أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)














المزيد.....

الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 08:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عبرت المعركةُ الفكرية بين زكي نجيب محمود ومحمود أمين العالم عن ضياع خُطى الطبقتين المنتجتين البرجوازية والعمال في معركة الحداثة ومعركة تصعيد النظام الديمقراطي الحديث المشترك.
فيما توجهت البرجوازية (بشكل التجريبية المنطقية) للاختباء عن المعارك السياسية الاجتماعية وتكريس المصالح الضيقة، ومعالجة قضايا فكرية مفصولة عن المعارك، وإلتقاط أي نقطة مفيدة من نتاجات العلوم والتيارات القديمة والمعاصرة، خاصة التوجهات النفعية العملية الغربية، بينما كرست المادية الجدلية نفسها لتصعيد الاشتراكية في العالم الثالث المتخلف، وكان ذلك تعبيراً عن رأسمالية دولة، أخذت تلقى قبولاً سياسياً واسعاً فتعددت صياغاتها وإلتباساتها.
إن زكي نجيب محمود يعرضُ نماذجَ لمرحلة الهواة عرضاً لموضوعاتها المختلفة المتضادة، فيقول على سبيل المثال:
(من هؤلاء (الهواة) الذين مهدوا الطريق قبل ظهور الدراسة الفلسفية المتخصصة: جمال الدين الأفغاني في رده على الدهريين، ومحمد عبده في شرحه لمفاهيم العقيدة الإسلامية على أساس المنطق العقلي، وأحمد لطفي السيد في قيادته لحركة التنوير. وطه حسين في إدخاله للمنهج العقلي في الدراسات الأدبية الخ).
إن كل هذه الأسماء وجهودها تُؤخذ هنا كعناصر إيجابية لذلك الكل التحديثي المبهم، رغم تضاد هذه العناصر في كلياتها الخاصة، فالمفهوم الديني مختلف عن المفهوم العلماني التحديثي عند لطفي السيد وشبلي شميل فكيف يكون جزءًا من هذا الكل التحديثي، مثلما تتناقض نظرية التطور عن رسالة الأفغاني في الرد على الدهريين؟
إن زكي نجيب يأخذ هذه العناصر الإيجابية وهي خارج البنية الاجتماعية وتضاداتها، وعبر وجودها الشيئي الملموس الجزئي، فليست هناك حركة صراع اجتماعية في تلك البنية تعبر هذه الجزئيات عنها.
ومن هنا فنحن لا نعرف لماذا استطاع (عقل محمد عبده) أن ينمو في البنية الاجتماعية المصرية بدلاً من (عقل) فرح انطون أو شبلي شميل العلمانيين؟ ولماذا تجمد (العقل) في هذا الوعي الديني ثم غدا موجات لا عقلانية شديدة الانفجار؟
إن البنيتين الإقطاعية الآفلة والرأسمالية الصاعدة لا تظهران ولا تتصارعان وليس ثمة لهما مساران تاريخيان مختلفان، ولهذا فإن معركة النظام التحديثي المطلوب بمختلف جوانبها السياسية والفكرية لا تُطرح كتعبير عن خوف البرجوازية من أجهزةِ الدول والمصادرات المالية وحركات اليسار!
أما محمود أمين العالم فقد بدأ دارساً فلسفياً بإنتاج (فلسفة المصادفة) لكنه أكثر غزارة في إنتاج النقد الأدبي والفكري مثل كتبه (معارك فكرية)، و(الوجه والقناع في المسرح العربي) و(تأملات في عالم نجيب محفوظ) وفي الفلسفة له (هربرت ماركوز وفلسفة الطريق المسدود) وغيرها.
إن المشروع الفلسفي الاجتماعي لتحليل مصر لم يعكف عليه، وعبّر كتابهُ الفلسفي الأول عن التحاقه بمشروع الماركسية وسيطرة القوانين السببية على الوجود حتى تغدو المصادفة تعبيراً عنها، ولهذا كانت سببية الوجود في ذلك الحين بين الثلاثينيات والخمسينيات من القرن العشرين تتجسدُ في ضرورة الاشتراكية، وهكذا كانت التنمية الوطنية والتحرر تمتزج بالاشتراكية، فلا تظهر البنيتان المتداخلتان الرأسمالية والاشتراكية في تعاقب تاريخي معقد، وتقود الاتجاهاتُ الشمولية معركة التحرر الوطني قاضية على التنوع وخاصة البرجوازية الخاصة، ونظراً لعدم تشكيل تحالف تاريخي بينها وبين العمال فكلاهما يتعرضان للتحطيم، وهنا لا يقوم الوعي الماركسي بقراءة الضرورة بشكل صحيح، وهذا كله يؤثر على حياة محمود العالم الشخصية والفكرية، الذي يجد نفسه في إنتاج الدراسات الأدبية النقدية الثرة ولكن المنقطعة عن البنية التاريخية فلا يبدو نجيب محفوظ مثلاً في كتاب (تأملات في عالم نجيب محفوظ) كناقدٍ حصيف للنظام العسكري ومخاطره وأهمية البرجوازية كقوة ديمقراطية هامة، هنا يبدو الانفصالُ واضحاً بين الناقد والروائي، رغم أن العالم لم يقم بقراءة كلية لعالم نجيب بسبب تقطع العملية النقدية والسجن، لكن هذا يشير إلى تصادم الطبقتين المنتجتين مؤسستي الحداثة الديمقراطية.
الرؤية الجبهوية الصراعية بين الطبقتين والثقافتين سوف يقاربها جيلٌ آخر هو جيل ثورة يناير، فحين تساقطت الأنظمةُ الشمولية، وغدت رأسماليةُ الدولة الكلية حجر عثرة للشرق، ولم تظهر الرأسمالية الحرة كنظامٍ وطني مشترك إنتقالي تحدث الصراعاتُ بين القوى ما قبل الرأسمالية؛ العسكر والإخوان، وتسود إلى حين حتى تنمو وتتجسد عملياتُ التحالف والصراع بين الطبقتين المنتجتين عبر نظام سياسي ديمقراطي مشترك مستقر يكرس الفوائض الاقتصادية لتطوير البنية الانتاجية لا للصراعات السياسية والحروب.
(انتهتْ الحلقات)



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (11)
- الفكر المصري ودورهُ التاريخي(10)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (9)
- كلام في الهواء
- الانقسامُ الطائفيُّ المشرقي
- الهندُ والخليج.. علاقةٌ مستمرةٌ
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي(8)
- الفكر المصري ودوره التاريخي (7)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (6)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (5-6)
- المثقفون العاميون
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (4-4)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (3-4)
- الفكرُ المصري ودورهُ التاريخي (2)
- الفكرُ المصري ودوره التاريخي (1-2)
- عامياتٌ وعامياتٌ
- عناصرُ التحديث الفكرية لدى النهضويين (2-2)
- عناصرُ التحديثِ الفكرية لدى النهضويين (1-2)
- تحولاتُ رأسمالياتِ الدول الشرقية
- جذورُ الطائفيةِ الفكريةِ


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)