أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لِنحذر الغرق في التغيير!














المزيد.....

لِنحذر الغرق في التغيير!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أشكّ في نوايا أيّ من المنادين بعقد مؤتمر استثنائيّ للجبهة الديمقراطيّة لدراسة أسباب التراجع في الانتخابات المحلّيّة الأخيرة واستخلاص العبر والنتائج.
ولإثراء النقاش الدائر أطرح بعضًا من أفكاري في هذه الزاوية؛
لا مهرب من ردّ الفعل العاطفيّ، الذي يسبق المنطقيّ والسلوكيّ، لكن لنحاذر مِن المبالغة بالعاطفة، ومِن الانفعالات التي في جوهرها دوافع للأفعال؛ كي لا يكون انفعالنا الحاصل نزوعا يقودنا إلى القيام بأيّ عمل مننتج لسخرية ساخطة، أو لتسجيل موقف، أو لنثبت أنّنا على استعداد للعمل، دون أن نحبّ عمليّة المراجعة والبحث واستخلاص العبر ذاتها...لنتلذّذ بجلد الذات؛ يجب ألاّ نغرق في أسئلة لماذا ومَن...؛ كي نُهمل السيرورة/الأسلوب التي أفضت إلى النتيجة؛ لذلك لتكن أسئلتنا كيف سار/مشى التحوّل، وكيف يسير، علينا أن نعرف الكم الذي تحوّل إلى كيف؛ كي نكون على استعداد لعمل ضروريّ وممكن ومرغوب؛ فالقدرة على النجاح هي جزء صغير من أسباب النجاح والفشل، ومهارة البحث لا تضمن النجاح؛ فلنصبر على "طبختنا" كي لا تكون وجبة سريعة، أو وجبة جامدة نعدّها في "الميكروويف"! لنثابر على العمل الفكريّ والسياسيّ و... ولنسامح (ذاتنا وغيرنا) مع ضبط أعصابنا وأنفسنا، وبعد ذلك لنتفاءل بالخير!
لا شكّ بأنّ الأزمة التي كشفتها الانتخابات الأخيرة هي انعكاس لأزمة فكريّة/فلسفيّة وسياسيّة وتنظيميّة وثقافيّة قيميّة حاصلة وديناميّة ومتنامية في مجتمعنا العربيّ (بشكل عامّ وخاصّ)، هذا ما يستدعي أن نستوعب الحالة والواقع الذي نعيشه، بدون تفاؤل كاذب، أو تشاؤم يشلّ الإرادة، فدورنا كمثقّفين أن نساعد على التغلّب على الصعوبات والتحدّيات، لا أن نثير الغبار لندّعي فيما بعد بأنّنا لا نرى شيئا يستحقّ التغيير، ولا أن نثير قضايا فرعيّة هامشيّة ومتعبة ومؤخّرة ومبقية لحالة الترهّل والتراجع... على سبيل المثال؛ سمعت العديد من الرفاق الذين يختصرون الأزمة بالأزمة الإعلاميّة للحزب؛ فإدانة الإعلام لا يفسّر الظاهرة. لا شكّ بأنّ للإعلام دورًا مهمّا في صياغة الرأي العامّ، وهو يتدخّل في حياة أمّة لا تقرأ أكثر من سواها من الأمم التي تستند في ثقافتها إلى أسس ومفاهيم تثبّت قيمًا إنسانيّة وحضاريّة وتقدّمية وتربويّة و...تحدّد للإعلام مدى تدخّله وتأثيره في حياتها.
إنّ انخفاض المستوى الثقافيّ للرفاق أدّى إلى تراجع في مؤسّسات وهيئات الحزب ومفاهيمه، وبالتالي أفقده القدرة على طرح البدائل الأفضل عن السطحيّة الثقافيّة والضحالة الفكريّة المنتشرة بوفرة في ربوعنا، هذا ما جعل الكثير منّا يعود إلى العائليّة والطائفيّة و... والعصابة الغارقة بالأسس التقليديّة وبسياسة الإيداع (كالبنك، "حكّلّي بحكّلّك") لا الإبداع الخارج عن المألوف، وإذا ما بحثنا بجديّة في هذه العودة لوجدنا أنّها اضطراريّة لا اختياريّة، ولم تكن لأسباب ولمصالح ماديّة فقط؛ بل أيضا لمصالح فكريّة وثقافيّة تربطها بالسلطة! لذلك نراها متعصّبة ومنغلقة ومقترنة بالعنف وبالأصوليّة... هذه المشكلة لا تتطلّب من قيادتنا أن تستورد الأفكار؛ بل أن تجيد وسيلة الاتّصال والحوار والإقناع واحترام الآخر مع الإخلاص للأفكار والمبادئ التي تنادي بها.
أرى أنّ انتقاد البعض لقيادتنا قد تحوّل إلى هواية وإلى ثرثرة و...، لكن في الوقت ذاته على قيادتنا أن تتحلّى بنفسيّة المقهور وليس بنفسيّة المهزوم، فمصيرنا لا يتعلّق بنتائج الانتخابات المحليّة؛ فالمهزوم يحسّ بالقهر، لكن يتملّكه العجز واللا قوّة ولا حول إلاّ بالله ويكون جزءا من المشكلة وضحيّة للتغيير الحاصل، أمّا المقهور فيملك قوّة التغيير إلى الأفضل، ويكون جزءا من الحلّ إذا وفقط إذا شارك، بإبداع لا بخداع وبأمل لا بألم، في التغيير الضروريّ والممكن والمأمول عاطفيّا وفكريّا وممارسة وسلوكا.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني
- أنسنة يعلون
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 53 عاما لرجل قتل طفلا من أصل فلسطيني وأصاب وا ...
- -ديلي ميل-: ملفات سرية للمخابرات المركزية الأمريكية تكشف وجو ...
- تطبيق تيمو يوقف بيع البضائع الصينية -بشكل مباشرة- لعملائه في ...
- إسرائيل تقرر توسيع العملية العسكرية في غزة وتستدعي عشرات الآ ...
- إصابة عدد من الأشخاص إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألم ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخَين أُطلقا من اليمن
- محكمة أمريكية تقضي بسجن قاتل الطفل الفلسطيني وديع الفيومي 53 ...
- ماسك: الحظر المحتمل لحزب -البديل من أجل ألمانيا- سيكون -هجوم ...
- باكستان تناشد حلفاءها في الخليج المساعدة في تهدئة الأوضاع مع ...
- الحوثيون: استهدفنا موقعا في إسرائيل


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لِنحذر الغرق في التغيير!