أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزمةُ مرةً أخرى














المزيد.....

الأزمةُ مرةً أخرى


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى يبحث نشطاء الحركات والجماعات التحديثية أزمة هذه الحركات وعجزها عن بناء تحالف جبهوي تحديثي ديمقراطي علماني.
يطرحون أن الحركة المذهبية الشيعية تمثل أغلبية السكان وبالتالي التحالف معها ضرورة نضالية للتغيير.
نفس المنطق الطائفي اليميني الذي طُرح خلال ربع قرن، وسبّب لنا كل الكوارث التي يعيشها البلد.
إن الحركات الدينية تمثل ما هو وراء تاريخياً، تمثل تشكيلة منتهية، وأي تصعيد لها هو تصعيد لمسار تشكيلة كاملة، من صراع قومي عربي فارسي، إلى عودة هيمنة الذكورة المطلقة، وقوى الإقطاع السياسية الدينية التي تمثل وحدة جوهر متأزم متناقض، كل قوة ترتكز على الأخرى، إضافة لعودة الأمية الثقافية وسلسلة طويلة من التدهور الاجتماعي الاقتصادي عبر صعود الريف المتخلف وتدهور الحداثة وتفكك الشعب الخ.

سذاجة الحركات التحديثية التي تآكل فيها الفكرُ الماركسي اعتمدت على ركوب الموجة المتاحة واستغلالها في المعارضة، وبهذا فقد عملت منذ ذلك الحين على الخروج من التشكيلة الرأسمالية والعودة للإقطاع.
وهذا ما تفعله الأنظمة والحركات الدينية المختلفة، فبدلاً من بناء الدولة بناءً وطنياً علمانياً، وإنتاج تحول سياسي يستند إليه تم الاعتماد على أساس تشكيلي خاطئ جرّنا للعودة للوراء عقوداً، ولا فائدة هنا من تحولات جزئية لا تشكل المعمار الأساسي للحداثة.
لقد فقدنا الطليعة في هذا الانزلاق الخطير، وقد عرفت الحركات البرجوازية الصغيرة عموماً الذبذبة والتلاعب بين المعسكرات اليمينية واليسارية، واستخدام الجملة الثورية الفارغة بدلاً من التحليل الموضوعي وفقدت الجماعة التقدمية استقلالها الفكري التنظيمي وهي كارثة كبرى لشعبنا.
لقد فقدنا العين المبصرة للظروف والصراعات الطبقية والصراع بين الأمم، فرُحنا نتخبط في العودة المتراجعة والتي ظهرت تجلياتها بحدة وعنف، وتفجرت سلاسل من الأزمات أثبتت كابوسية الوهم التي اعتمدته هذه الجماعات الانتهازية في تخريب نضال شعبنا وجرّه لأزمة لم يخرج منها حتى الآن!
وبعد كل هذه الكوارث نسأل ماذا حققتم بمنطقكم الارتدادي؟ وأين هي الانجازات؟ وما زال حبلُ الكوارث على غارب البحر الطائفي الهائج!
لم يتم الاستفادة من التحولات الجزئية في إعادة البناء الفكري والتنظيمي للجماعات التحديثية، والقيام بنقد جذري للحركات والحياة الاجتماعية السياسية الطائفية تعري جذورها وصلاتها، وتحذر الجماهير من أخطارها وكوارثها على الحياة السياسية والاجتماعية.
وعدم القيام بذلك سبب نفس الثقافة الطائفية السياسية للتنظيمات التي توانت في محاربتها، ولم تفهم الجذور الإقطاعية القومية للمذهبيات المختلفة ومخاطرها على الشعوب.
لقد وجدت نفسها تتمزق وتتآكل وتخرج خارج التاريخ وهي التي اعتمدت على الأسس الوطنية العلمانية في الدفاع عن الأغلبية الشعبية، فروّجت لثقافة مدمرة لها، ووضعت السكاكين في يد قتلتها.
الآن بعد ربع قرن من الكوارث لا بد من نقد الذات ومحاسبتها وتحديد الأخطاء ومسببيها والعمل على تلافيها عبر جرأة ثورية وطنية تنتفض على هذه الذيلية والعجز والتخلف الفكري والشلل التنظيمي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرضُ الكتابِ وأزهاره
- الدينيون والحداثة (4)
- الدينيون والحداثة (3)
- التحديثيون الدينيون 2 - 2
- التحديثيون الدينيون (1)
- تركيا الحداثة
- بين رأسماليتين
- الشعبُ هو الذي يصنعُ التاريخَ
- شطبُ الدعوى هل هو بدايةُ مصالحةٍ عميقة؟
- وتزدادُ الشروخُ في الوطن
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (7)
- تحولاتُ الرواية عند فوزية رشيد (2)
- تحولاتُ الروايةِ عند فوزية رشيد (1)
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (6 6 )
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (5)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياّ(4)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (3)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (2)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (1)
- كيفَ كتبتُ؟


المزيد.....




- فرصة ذهبية أم مخاطرة؟ هكذا يسافر الشباب حول العالم مجاناً
- -ندفع الفاسد بالأصلح-.. مقتدى الصدر يوجه دعوة لمقاطعة الانتخ ...
- كيف تطور فن الكوميكس في مصر؟
- استطلاع للرأي... -حنين- شباب ألمانيا إلى ميركل
- الولايات المتحدة: محادثات بين الجمهوريين والديمقراطيين لإنها ...
- العراق: انطلاق التصويت المبكرعشية الانتخابات البرلمانية السا ...
- لافروف: واشنطن تدرس مقترح الكرملين بشأن الحد من الأسلحة النو ...
- مراسل الجزيرة يسلط الضوء على الحالة الصحية لشاب أصيب في الخل ...
- لافروف يبدي استعداده للقاء روبيو بشأن السلام في أوكرانيا
- تسجيل 97 جريمة للمستوطنين بالضفة خلال أكتوبر


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزمةُ مرةً أخرى