|
كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 14:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال .. هنالك مقولة منسوبة إلى "هرتسل " ، نبي دولة إسرائيل ، وصاحب الكتاب الأشهر "دولة اليهود " ، عبّر في هذه المقولة عن "حلمه " بدولة يرى فيها أو من بين سكانها ، اللص اليهودي الأول والزانية اليهودية الأولى في الدولة التي حلم بها . وقد إقتبس الكاتب الاسرائيلي الكبير ، عاموس عوز ، هذه المقولة في معرض وصفه للعنصريين المُتطرفين اليهود وأفعالهم ، حينما قال " رغبنا في رؤية اللص اليهودي الأول والزانية اليهودية الاولى " و"تحقق الحلم " واصبح لدينا أيضا حركات نيو- نازية . وهذا الوصف أثار جدلا كبيرا وكان بمثابة الصدمة الشديدة ، وهذا ما قصده الكاتب ، أن يصدم أصحاب القرار في المؤسسة الإسرائيلية والجمهور العريض . وللحقيقة، وهذه كلمة حق ، فإن هرتسل ، وعلى خلاف الكثيرين ، حلم بدولة طبيعية ، فيها الصالح والطالح ، تُخطيء وتُصيب ، دولة للجميع . وليس كما يُروج البعض ويُسوق دولة إسرائيل وكأنها دولة مثالية ، دولة أخر الزمان ، دولة المسيح المُنتظر . ما علينا ، فقد أصدر اليوم ، قاضي المحكمة المركزية في تل أبيب ، أحكاما بالسجن الفعلي على المُتهمين في ما أُطلق عليها "قضية هولي –لاند " ، وهي قضية تكشف فيها حجم الفساد المالي الهائل والرشى الكبيرة التي "دفعها " ،أصحاب المال لأصحاب القرار ، مقابل الحصول على تسهيلات وإمتيازات لأصحاب المال . الشخصية المركزية في هذه القضية، وذلك لأهميته السياسية هو رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ، ايهود اولمرت ، والذي أدانه القاضي بتهمة تلقي رشى مقابل تسهيلات ، وذلك في فترة أشغاله لمنصب رئيس بلدية القدس . واولمرت ليس هو المسؤول الأول الذي يُحكم عليه بالسجن ، فقد سبقه إلى هناك وما زال يقضي مدة محكوميته ، رئيس الدولة السابق موشيه قصاب ، بعد إدانته بجرائم الإغتصاب والإعتداءات الجنسية . وقضى مجموعة من الوزراء والمسؤولين السابقين فترات حبس بتهم شتى ، لكن الغالب عليها ، هي تهم "خيانة الأمانة " الجماهيرية أو التلاعب بالمال العام وما إلى ذلك !! إن إدانة اولمرت ومجموعة كبيرة من المتهمين في قضية فساد وتلقي رشى ، تُلقي بظلالها الثقيلة على المُجتمع الإسرائيلي ،فمنهم من يعتبر هذا اليوم يوما أسود لإدانة رئيس حكومة بقضايا فساد مالي وخيانة الأمانة ، بينما يرى قسم أخر هذا اليوم كأزهى أيام الدولة ، لأن لا أحد فوق سلطة القانون ، وكلا الرأيين يحمل مصداقية ما . ولكن المهم في رأيي هو ما جاء في التسويغات لقرار الحُكم ، حيث قال القاضي ، بأن أولمرت كان في قمة القمم ، و"عقابه " الجماهيري قاس جدا ، لأنه خسر "منصبه " وخسر إمكانية العودة إلى الحياة السياسية ، لأن إدانته تشمل ايضا "وصمة عار " ، في معناها القانوني ، والذي يعني عمليا ، عدم تمكن من يُدان بقضية تصحبها وصمة عار قانونية ، من ممارسة النشاط السياسي كممثل جمهور لمدة 7 سنوات بعد إنتهاء فترة حبسه !! وهذا يعني عمليا ، نهاية "حياة " اولمرت السياسية !! لكن ، قال القاضي ، بأن كون اولمرت في القمة وإنحداره الى القاع ، لا يعني هذا بأنه "يستحق " ظروفا مخففة ، بل على العكس ، فكلما كان "الإنسان " في موقع مسؤولية أكبر ، يجب أن يكون قرارالحكم ، أشد وأصعب !! وتاتي الأحكام الشديدة للقاضي ، لأن الفساد قد استشرى في مفاصل الحكم المحلي والمركزي ، وهي محاولة للقضاء على الفساد ؤردع كل من تسول له نفسه بتلقي رشى من أي نوع ، أو خيانة الأمانة . لم يشفع لاولمرت "تاريخه " ولا لباقي شركائه في قضية الفساد الكبرى ، لكن هل ستُنظف هذه الاحكام "إسطبلات " الفساد في المؤسسة الرسمية ؟ يميل البعض وأنا منهم إلى أن القضاء على الفساد لن يتحقق إلا إذا حصل "الطلاق " بين السلطة والمال في إسرائيل ، وهذا ما لن يحصل في القريب المرئي . ومع ذلك ، فأنا أتعاطف قليلا مع اولمرت ، وذلك ليس من مُنطلقات سياسية بتاتا . فأولمرت الليكودي السابق ومن بين من أسسوا مع ارئيل شارون ، حزب كاديما ، متزوج من الرسامة اليسارية عليزا ، ولم "يرغمها " على تبديل مواقفها ، بل وتحدثوا عن ذلك علنا . أما الأمر الأخر ،فإن إحدى بناته (وأظنها ) ابنة متبناة ، هي مثلية جنسية ، ويتحدثون عن ذلك علنا ، تعيش معهم ، يقبلونها ، يحبونها ويتقبلونها !! بالضبط ، مثلنا تماما !! وأخيرا ، قد يأتي اليوم الذي سيحاكم فيه مسؤول عربي ، وهو في السلطة !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
-
كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
-
الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
-
-عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
-
يوم النصر على النازية !!
-
-ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
-
إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
-
دكتور جايكل ومستر هايد !!
-
إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
-
أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
-
ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
-
البيدوفيليا الدينية
-
دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
-
-مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
-
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
المزيد.....
-
مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط
...
-
مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه
...
-
ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال
...
-
-وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا
...
-
الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
-
محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
-
-بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت
...
-
متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
-
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا
...
-
أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|