أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المسيحيون سرقوا مصر













المزيد.....

المسيحيون سرقوا مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنتُ ضمن لجنة تقصّي الحقائق في واقعة الاعتداء الطائفي على كنيسة الماريناب بأسوان عام 2011. ثمة تظاهراتٌ هنا وهناك، ولافتات وشعارات مرفوعة من تلك التي اعتدنا عليها بعد الثورة. لكن لافتة، يحملها رجل، استوقفتني: أدهشتني، ثم أضحكتني، ثم أدخلتني في حال تفكير، ثم أسلمتني إلى حزن عميق.
تقول اللافتة: “نطالب بطرد الأقباط الغُزاة"!!! ذهبتُ إلى الرجل وأنا أخفي ابتسامة مُرّة كنت أعرف أن ملامح وجهي تحملها. ودار بيننا الحوار التالي:
أنا: اسمع يا عزيزي. أنت حر في اختيارك أن تكون شريرًا، فتُشرّد الآمنين وتطردهم من ديارهم. لكن نصيحة، لا تجمع بين الشر والجهل. ليس بوسعي أن أُثنيك عن الشر، فهو اختيارك سيحاسبك عليه الله والقانون، لكن واجبي ككاتبة تنويرية أن أزيل جهلك. كلمة "أقباط" لا تجتمع مع كلمة "غُزاة" في مصر. الكلمتان دونت ميكس Don t mix. لأن قبطي يعني مصري. فكيف يكون المصريُّ من الغزاة؟! كن شريرًا كما شئت، لكن لا تجمع الشر والجهل، لأن في اجتماعهما على إنسان، كارثة.
هو: ازاي بقى مصريين وأسماؤهم: ماري، ومايكل، وكيرليس؟ دي مش أسماء مصرية أصلا، يبقوا أجانب.
أنا: ما اسمك؟
هو: عبد الرحمن.
أنا: وأنا اسمي فاطمة. ما رأيك أن اسمي واسمك ليست أسماء مصرية أيضًا؟ بل هي أسماء عربية. نحن المسلمين نسمي أولادنا على أسماء غالية ومقدسة لدينا: محمد، عائشة، فاطمة، أبو بكر، أسماء، عبد الرحمن الخ. والمسيحيون أيضًا يسمون أبناءهم على أسماء قديسيهم: أبانوب، تريز، يوحنا، متى، شنوده، الخ. أسماؤنا وأسماؤهم ليست مصرية. وحسب منطقك في أصالة الأسماء، نصبح نحن أيضًا غير مصريين! هل تقبل؟
هو: يا سلام! أومال الأسماء المصرية تبقى ايه بقا إن شاء الله؟
أنا: حور محب، مينا، زوسر، نفرتيتي، نفرتاري، إيزيس، أوزوريس، حورس، أمنحتب، حتحور، حتشبسوت، سنوسرت، الخ.
هو: …... (صمت وراح يفكر في كلامي).
أنا: قبطي مش معناها مسيحي، وحضرتك وحضرتي أقباط لأننا مصريين! يعني مش غُزاة يا عزيزي عبد الرحمن.

قبل شهر، هنأتُ إخوتي المسيحيين على صفحتي في فيس بوك ببدأ صيامهم الكبير. فتمطع أحد الأشاوس الأفذاذ العباقرة الذين يملأون حواري وأزقة الانترنت يتخفون وراء أسماء مستعارة (ربما يخجلون من أسمائهم) ويفنون أعمارهم في التعليقات ويتكاسلون عن القراءة والتثقف وبناء العقل. مبدأهم في الحياة: “أنا أعلّق إذن أنا موجود".
كتب ذاك الذي يسمي نفسه (مستر محمد زملكاوي" يقول: “انت لو "كفتة" زيهم مكنتيش تقولي كده.”
فرددتُ عليه قائلة: “الأخ Mr-muhammad Zamalkawy طبعا أنت تقصد (كوفتس) مش (كفتة). وطبعًا أنت لا تعلم معنى كلمة (كوفتس). لو عرفت معناها ما قلتها. فضحتَ جهلك بنفسك. فدعني أعلمك درسًا صغيرًا لكيلا تكشف أُميّتك وانعدام وطنيتك بل وانعدام مصريتك أمام الدنيا في مقبل الأيام. "كوفتس" يا رعاك الله يعني (قبطي) Coptic. والكلمة تحوير الكلمة اليونانية "إيجيبتوس"، ومنها كلمة "إيجبت" Egypt أي "مصر". وأصل الكلمة فرعوني: (ها كا بتاح ) يعني (منزل روح الإله بتاح). و"بتاح" هو الإله الذي نادى على الدنيا للوجود، حسب الميثولوجيا المصرية، ويصوَّر على جدران المعابد كهيئة رجل مُكفّن يمسك في يده صولجان على رأسه مفتاح الحياة الشهير. وبالتالي فكل مصري من سلالة أجدادنا الفراعين هو قبطي أو كوفتس.
والشاهد أن إخواتنا المصريين المسيحيين تمسكوا بذلك اللقب (قبطي) ورفضوا التفريط فيه لأنهم يعتزون بهويتهم المصرية القديمة، لهذا يظن بسطاء الثقافة أن "قبطي" تعني "مسيحي”. بينما نحن المصريين المسلمين تخلينا عن ذلك اللقب الرفيع عن جهل بهويتنا وسلفنا وحضارتنا العظيمة. لهذا يا سيد محمد (الذي منحت نفسك لقب مستر دون سبب واضح)، فأنا بالفعل كوفتس مثلهم، لأنني مصرية مثلهم، أما العقيدة فلا علاقة لها بالعِرق والهوية. فأنا كوفتس مسلمة، وهم كوفتس مسيحييون. فإن كنت لا تعرف أنك "كوفتس" مثلهم، فإن مصر لا يشرفها أن تكون ابنًا لها.
أعتذر عن عنوان المقال الذي قد يكون صادمًا. لكنني تعمّدتُ هذا لأن المعلومة التي تصاحب صدمة ما، تكون أثبتَ في الدماغ. وقد تعبنا وجفّت حلوقنا من تكرار هذه المعلومة البسيطة: قبطي= مصري. أطالبُ وزارات التعليم والإعلام والثقافة بترسيخ هويتنا المصرية لدى النشء وتصحيح المعلومات المغلوطة التي تسري في ثقافتنا الشعبية مسرى الدم.
أيها المسيحيون الأقباط المصريون، طوبى لكم "سرقة" هويتنا المصرية الرفيعة والتمسّك بها، والعُقبى لنا مثلكم لنسرقها معكم، ونتعزُّ بها مثلكم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليت للبرّاق عينا فترى ياسر برهامي
- دستور برهامي
- برهامي هادم الدساتير
- كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا
- حُلم المصالحة الطوباوي
- رسالة إلى أرباب الفتن: مصر في الكاتدرائية
- رجلان يعرفان الله
- لقائي الأخير بالعصفور سلطان
- طريق الفرح
- هدفٌ في مرمى الحضارة
- الرئيس وأسئلة ديكارت
- عروسة لطفلة السماء
- لن أعزّيك يا صديقي ..
- شهيدتا الحق والحب
- النبلاء ينقذون رعايانا في ليبيا
- الصورة الحقيقية لمصر
- صانع العرائس قاتل ماري
- اسمك إيه يا أم محمد؟
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.


المزيد.....




- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المسيحيون سرقوا مصر