أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امين يونس - سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات














المزيد.....

سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 08:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قُبيلَ الإحتفال بالمُناسبات المُهمة ، تجري التحضيرات اللازمة ، عادةً ، قبل الموعد بمُدةٍ معقولة ، وتُهيأ الأجواء ، لكي يكون الإحتفاء ، لائقاً وقشيباً . هذا يحدث ، في البُلدان التي تحترم شعوبها ، وتُقّدِر موضوع إستذكار المُناسبة ، بصورةٍ جدية .. أما ما يحدث عندنا ، في العراق .. فبالعكس من ذلك تماماً ! . وأكبر دليلٍ .. هو [ يوم المرأة العالمي ] الذي يُصادف السبت 8/3 .. فما الذي حّضرناهُ ، كي نحتفي بالمرأة : الأم / الزوجة / الإبنة / الحبيبة / الصديقة ... الخ . المرأة ، عصب الحياة ، أكثر من نصف المُجتمع ، ومن الناحية العملِية .. فأنَ بيوتنا ، مشلولة من دون المرأة .. بل ان حياتنا كُلّها ، ليس لها معنى ، إذا لم تكنْ فيها المرأة ..
إذن ، ماذا فعلنا خلال الأشهُر الماضية ، لكي نَفي المرأة جزءاً بسيطاً ، من حّقها علينا ؟ .. أيها السادة .. لقد فعلنا الكثير في الحقيقة .. ولم نقعد خاملين ، فلقد تفّتقتْ عبقرية قادتنا الأفذاذ ، ولا سيما من الإسلام السياسي الحاكم ، عن إبتداع ( مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفرية ) قبل أشهُر .. على لسان وزير العدل من حزب الفضيلة الإسلامي " حسن الشمري " . وفي البداية ، إعتقدَ الكثيرون ، بأن مشروع القانون هذا ، الذي فيه فقراتٍ مُهينة للمرأة بشكلٍ صارخ ، عدا عن كونه يُكّرس الطائفية المذهبية ويُقّننها .. إعتقد الكثيرون ، بأنها مُجّرَد مُزايدات تحت باب المنافسات الداخلية الشيعية ، وليس من المعقول ، أن يُوافِق عليها ، مجلس الوزراء .. لكن الذي حدث ، هو انه في جلسة مجلس الوزراء المُرَقمة 8 في 25/2/2014 ، تمتْ الموافقة على مشروع القانون ، وبالتالي اُرسِلَ الى مجلس النواب ، من اجل مناقشته وإقراره ! .
* مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفرية ، يُبيح الزواج من الطفلة التي أكملت تسعة سنوات من عُمرها ! . حيث تنُص المادة [ 16 ] من المشروع ، على : " البالغ ، مَنْ أكملَ 9 سنوات هلالية ، للإناث . وأكملَ 15 سنة هلالية للذكور ، أو تَحّقُق أحد العلامات البدنية المُعتمدة لدى فُقهاء المُسلمين في إثبات بلوغ الذكَر " .
* مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفرية ، يُتيح للزَوج ، ان يتحّكم بصورةٍ كُلية ، بزوجتهِ ، وان يمنعها من الخروج من البيت . حيث تنص المادة [ 101 ] ، على انه : " .. من حَق الزوج على زوجتهِ ، الإستمتاع بها في أي وقتٍ يشاء ، وان لاتخرج من بيت الزوجية ، إلا بإذنهِ " .
المادة [ 16 ] إنتهاكٌ سافر لحقوق الطفولة ، وإمتهانٌ لإنسانية المرأة . المادة [ 101 ] تراجُعٌ خطير في الحقوق التي إنتزَعتْها المرأة العراقية ، طيلة نضالها الطويل في العقود الماضية . وفي مواد أخرى أيضاً ، هنالك نصوص تبيح وتُسهل تعدد الزوجات وتنتهك حقوق المرأة في الميراث والوصاية على الأطفال .. الخ . هذه المواد ، تعني ببساطة ، انه يمكن إنتزاع طفلةٍ في الصف الثالث من مدرستِها الإبتدائية ، وتزويجها ، لأنها حسب الشرع الجعفري ، قد أتمتْ تسعة سنوات ! . وحتى لللواتي في سنٍ أكبر ، ولو كانتْ ذو شهادةٍ جامعية ، فيحق للزوج ، أن يمنعها من الخروج من بيت الزوجية ، أي يمنعها من العَمل .. لأنَها مُجّرَد " وعاء " لتلبية رغباتهِ الجنسية ، وقت ما يشاء ! . إنها عبودية بإمتياز .
مشروع العار هذا ، هو ما قَدمتهُ الحكومة العراقية الرشيدة ، الى مجلس النواب ، لإقراره ، قبل إسبوعٍ فقط ، من عيد المرأة ، يوم المرأة العالمي ! .
* وقبل إسبوعٍ فقط ، من عيد المرأة العالمي .. وفي " سيد صادق " ، وُجِدتْ جثتا شقيقتَين ماتتا غرقاً .. الكبرى عمرها 18 سنة والأخرى 16 سنة .. والجاني كالعادة ، مجهول . قبل أسبوعٍ أيضاً ، قامتْ إمرأة في دهوك ، بإشعال النار في نفسها وإبنها الصغير ، وفارقا الحياة .. والسبب كالعادة ، مجهول . قبل يومَين فقط ، أطلق شابٌ النار على والدتهِ وأرداها قتيلة .. والسبب كالعادة ، مجهول .
* في حكومات علاوي والجعفري والفترة الأولى من حُكم المالكي ، كان هنالك بعض " الوزيرات " .. لكن التشكيلة الحالية ومنذ أربعة سنين ، خالية من أي وزيرة ، عدا عن واحدة بدون حقيبة .
* حتى في أقليم كردستان .. فعلى الرغم ، من الأزمة الحالية ، متعددة الأوجُه .. ورغم الإجتماعات والمفاوضات ، المكوكية ، بين جميع الأحزاب ، حول تشكيل الحكومة الجديدة ، منذ أكثر من خمسة أشهر ، ولحد اليوم .. فلم نرَ ولو إمرأةً واحدة ، في الوفد المفاوض ، لأي طرفٍ من الأطراف ! . وذلك لعمري .. خللٌ خطير .. وتجاهُلٌ مُتعمد لأكثر من نصف المجتمع . فالقائمين على الأمور ، من كُل الأطراف ، التي في الحُكم ، والتي خارج الحُكم ، الذين يتناقشون ويتفاوضون ويخططون .. كلهم ذكور ، وكأنه لاتوجد نساء ، تستحقنَ التواجد في هذه المنتديات ! . أنه في الواقع ، تهميشٌ سافر للمرأة .
.........................
أخجلُ حقاً .. ياسيدتي .. يا أُمي .. يا زوجتي .. يا إبنتي .. ياحفيدتي .. يا كُل النساء . أخجلُ من كَوني ، شِئتُ أم أبيت ، جُزءاً من الآلة الذكورية ، الآلة الأبوية .. التي تستعبدك وتمتهن كرامتك ، تحت يافطات الدين والمذهب والعادات والأعراف والتقاليد .
تستحقين في عيدك ، أكثر .. لكني ، لا أملكُ غير كلمات .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتبهوا الى فَرق التوقيت
- رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
- إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
- أحد أسباب أزمتنا المالية
- - كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
- لا حَميرَ في أقليم كُردستان
- أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
- قَبْلَ ... وبَعدَ
- الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
- على هامش الأزمة المالية في الأقليم
- همومٌ كُردستانية
- أوضاعنا المُتأزمة
- مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
- - لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
- - حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
- أينَ حّقي ؟
- هل هنالك أمل ؟
- بين هَورامي والشهرستاني ، ضاعتْ الأماني
- الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل
- حَج أنقرة وعُمْرة طهران


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امين يونس - سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات