أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - كلام في الهواء














المزيد.....

كلام في الهواء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا يصرخ نشطاء في الهواء يقذفون في البرية حجارةً على الأشباح؟ يندفعون للهجوم، يجلبون برامج كاملة للتغيير ثم يعودون للبيوت وقد أفرغوا شحناتهم؟
كانت الفترة القومية تعتمد على خطب الزعماء الكبار الذين يجلجلون بأصواتهم ويهاجمون الاستعمار ويعود الجمهور وقد انتشى من الهجمات الساحقة وتقزيم القوى المعادية ثم يعود لمشاكله ومصائبه!
ليس هناك بحث في أقراص الخبز اليابسة المتآكلة في الأحياء الشعبية، وتغلغل الفساد حتى في (الباقلاء) التي صار يطبخها الخبازون الأجانب ويقدمونها بإهمال حتى لا تؤكل.
ليس هناك رؤية الكثافة السكانية غير العادية وهجوم العمال الأجانب بأشكال غير مخططة ومنظمة.
ليس هناك متابعة لمشروعات الإسكان ومدى انطباقها على مصالح وأوضاع ومناطق السكان، وكيف لا تستطيع أن تتابع جحافل الناس في الشقق الضيقة والبيوت العتيقة وأحوال الشباب غير القادرين على الزواج أولاً!
يتقدم الخطباء المفوهون في التجمعات صارخين: نريد هذه الجوانب غير المكتملة في البرلمان والأحوال السياسية.
نريد برلماناً بل نريد ديمقراطية!
واحتارت الناسُ في المقاييس المطلوبة ومراحلها وشروطها بدلاً من البدء من وضعها الملموس وتجذيره في التربة الوطنية وليس في الرؤى الخاصة والأحلام السياسية المفصولة عن الواقع!
يقول آخرون في خطب لا تنتهي: نحن فعلنا كذا في سنوات الجفاف والتصحر، نحن ناضلنا في أزمنة العوز، نريد تشكيلة سياسية ذات مواصفات هامة عالمية جاهزة..
ثم يعودون إلى بيوتهم وقد أفرغوا شحنات الغضب والعمل في الهواء.
يقول الشاعرُ الجاهلي:
ملأنا البرَّ حتى ضاق عنا ونحن البحر نملأهُ سفينا
إذا بلغَ الرضيع منا فطاماً تخرُّ لهُ الجبابرةُ ساجدينا
ماذا تستفيد الجماهير من خطبٍ هوائية، لا يتغلغل هؤلاء الخطباء في بيوتهم الضيقة، وأدويتهم الغالية غير الموجودة، وانتظاراتهم الطويلة في أروقة المستشفيات، وأجورهم المتبخرة، وشوارعهم الملأى بالتلوث؟
الكلمات لا تستحيل لقرارات تصدر من هيئة عليا تتوجه لإزالة نقص وتغيير وضع؟
الكلمات لا تمثل تراكماً ديمقراطياً يُظهر فساداً ويصلحُ وزارةً ويعدل ميزانية.
الكلماتُ تملأ الصدور وتضغط ضغطاً شديداً عليها ثم يزول البخار ويعود المصدور للراحة حتى يأخذ وجبةً جديدة تصعد فيها العروض وتتلون المطالب ثم لا شيء!
بل تتحول الاستعراضات إلى تنفيس للأسر ويحضر الأطفال وقد يتعرضون للخطر لكن هذا غير مرئي في ظل الاهتمام الأكبر بالقضية.
دخول الناشطين للعمل الفعلي ودرس التقارير وتقديم الاقتراحات وكشف المستور والدفاع عن مصالح الناس اليومية، هذا ما يحرك الشوارع ويحدث التطور ويرفع الأوضاع المادية من حال إلى حال أما ضجيج عمرو بن كلثوم وسيطرته على البحار والبراري وإنتاج العمالقة فهو كلامٌ في الهواء!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسامُ الطائفيُّ المشرقي
- الهندُ والخليج.. علاقةٌ مستمرةٌ
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي(8)
- الفكر المصري ودوره التاريخي (7)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (6)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (5-6)
- المثقفون العاميون
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (4-4)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (3-4)
- الفكرُ المصري ودورهُ التاريخي (2)
- الفكرُ المصري ودوره التاريخي (1-2)
- عامياتٌ وعامياتٌ
- عناصرُ التحديث الفكرية لدى النهضويين (2-2)
- عناصرُ التحديثِ الفكرية لدى النهضويين (1-2)
- تحولاتُ رأسمالياتِ الدول الشرقية
- جذورُ الطائفيةِ الفكريةِ
- مخاطرُ الجملةِ الثوريةِ الزائفةِ
- أزمةُ الأريافِ العربية بين عصرين
- شعبٌ واحدٌ لا شعبان
- خطاباتٌ عابرة


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - كلام في الهواء