العمق قيادته إلى السطح، لن تكون هذه القيادة إلاّ ديمقراطيّة، وستتعامل مع كلّ سطح بنجاح، لا يعيقها إن كان السطح لزجًا أو أملس أو مائلا بانحدار شديد، أو متصدّعًا، أو كثير المطبّات والحواجز...
إذا سألتم: متى ستنعم الشعوب العربيّة وتحظى بقيادة ديمقراطيّة؟!
الجواب: عندما يثور العمق ويشقّ طريقه إلى السطح.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت
- ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس
- ليستغلّ العرب القضيّة الفلسطينيّة
- نخوة التبرّع بالأعضاء والأنسجة
- كم نحن بحاجة لدعم الكرملين، ولتحويل الضغط الأمريكيّ!
- أريد عطلة استجمام هادئة
- دولة الشعب الإسرائيليّ!
- -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!
- هل نستطيع أن نحمّل إسرائيل مسؤوليّة الفشل؟


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة