أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية














المزيد.....

الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوعي الديني نشأ كوعي تحديثي يحاول التغلب على تخلف الواقع ومصاعب العيش ولكنه لم يتحلل من كل تخلفه، فحمل عناصر التقدم والتخلف معاً، عناصر المادية والمثالية معاً.
رفع حال العاملين والنساء والتجار الصغار تشابك مع إقامة دولة كان لا بد أن تكون عناصرها الشعبية الديمقراطية أقوى من عناصرها الاستغلالية الارستقراطية، أي إلى أي مدى تكون العناصر المناضلة الشعبية قادرةً على الحكم وتوجيه الأحداث، إلى أن تقوى عناصرها الارستقراطية القبلية وتضعف الأخرى وتفقد وحدتها وتماسكها وتضيع بين الأحداث والرموز!
وفيما تستند العناصر الديمقراطية إلى تراث نضالي عربي قديم، متجذر في الجاهلية في القواعد الشعبية، ترتكز العناصر الارستقراطية على هيئات القبائل وقواها العليا وأملاكها وتراثها السائد.
لكن القوى الشعبية تُهزم عامة لكنها لا تهزم كلية، كما أن الأخرى لا تنتصر تماماً لكنها تسود، ويبقى تاريخ الإنسان متعلقاً بظروفه الموضوعية ومستوى فهم قياداته ومدى تراكم العناصر المادية في تراثه الفكري. كانت العناصر النضالية التي ظهرت في الزمن الإسلامي الأول قد ساعدت في ظهور الأمم الإسلامية من بين الأمم الوثنية، وكرست وعيها وتقدمها ووضعت الأسس لسيادة الأرستقراطيات وحضور الطبقات الشعبية حسب فسيفساء هذه الأمم ومدى حضور قواها الفاعلة.
لكن مواقع هذه العناصر الفكرية والاجتماعية والسياسية يتبدل مع تغير التاريخ، وتبدل التشكيلات الانتاجية، فقد غدا التكوين التقليدي لمختلف الطبقات غير قادر على إحداث التقدم المطلوب، وصارت عناصر السيادة الفوقية والانتاج الحرفي الزراعي البيروقراطي غير قادرة على مسايرة التطور العالمي في مؤسساته الاقتصادية والسياسية والفكرية.
لهذا فإن العناصر المادية الجنينية في النشأة الدينية الأولى بحاجة لأن تكون سائدة، فمسائل السلام وحريات النساء والمساواة والديمقراطية بين الأجناس والطبقات ضرورة لوجود الأمم الإسلامية، في حين أن مسائل الغيبيات المتطرفة تغدو الحاجة للتخفيف من هيمنتها وحدتها.
ولهذا يغدو وعي الشباب متلبساً غير مدرك للمراحل التاريخية التي قطعتها الأديان، والتناقضات التي سادت في مسيراتها التاريخية، وكيفية التعامل مع عناصرها المختلفة في الزمن الراهن، بين فصل عناصر مضرة وتصعيد عناصر مفيدة مضيئة.
إنهم يأتون إليها كمادة خام لا يفرقون بين المضيء والمعتم، بين المادي والمثالي، بين الفلسفي العام المغير والميتافيزيقي الجامد المتخلف، بين الديمقراطي والشمولي، بين ما هو منفتح قومياً وما هو متعصب عنصرياً.
بين إرادة الجمع الديمقراطي وإرادة الفرد الجامح الشمولي.
إن الحماس يأخذهم للمغامرات والذوبان في القوى المحافظة، التي تكرس سيادتها الارستقراطية أكثر مما تشكل بيئة ديمقراطية تعاونية.
لهذا فإن الشباب لا يحتاج لكثرة الثرثارات السياسية وتضييع زمنه عبر المقاهي، بقدر ما يحتاج للإنتاج الفكري السياسي، للدرس، وتوسيع وتوزيع قدراته على البحث والفنون والآداب والصناعات، وأن يظهر منه مثقفون كبار وموسوعيون بدلاً أن يتكاثر فيه مشاغبو الشوارع وفوضويوه والفاشلون في التطور السياسي العلمي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأسماليةُ دولةٍ وعجز عن التطور
- رياضُ الأطفالِ والتعليم
- الأزمةُ مرةً أخرى
- معرضُ الكتابِ وأزهاره
- الدينيون والحداثة (4)
- الدينيون والحداثة (3)
- التحديثيون الدينيون 2 - 2
- التحديثيون الدينيون (1)
- تركيا الحداثة
- بين رأسماليتين
- الشعبُ هو الذي يصنعُ التاريخَ
- شطبُ الدعوى هل هو بدايةُ مصالحةٍ عميقة؟
- وتزدادُ الشروخُ في الوطن
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (7)
- تحولاتُ الرواية عند فوزية رشيد (2)
- تحولاتُ الروايةِ عند فوزية رشيد (1)
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (6 6 )
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (5)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياّ(4)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (3)


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية