أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 39 - علامات الترقيم والجمل الإعتراضية

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اذا قدم لك تلميذ نص دون علامات ترقيم مثل الفاصلة والنقطة وعلامة التعجب وعلامة الإستفهام فإنك سوف تعيد النص اليه وتطالبه باضافة تلك العلامات.

تقوم السعودية بتوزيع ملايين من نسخ القرآن مجانا باللغة العربية وبلغات اخرى مستعملة ورقا ثمينا وغلافا فاخرا. وإذا نظرت إلى الترجمات، فإنها تتضمن علامات الترقيم بالإضافة إلى ارقام الآيات. بينما النص العربي فهو بلا علامات ترقيم.

قد تقول بأن ارقام الآيات تكفي. ولكن هناك آيات تتضمن اكثر من جملة - وبعضها اكثر من عشر جمل. وبعض ارقام الآيات لا يشير إلى نهاية الجملة. فتجد جزء من الجملة في آية وتكملتها في الآية اللاحقة. أضف إلى ذلك ان المسلمين غير متفقين على موضع رقم الآية. مما نتج عنه اختلاف في تعداد آيات القرآن كما يلي:
- الترقيم المدني الأول (6000 أية)
- الترقيم المدني الأخير المتداول في المغرب (6214 أية)
- الترقيم المكي (6219 أية)
- الترقيم الشامي (6226 أية)
- الترقيم الكوفي (6236 أية) ويتبعه كل من مصحف الملك فؤاد في عام 1923 ومصحف المدينة الذي يوزعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
- الترقيم البصري المتداول في السودان (6204 أية)
- ترقيم المستشرق الألماني جوستاف فلوجل Flügel لعام 1834 (6238 آية - أنظر النص هنا و هنا)
- ترقيم الدولة العثمانية حوالي عام 1880 (6344 آية)

قد تقول بأن هناك علامات الوقف، ولكن هذه العلامات التي لا تستعمل إلا في القرآن جدا معقدة ومكتوبة باحرف صغيرة يصعب رؤيتها.

ولذلك نطالب بطبعة عربية للقرآن تتضمن علامات ترقيم كما هو متعارف عليه في النصوص العربية الأخرى (انظر مثلا http://www.diwanalarab.com/spip.php?article19986)

ومن بين العلامات التي يجب وضعها في القرآن علامات تشير إلى وجود جملة اعتراضية، اي الجملة التي تعترض بين كلامين لسبب او لآخر. وعامة توضع الجمل الاعتراضية بين شرطتين (- ... -). ودون تمييز هذه الجمل الاعتراضية يصعب فهم النص القرآني. وفي طبعتي العربية للقرآن (النسخة التي سوف انشرها على موقعي قريبا) سوف اضيف الشرطتين باللون الاحمر للإشارة إلى تلك الجمل الإعتراضية. واعطيكم هنا بعض الأمثلة:

** فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ - وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى - وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (3 : 36) ويلاحظ هنا اعتراضان متتابعان.
**قَالُوا تَاللَّهِ - لَقَدْ عَلِمْتُمْ - مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (12 : 73)
**وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ - وَهُوَ الْحَقُّ - مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (47 : 3)
**وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ - سُبْحَانَهُ - وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (16 : 57)
**إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ - إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا - أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (18 : 30-31)
**وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ - قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (16 : 101)
**وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ - فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ - بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (16 : 43-44)
**فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ - وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ - لَوْ تَعْلَمُونَ - عَظِيمٌ - إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (56 : 75-78) ويلاحظ هنا ان اعتراضا جاء داخل اعتراض ثاني.
**أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ - وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ - يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2 : 19-20).
**قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً - وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (27 : 34).
**وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا - وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ - فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2 : 72-73).
**وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا - فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ - أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (2 : 80).
**ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ - وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ - أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (2 : 85).

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي: [email protected]

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات