أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الزيادي - طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم














المزيد.....

طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم


عدنان الزيادي

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم


عدنان الزيادي

أرأيت ,
كأننا العينُ التي شَهِدتْ , في لحظةِ الهبوطِ الى الياقوتِ
في الاعماق , إذ وصلنا باللهاثِ على السلالم
الى المنزلةِ الاخيره , حيثُ لنْ تزلَّ خُطاكَ إثرَ قبلةٍ مُدَوِّخَه
وتقعَ فريسةَ التصاويرِ وقد التقطتْ لكَ مِنَ الزمانِ عُمراً تقصُّ أطرافهُ
وتضعهُ في إطار .
ومِنَ النُحّاتِ مَنْ جاءَ بإزميلهِ وتفنَّنَ في بازلته
وأقعانا في البهو
ليرانا مُمْتدِحاً قبلَ السهرةِ
أحدٌ مِنَ السُّواحِ في هيئةِ مَنْ سيؤرِّخُ حادثنا
لمّا أطبقنا على الارضِ بِروحَينِ سماويين
وطلعتْ أعشابُ خلودي وخلودكَ
فحطبتُ أنا البَريّةُ بفأسِ الفجرِ لكَ حطباً
كانَ طوالَ الليلِ يتذوقُ ناراً ما كانتْ , بعدُ , تلكَ النارَ ,تُضئ وتُحرقُ ورمادها يَحْميكَ من الذكرى
الى أن جئتَ أياواقفُ بِقِدْرٍ مِن فَخَّارِك,
فقضينا سَحابةَ يومٍ في إعداد وليمتنا , تبرَّجنا لها في مِزاحٍ يسبقُ أبناءً
يأتونَ برماحٍ وَيَدقُّونَ علينا هواءً يَسْترُنا ,فنفتحُ لهمُ بابَ الريحِ
ونتصاعدُ نحن معَ الدخانِ في أ شْكالِ خيول .
وهذا الصوت ,
-أرأيتَ
ماذا عنه ؟

- سمعتُهُ يتناثرُ مملكةً مِن بلُّورٍ على أرضٍ لَمَعتْ في الارجاء.
أحدٌ صَقَلَ مرآته ,فرأى التاجَ على رأسه
فنادى حاشيته
أن تخرجَ للذئبِ في رسومٍ يعلمُها مَن هبطا الى الياقوت
وعملا هذا الضوءَ في لمحِ بصرٍ كالسهمِ الى هدفه .

أمّا هوَ ما أدراه ,
بثيابهِ أو دونَ عناءٍ مِن خيّاطينَ لهذا المنسوجِ بأشكالهِ
إنْ بدّلَها بُدِّلَتِ الأحوالُ
سيرى أن مياههُ سوداءَ بجواميسَ قَعَدتْ كشعبٍ لحليبهِ
صارتْ لهُ أثداءَ فأرضعَ آلهته .
ولأنَّ الحالمَ لا يعرفُ أنهُ في حُلمهِ يَحلُم
ويعودُ ينامُ ليَحلُم ويحلمُ بالنومِ في حُلُمه ,
بحثنا عنهُ في ليله
بفوانيسَ ومشاعلَ ومصابيحَ بالآلاف
يتبعنا كلبُ حراستنا في النومِ ,أعني نومنا في حلمه
أضئنا نفقاً في متاهتهِ ,كنا نحفرُ بالضوءِ غياهبَ ما
ما عدا ركناً مِن أركانِ جِداريَّتهِ باغَتَنا فيه أمراءُ ظلام
قادةُ ليل
فرسانُ سواد
أخذوا مِنّا مفاتيحَ ذَهَبٍ لبيوتٍ شَيَّدناها
طبقاتٍ في هواءٍ يرمي الينا شَبَكاً وهو يبحرُ معَ أسماكهِ ويعودُ الينا
كعائلةٍ تعرفُ أين البيت , إذا سألَ الحاجز .
استعمروا ما يستعمرهُ الدورقُ بزجاجه
الموجُ ببحره
الزبدُ بالصخره .

بالحقِّ ما جاءَ ليعيش
جاءَ ليحلمَ
وتركَ لنا أثراً في نومِنا نَتتبَّعه ,
وتتبعناه .
نتساقطُ جرحى أمامَ البوابةِ
عاليةٌ كانت ,
ونحنُ بأعمار ٍ ما زالتْ لم تصلِ العشرةَ في أصابعِ أيديهنَّ الممدودة ,
أُمَّهاتُ الضَّيمِ أعْددنَ لنا الاعمارَ على قَدْرِ أصابعنَّ
كأنَّ العمرَ ليس أكثرَ مما ضمَّتهُ يدُ أمٍ على الأولاد
فإذا هربوا سقطوا جرحى
وتساقطنا ,بعضنا يسندُ بعضاً في الوصفِ , فإنْ تعثّرَ أحدٌ منا أكملهُ أخوه
كمُنتدَبٍ في استعاراته
وعليهِ كطائرٍ أن يعودَ الى شجرته ,ها هناك
ما بعدَ البوابةِ بسبعةِ أيامٍ بين حَلْقِ السبعِ وعشٍ لا بابَ لهُ كي تطرقهُ
ويُقالُ لك أدخل , وصلتَ بسلامٍ ,تحتَ جناحيكَ جرحٌ لم نَرهُ
كان بعيدا كأنهُ وطنٌ لا يشكو
رموهُ بأحجاره ,
فصارَ يرفرفُ , أغاريدهُ شجرةُ ريشٍ ستطيرُ معهُ
ومعها أيضا تلكَ الآثارُ على الجدرانِ
في مملكةِ الياقوت .



#عدنان_الزيادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيفُ أجنحةٍ أو اثنانِ يجادلانِ بشأن الريح
- صانع الدموع
- نسيان
- عَنِ الذي جاءَ ليذهب
- رسوم
- بَعْدَهُ ,كأنه يذهب
- حالة بقاء
- عندما , وَحْدَها العائله
- إنْ سُئِلنا
- احدٌ طوى الورقه
- لا أحد
- لكي نَجِدنا
- ما يُخلّدهُ الغياب
- العائد
- شئ يُشبه السقوط
- ميثاق
- اين
- الى هناك ايها الدرج
- حروفها الساكنه
- شعر


المزيد.....




- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟
- موسيقى -تشيمورينغا-.. أنغام الثورة في زيمبابوي


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الزيادي - طائرٌ يُصِيبهُ حَجَرٌ كريم