أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟














المزيد.....

مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 09:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


"بووف" ، بهذه الكلمة لخّص جون كيري ، وزير الخارجية الأمريكية ، ما حدث في المفاوضات التي حاول إجرائها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل . وهذه ال "بوف " تصور بشكل مختصر وبكثافة شديدة ، إنفجار حقل الألغام ، والذي يُطلق عليه العالم ، بما في ذلك اسرائيل والفلسطينيون ، عملية سلمية ومُحادثات السلام.
ويأتي المُفاوض الفلسطيني الى هذه المفاوضات وهو معصوب العينين ومكبل اليدين ، ولا يُزوده المفاوض الاسرائيلي بخريطة للالغام المزروعة في حقل المفاوضات ، لذا نراه وكل جولة مُفاوضات ينفجر فيه لغم جديد أخر ، وبووووووووف !!
على ماذا يُفاوض الفلسطيني ؟؟ على حل دائم وثابت ؟؟!! دولة فلسطينية عتيدة ، مستقلة وقابلة للحياة !!
يستعمل المُفاوض الإسرائيلي ثلاثة أنواع من الألغام لتفجيرها في وجه المفاوض الفلسطيني ، الذي يعود من كل جولة مفاوضات بجراح وإعاقات جديدة ، والأنواع الثلاثة هي كالتالي :
اللغم الأول ، كذبة المفاوضات غير المشروطة ، فالفلسطيني لا يستطيع أن يشترط أي شيء ، ولا يستطيع أن يتوقع ، مجرد توقع أن يكون لهذه المفاوضات هدف أو نهاية محددة !! لذا وكلما "شعرَ " المفاوض الاسرائيلي برغبة في تفجير المفاوضات ، فما على وزير الإسكان في الحكومة ،إلا الإعلان عن مناقصة لبناء مئات الوحدات السكنية في الضفة الغربية المحتلة ، كما فعل وزير الاسكان المستوطن عضو حزب قائمة "البيت اليهودي " في جولة المفاوضات الحالية واثناء زيارة كيري . وقد أطلقت وسائل الإعلام الاسرائيلية على هذا "القرار الاستفزازي " ، أطلقت عليها تسمية مجازية تقول بأن الوزير "وضع اصبعه في عين كيري وعين المُفاوض الفلسطيني" !!
فهذا اللغم جاهز ومزروع في حقل الالغام المُسمى ، مفاوضات السلام !!
اما النوع الثاني فهو اللغم الذي يحمل اسم "الاسرى أو السجناء " ، ففي كل مرة تُماطل اسرائيل وتتمحك ، وتدعي بأنها لن تُطلق سراح من "تلوثت يداه " بالدم ، أو كان شريكا في "سفك " الدماء !!
وحينما تُبدي استعدادا بإطلاق سراح عدد كبير من السجناء ، فإنها تُطلق سراح من أنهى مدة محكوميته أو أن فترة سجنه قد أقتربت من نهايتها ، وفي مرات أُخرى أطلقت سراح سجناء جنائيين ،أُدينوا بجرائم السرقة وما شابه !!
ومن ضمن السُجناء الذين كان من المفروض أن يُطلق سراحهم ، سجناء من مواطني اسرائيل العرب ، الذين أُدينوا في قضايا أمنية ، وللتوضيح فقد أطلقت اسرائيل سراح بعضهم في المرات السابقة .
لكن هذه المرة ليست كغيرها من المرات ، ورغم أن المفاوضات غير مشروطة ، لكن إسرائيل ومن خلال نتانياهو تشترط على القيادة الفلسطينية الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي ، والذي يعني عمليا نزع مواطنة أكثر من مليون ونصف مواطن عربي إسرائيلي ، باعتراف المُفاوض الفلسطيني ، أي السلطة الفلسطينية . وهذا ما ترفضه السلطة ويرفضه الفلسطينيون مواطني دولة اسرائيل .
وهنا يأتي اللغم القاتل ، فالشرط الاسرائيلي سيرفضه الفلسطينيون ، ف(اللي فيهم مكفيهم ) ، ولا يحتاجون على الصعيد العملي مليونا ونصف المليون من "المواطنين " ، أما عرب اسرائيل فقد رفضوا هذا المقترح من قبل ، مما يضع المواطنين العرب في اسرائيل أمام تحدي غير مسبوق ،فإما القبول بأنهم "ضيوف " في وطنهم أو الرحيل .
ومطالبتهم أو موافقتهم على تحرير أسرى الداخل في "صفقة " مع السلطة ، يعني هذا اعترافا بأن السلطة هي التي تُمثلهم !! وبهذا وبشكل "عملي " يتخلون عن مواطنتهم الاسرائيلية ، ولا حاجة لإطالة الحديث عن مدى استغلال السياسة اليمينية الاسرائيلية لهذا "الإنفصام " في "شخصية " الفلسطيني الاسرائيلي ، فهو من جهة واحدة ابن للشعب الفلسطيني ومن الجهة الثانية فهو مواطن في دولة اسرائيل ، والتي تُعرف نفسها بدولة يهودية ديموقراطية .
لهذا أقامت الاحزاب اليمينية الدنيا ولم تقعدها ، وهدد الوزير" بينيت" بالاستقالة من الحكومة اذا اطلقت اسرائيل سراح السجناء من عرب اسرائيل . كما ان مطالبة السلطة باطلاق سراحهم ، يعني اعترافا ضمنيا منها بأنها تمثل عرب اسرائيل !!
والثالث والذي هو ثالثة الاثافي ، فهو الاعتراف بيهودية الدولة ، أو دولة الشعب اليهودي ، وليس بدولة اسرائيل التي لها حدود، وينتمي مواطنوها الى اعراق واديان مختلفة .
من الناحية العملية يعني اعتراف كهذا ، التخلي عن حقوق اللاجئين في العودة أو قبول التعويض ، ويضمن شرعية لعمليات تبادل سكاني أو ترانسفير إن شئتم !!
لذا ما دامت هذه الالغام مزروعة في حقل المفاوضات ، ستنفجر هذه الالغام دائما بوجه المفاوض الفلسطيني ، وسيجد الفلسطينيون والعرب عزائهم في تصريح ال –"بوووف " من بيكر أو غيره ، والذي سيؤكد بعدها التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل ، وسيلتزم ايضا بتفعيل حق الفيتو ضد مشروع اي قرار يدين سياسة اليمين الاسرائيلي .
والى "البووف " القادم تحياتي للجميع ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين ألقومي وقبول الأخر ..
- البيدوفيليا مرة أُخرى : الفضاء الديني وفضاء الحياة .
- نحن ، الحوار المتمدن وأليات السوق .تعقيب على مقال الزميل مجد ...
- كابوس الأهل الرهيب : الإعتداء الجنسي ..
- فقه السيف في خدمة السلطة..!!
- إضاءة على مواهب نسائية
- ما هو سبب ضعف ((الذكاء الاجتماعي))عند المسلم برأيك؟
- الخنزير بين الحرام والحلال ..!!
- فلسطينيو اليوم يهود الأمس ، كبش المحرقة .!!
- دقت ساعة الاستيقاظ أيها النائمون!!
- السياسة والمال .. والإعلام ايضا !!
- طبقات الكتاب واهل البيان على موقع اهل التمدن والعمران ..!!
- هل تحول الموقع الى نصير للبيدوفيليا ؟؟
- شرعنة البيدوفيليا
- البيدوفيليا ليست دينا .. ثم أين الضحايا ؟
- الحاج أمين والحوار ..في خدمة اليمين الاسرائيلي ؟!
- أسباب التخلف العربي : صدمة حضارية ..
- أسباب التخلف العربي ، قراءة المُستقبل -بعيون - ماضوية ..
- التدين والالحاد وما بينهما ...حوار مع الاستاذ سامي لبيب
- حوكمة أم عقلنة ؟؟ تداعيات على مقال الاستاذة عايدة سليمان .. ...


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟