أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية














المزيد.....

فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 12:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




طرحت الأدبيات الغربية الشعبية اليمينية عادة رؤية تسطيحية للإسلام مركزة على الحركات السياسية باعتبارها (الإسلام السياسي) في حين اعتمدت الدراسات الأكاديمية الغربية رؤية مغايرة موضوعية غالباً، فاصلة بين الإرث الديني القديم باعتباره مبنى تاريخيا تقليديا مغايرا عن العصر.
عكس مصطلح الإسلام السياسي طبيعة المواجهة بين الحكومات الغربية والجماعات السياسية الجديدة المؤدلجة للإسلام بغرض العودة الى التاريخ القديم وفرض الأنظمة المذهبية السياسية، في حين لا يوجد تيار ديني من دون أن يكون سياسياً سواء في الماضي أو في الحاضر.
جاءَ التعبيرُ الغربي كجزءٍ من الحملة السياسية ضد حركات مناوئة للعصر، تضع تصفية الآثار التحديثية الحضارية في الشرق والعودة للنظام الديني القديم المحمي في تصورها من عاديات الزمن.
هناك مستويات في هذه العملية المركبة، فالقوى الصحراوية البدوية عاشت على الالغاء وعدم الأخذ بالحضارة الحديثة، وثمة قوى مدنية استوعبت تقاليد حضارية حديثة ودعت الى النمو المتدرج وبضرورة استيعاب الديمقراطية على مراحل، لكن هذه القوى لا ترتكز على قواعد اقتصادية اجتماعية حديثة تتيح لها تحديث الإسلام. إنها عملية تاريخية معقدة تعتمد على أسس موضوعية.
إن التعبير الغربي الدارج خضع لرؤية إيديولوجية استصالية عامة لكنه لم ينجح بسبب أن السياسة الغربية الخارجية سياسات متقلبة غير علمانية وغير ديمقراطية.
وبعكس ذلك نرى جهود العلماء الغربيين في دراسة الإسلام، فقد قامت تطوراتُ العرب والمسلمين الحديثة على مساندة الغرب الاقتصادية والفكرية في الواقع، ومثلت الدراساتُ الغربية في ثقافة وتاريخ الإسلام الشيءَ الكبير، وعكف مئاتُ العلماء الغربيين على فحص مخطوطات إسلامية قديمة وكرسوا أعمارهم لذلك بين الأقطار المتباعدة وبين الكراهية وقلة المساعدات! هناك من غاصوا في اليمن بكهوفها وجبالها وقراها أو غرقوا في الهند بمدنها ومعاهدها لقراءة حركة مثل الإسماعيلية طلعت عنها عشرات الدراسات.
وقد فهمتْ الاتجاهات غير الإنسانية في المنطقة ذلكَ كنوعٍ من التآمر والاستغلال، وتوظيفاً للقراءات في عمليات التفرقة بين المسلمين، وربما كان ذلك موجوداً في بعض التحقيقات والرؤى، لكن العملية الثقافية الغربية لدراسةِ الإسلام كانت مفيدة جداً، استفادة منها وتجاوزاً لها كذلك.
في ذلك الدرس للتاريخ لم يكن ثمة التعميم الراهن (الإسلام السياسي)، وقد كان الدينُ مجموعةً من العمليات الاجتماعية المُسيّسة عموماً، وبالتالي فإن هذا التعميمَ الراهنَ وهو الإسلامُ السياسي المقصودُ به الحركات المحافظة المضادة للعصر، لم يأت في عمليات تحليل الحركات السياسية الاجتماعية الإسلامية الكثيرة كالمعتزلة والقدرية والأشاعرة والقرامطة وغيرها من حركات الاحتجاج والتغيير والمحافظة القديمة، لأن الباحثين قرأوا تعقد تلك الظاهرات ومستوياتها المركبة، بين حركات تسعى للتطوير والتحديث والديمقراطية وبين حركات ارتدادية وأن الدين هو سياسة أصلاً بمفاهيم غيبية.
أما الآن حين غدت المعركة سياسية مباشرة بين حركات دينية مضادة للحداثة، وبين حركات تحديثية، علمانية متغربة، فجاء هذا المصطلح المجرد المضطرب.
استعمال هذا المصطلح جاءَ من حركات غير ذات حفر في التاريخ والواقع، وجزء من الاستيراد الشكلاني، غير النقدي، وتعبير عن هشاشة الفئات الوسطى التحديثية غير الصناعية في التأثر وعدم الحفر العميق في التاريخ العربي الإسلامي الإنساني.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهميةُ القراءةِ الموضوعية للتاريخ
- الروايةُ وبناءُ الوطن (2)
- الروايةُ وبناءُ وطن (1)
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (11)
- الفكر المصري ودورهُ التاريخي(10)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (9)
- كلام في الهواء
- الانقسامُ الطائفيُّ المشرقي
- الهندُ والخليج.. علاقةٌ مستمرةٌ
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي(8)
- الفكر المصري ودوره التاريخي (7)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (6)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (5-6)
- المثقفون العاميون
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (4-4)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (3-4)
- الفكرُ المصري ودورهُ التاريخي (2)
- الفكرُ المصري ودوره التاريخي (1-2)


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية