أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعات الوعي العربي تاريخياً (5)














المزيد.....

صراعات الوعي العربي تاريخياً (5)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد وجدنا كيف تعثرت المثاليةُ الموضوعيةُ وتوقفت عند يوسف كرم ومحمد باقر الصدر، ثم كيف توسعت لكن بقيت الأسئلة الكبرى لم تـُحل، ففهمُ السببيةِ يتمُ من الخارج هنا، وعلى الرغم من أن الصدر يتفوقُ على يوسف كرم بالوصول إلى السببيات الداخلية فإنه يؤكد أن التناقض الداخلي في الظاهرة ليس هو الخالق لحركتها، بل السبب يعودُ إلى حركة خارجية وهو ما يقربه في خاتمة المطاف من كرم ولكنه يقرُ بوجود حركة جوهرية داخلية كما قال صدرُ الدين الشيرازي.
ولهذا فهو يرفضُ قوانينَ الجدل، قوانين التناقض والتحول من كم إلى كيف ونفي النفي، معتمداً كذلك على السببيةِ، وهكذا فإن مرحلةَ القانون لا تتشكل هنا، وهي مرحلةٌ تقودُ إلى عمليات أبعد تحليلاً للبُنى الاجتماعية وسيرورتها وارتباطها بالعملية التاريخية العالمية.
وهي عمليةٌ تجوهرُ التاريخَ والوجود الاجتماعيين كالقول بوجود أمة إسلامية (خالدة)، أي خارج القانون، وهو أمرٌ يتشابه مع طفولية المادية الجدلية في مناخها العربي حيث تطابقُ الأمةَ العربية مع أممٍ أخرى فتستوردُ قوالبها.
إن هذا الصعودَ المتعثر للمثالية الموضوعية من الأفغاني ومحمد عبده، حتى يوسف كرم ومحمد باقر الصدر وحسن حنفي، راوح بين الاعترافِ بالقانونية الموضوعية للوجود وبين خرق هذه الموضوعية في استثناءات معينة، ولم يستطع أن يقترب من سببيةٍ كبرى تجاه البنى الاجتماعية، وهذا يشيرُ إلى أن القوى العقلية في الفئات الوسطى راحت تميلُ خلال هذه العقود التي تجلى في هذا الميل، في مختلف الدول الإسلامية التي عبر نتاج هؤلاء المفكرين والفلاسفة عن حركتها غير المبلورة فكرياً، لم تقدر أن تخوض معارك اجتماعية وسياسية لعقلنةِ الوجودِ الاجتماعي. إن عقلنة الطبيعة الصماء هو أمرٌ ذو جذور قديمة، وكذلك فإن تدفقَ المعارف العلمية الغربية وضروراتها للحياة العربية لا يترك مجالاً هنا للتردد تجاه علوم الطبيعة.
وإذا افترضنا أن الفئات الوسطى خاضت معارك على الصعيد السياسي للتحرر الوطني، فإن معاركها على صعيد تغيير المجتمع التقليدي لم تكن واسعة، ولهذا فإن وجودَ فلسفاتٍ نظرية طبيعية وتحويلية اجتماعية مترابطة ووثيقة لم تكن ملحة.
إن النظرات هنا جزئية، فقد يكون ثمة تغلغل تراثي كبير، لكن لم يُفهم هذا التراث على أساس التغيرات الراهنة وبضرورةِ إعادة تشكيل الوطن - الأمة بشكلٍ حديث وجذري.
إن الربطَ بين القسم المثالي الموضوعي الطبيعي والقسم المثالي الموضوعي الاجتماعي يحتاج إلى أدواتٍ تحليليةٍ للتاريخ والمجتمع، وقد كانت كلُ أدوات الماضي قاصرةً عن الوصول إلى هذا المستوى، كما أن عمليات الاستيراد من ثقافة الغرب التاريخية والاجتماعية كانت تتجمدُ عند استعارة الأدوات كما لدى إسماعيل مظهر أو سلامة موسى، وحتى التحديثيين الليبراليين والدينيين الأواخر، فهم ينقلون بعض عمليات التحليل وبعض الأدوات لكن لا يقومون بتحليل شامل يصل إلى أساسيات البنى وهياكلها.
في حين أن المناهج الظاهراتية والبنيوية تدرس المباني الخارجية للوعي والمدارس رافضةً وجود ارتباط موضوعي وقانوني بين الوعي وأساليب الإنتاج. فحسن حنفي مثلاً رغم ضخامة ثقافته لكنه لم يدرس أساليب الإنتاج ولم يعقد إلا صلات وامضة بين مستويات البنية الاجتماعية، ولم يتوصل إلى كون الثقافة الدينية التقليدية هي جزءٌ من بناء إنتاجي فاته أوانه.
وهذا ليس له أسبابٌ ذاتيةٌ فحسب بل أسبابٌ موضوعية كذلك، في انقسام الفئات الوسطى بين التبعية للغرب والتبعية للحكام، أي للإقطاع السياسي الحاكم وللإقطاع الديني المهيمن على المستويات الاجتماعية للبنى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياّ(4)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (3)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (2)
- صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً (1)
- كيفَ كتبتُ؟
- إعادةُ إنتاجِ العنف الموسع
- الرئيسُ أوباما بين المكرِ والهدر
- تاريخٌ مذهلٌ
- تكوّنُ الفردِ الحر
- الراوي وعلمُ الاجتماعِ الوطني (2)
- الراوي وعلمُ الاجتماعِ الوطني (1)
- أهمية العودة إلى الحداثة
- المساراتُ العربيةُ إلى أين؟
- نحو إصلاح اقتصادي
- قوى سياسية غيرُ متعادلة
- منع الكتب مستمرٌ
- ثقافةٌ غيرُ ديمقراطيةِ
- إعلامٌ مضللٌ
- تجمدٌ سياسي
- فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية


المزيد.....




- تحديث مباشر.. نتائج ضربات إيران بإسرائيل ورد طهران على تهديد ...
- -مبالغ مهينة-.. الإسرائيليون ساخطون على تعويضات المتضررين من ...
- روسيا تشيد بتضحيات كوريا الشمالية وبكفاءة عسكرييها في تحرير ...
- -لحسن الحظ لم يكونوا هنا-.. هكذا علق لابيد بعد إصابة صاروخ إ ...
- هجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها
- إنجاز علمي غير مسبوق.. كشف النقاب عن أول كسوف شمسي -من صنع ا ...
- طريقة طبيعية تقضي على الأرق في غضون 24 ساعة
- بكين لن تتخلى عن طهران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعات الوعي العربي تاريخياً (5)