أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا














المزيد.....

كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 12:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كوني صمّاء وترشَّحي
يا "نصف الدنيا"

"أنا بانيلوب/ وحيدةٌ/ منذ دهور/ أنتظرْ./ أسامرُ الليلَ/ ساهرةً على نول النسيج/ أغزلُ ثوبَ العرسِ/ خيطًا / فخيطًا/ في انتظار الذي لا يأتي/ وعند النهار/ أقُضُّ ما نسجتُ في ليلي/ تمزّقتْ خيوطٌ/ وتصدّعتْ أظافرُ/ وذَبُلت عينان/ وهذا عوليسُ البعيدُ/ لا يأتي.”


***



في نهاية الدرس، كتب بروفيسور الرياضيات على السبورة معادلتين لا حلّ لهما. وقال لطلاب الدكتوراه: دوّنوا المعادلتين اللتين أخفق فيها علماء الرياضيات، لتوثقوا عجز العلم أحيانا عن الوصول لحل. كان هناك طالبٌ يجلس في آخر الفصل، غارقًا في نومه. وبعدما خرج الطلابُ، استيقظ. وشاهد المعادلتين. فظنّهما واجبَ الغد. سهر الليلَ يحاول حلَّهما. وفي الصباح ذهب إلى الأستاذ قائلا: "سيدي، حللتُ واحدة، وأخفقتُ في حل الأخرى." اندهش البروفيسور ونظر في الكراسة قائلا: "مستحيل! كيف نجحت في ما أخفق فيه أكبرُ بروفيسورات العالم في التفاضل والتكامل؟!!" ما حدث هو أن نوم التلميذ في الفصل، فوّت عليه أن ينصت إلى كلمة “مستحيل” حلّها. فحاوَل، ونجح. بينما لم يحاول زملاؤه، ولا حتى أساتذته، لأنهم وضعوا العربة أمام الحصان، ووضعوا المستحيل أمام المحاولة، فأغلقوا بابَ الخيال والإبداع والمحاولة.
في ذات السياق، أحكي لكم قصة من الفولكلور الرمزي. مجموعة من الضفادع شاركت في مسابقة لتسلّق جبل إيفرست الشاهق. وقف الناس بالأسفل يهتفون ساخرين: “لن يصل أي ضفدع إلى قمة الجبل، مستحيل.” وبدأت الضفادع في التساقط واحدًا في إثر واحد، إلا ضفدعًا واحدًا أكمل حتى وصل إلى القمة. وذُهل الجميع وبدأوا في التلويح له بإعجاب حتى هبط في سلام ونال الجائزة. وحين سأله الناس كيف حقق المعجزة، لم يردّ، بل أشار بما يعني أنه أصمّ لا يسمع. المعنى الرمزي هنا أن صممَه فوّت عليه سماع الكلمات المُحبطة التي أسقطت زملاءه.
حين خاضت صديقتي الجميلة "بثينة كامل" السباق الرئاسي العام الماضي، أصمّت أذنيها عن كلمات من قبيل: “ماذا تفعلين! هذا مجتمع رجعي ذكوري لن يُفسح المجال لامرأة وإن كانت أعظم الرجال والنساء. وفري وقتك وجهدك وأعصابك.” ترشّحت وهي لا تراهن على نجاح في مجتمع مثقل بالخمول والشكلانية والجهل والمراهقة الفكرية. لكنها ودّت أن تسجّل لحظة تاريخية مستنيرة تقول فيها: “امرأة مثقفة خاضت السباق" بصرف النظر عن النتيجة.
بثينة كامل سجّلت هدفًا في مرمى التحضر بترشّحها هذا العام أيضًا. وأرجو من كل امرأة تجد في نفسها الكفاءة أن تحذو حذوها لكي نحكي لأولادنا وأحفادنا أن ثورتين عظيمتين نثرتا في مصر بعض النور في ليل العتمة الرجعية الطويل الدامس.
عزيزتي "نصف الدنيا"، اعلمي أن المرأة أكثر ميلاً لإفشاء السلام والاحتواء والمحبة والتسامح من الرجل. لهذا، كل الحروب في العالم، دبّرها رجالٌ، ونفّذها رجال. وتلك سمة العصور البطريركية، التي يهيمن فيها الذكور، Patriarchal (مشتقة من المفردة اللاتينية: Pat، أي: أبّ). أما في المجتمعات "الأمومية"التي تحكمها امرأة Matriarchal (من كلمة: Mat أي: أمّ) مثل عصور ما قبل التاريخ، وبعض مجتمعات أفريقيا والأمازون الراهنة، نلحظ أن قيم السلام والرغد والود تسيطر عليها. كذلك ذهنيًّا، اكتشف العلماءُ ان المرأة قادرةٌ على رؤية التفاصيل على نحو أكثر دقة من الرجل القادر أكثر على قراءة الخطوط العريضة والشموليات.
إن كنتِ ترين في نفسك القدرة على قيادة مصر، فأصمّي أذنيك عن كلمات الهدم التي تتناثر حولك طوال الوقت.
تسلقي جبل إيفرست، وحلّي المعادلة الرياضية الشاقة، ولا تراهني على النتيجة. فالنتيجة ليست تقييما لقدراتك أنت، بل هي تقييمٌ لوعي شعب مازال يحبو على مدارك الديمقراطية الأولى، ويتهجى ألف باءها بتعثر.


***
* من قصيدة "بانيلوب" | فاطمة ناعوت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلم المصالحة الطوباوي
- رسالة إلى أرباب الفتن: مصر في الكاتدرائية
- رجلان يعرفان الله
- لقائي الأخير بالعصفور سلطان
- طريق الفرح
- هدفٌ في مرمى الحضارة
- الرئيس وأسئلة ديكارت
- عروسة لطفلة السماء
- لن أعزّيك يا صديقي ..
- شهيدتا الحق والحب
- النبلاء ينقذون رعايانا في ليبيا
- الصورة الحقيقية لمصر
- صانع العرائس قاتل ماري
- اسمك إيه يا أم محمد؟
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.
- معندناش كتب خيالية
- مليون إنسان في بيتي
- رسالة إلى حابي
- الشاعرة اللبنانية زينب عساف تكتب عن ديوان الشاعرة المصرية فا ...


المزيد.....




- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا