|
قَبْلَ ... وبَعدَ
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 12:54
المحور:
كتابات ساخرة
قبل الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ، في أقليم كردستان العراق ، والتي جرتْ في 21/9/2013 ، وأبان الحملة الإنتخابية .. إنبرى قادة الأحزاب الرئيسية ، ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الى إطلاق وعود كبيرة ، تُدغدغ ( جيوب ) و ( عواطف ) الناخبين ! . أما الجيوب ، فأنهم قالوا بأن كُل مواطن في الأقليم ، ستكون له حصتهُ من وارد النفط والغاز ، وأن الجميع سيعيشون في بحبوحة .. " بحيث ان العديد من الناخبين السُذّج الذين صّدقوا وتحّمسوا ، قاموا بشراء ملابس تحتوي على جيوب كبيرة ، لكي تستوعب نقود النفط التي سوف تُوّزَع عليهم ! " . ودغدغة العواطف ، كانتْ من خلال ، التلميح الى قُرب الوصول الى مُقومات الدولة الكردية المُستقلة ، والتي سوف تُنير بِشعاعها ، الأجزاء الثلاثة الأخرى وتجُرها الى الإقتداء بتجربتنا ومن ثم التوحُد معنا ، في دولةٍ كبيرة قَوية ! .. " بحيث ، ان بعض البُسطاء ، لم يُجّددوا جوازات سفرهم العراقية ، بإنتظار صدور الجوازات الكردستانية الجديدة ! " . أما ما حصلَ ، بعد الإنتخابات ، فأنه مُختَلِف ( قليلاً ) عن الوعود أعلاه . فبعد مرور خمسة أشهر كاملة ، كانت الإنجازات على الأرض ، كما يلي : أصبحتْ البنوك خالية من الأموال / تأخرتْ الرواتب كثيرا ويعيش الأقليم في أزمة مالية حادة ، مُرّشحة للتفاقُم / أوقف العديد من المُستثمرين أعمالهم وغادر قسمٌ منهم / وأنا شخصياً إكتشفتُ ماذا كان المَعني ب : كُل مُواطن ستكون له حصة من وارد النفط ، فلقد إضطررتُ قبل أيام ، لشراء برميل من النفط الأبيض ، للتدفئة ب 220 ألف دينار ، وبهذا فرَغتْ جيوبي ، وإمتلأتْ جيوب المُتاجرين بالنفط والمنتوجات ! . على أية حال ، قد يلجأ الذين تحّمسوا قبل الإنتخابات ، وقاموا بشراء ملابس ذات جيوب واسعة ، الى بيع ملابسهم !. وبِصدَد المشاعر والعواطف القومية ، فنحن الآن ، كما أعتقد ، بعيدونُ تماما عن أحلام الإستقلال ، ولا سيما ( بعيدون عن الوحدة وتنسيق المواقف والإتفاق على إستراتيجية واضحة ، بين الأجزاء الأربعة ) .. فلنكُن شُجعان ونعترِف ، بفشلِنا خلال أكثر من عشرين سنة ، في توحيد إدارة الأقليم نفسها ، توحيداً حقيقياً ، فلازالتْ هنالك إدارتان : إدارة الديمقراطي الصفراء ، وإدارة الإتحاد الخضراء .. فهل نحنُ حقاً مُؤهَلون ، لِكي يقتدي بنا الآخرون ؟ .. ان أكبر حزبَين كُرديين ، في الوقت الحاضر ، هُما : حزب العمال الكردستاني " تركيا " ، والحزب الديمقراطي الكردستاني " العراق " ، يخوضانِ سِراً وعلناً ، صراعاً مريراً ، من أجل بسط نفوذهما ، على أكبر رقعة ممكنة ! . فإلى جانب ، سعي الحزب الديمقراطي ، الى إيجاد موطأ قدم قوي ، له ، في كردستان تركيا ، من خلال دعم بعض الاحزاب الكردية الصغيرة المعارضة لحزب العمال ، وأيضاً من خلال العلاقة القوية بين الديمقراطي وأردوغان .. فأن الساحة السورية ، اليوم ، هي المجال الأكثر بروزاً ، في التنافس الشرس ، بين الديمقراطي وحزب العُمال ! . وبالمُقابل ، فان حزب العمال ، يستخدم كافة السُبل ، من أجل إضعاف الحزب الديمقراطي ، ليس على الساحة السورية فقط ، بل حتى في كردستان العراق أيضاً ! . وأكبر دليلٍ ، على هذا الصراع بين الطرفَين ، هو إخفاقهما ، في [ عقد المؤتمر القومي الكردي ] الذي كان من المُفترَض ، ان يُمّثِل كُرد الأجزاء الأربعة .. فبعد ، إجتماعات تمهيدية عديدة ، منذ أكثر من سنة ، جرى تأجيل إنعقاد المؤتمر ، لأكثر من مّرة وكانتْ الاخيرة ، الى أجلٍ غير مُسّمى !. عموماً ... الحالمين قبل الإنتخابات ، بالحصول على جواز سفرٍ كردستاني ، إصطفوا اليوم ، لكي يُجّددوا جوازاتهم العراقية ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
-
على هامش الأزمة المالية في الأقليم
-
همومٌ كُردستانية
-
أوضاعنا المُتأزمة
-
مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
-
- لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
-
- حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
-
أينَ حّقي ؟
-
هل هنالك أمل ؟
-
بين هَورامي والشهرستاني ، ضاعتْ الأماني
-
الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل
-
حَج أنقرة وعُمْرة طهران
-
المواطن العادي .. ومَلف النفط
-
إحذروا من -داعش- يا أهلنا في الموصل
-
في دهوك : علامات وشواخِص
-
حركة التغيير .. في الفَخ
-
- سيد صادق - تصنع مجدها
-
سوران وبهدينان ... إقترابات
-
يحدث في العراق
-
مهرجان -الرومي- والوضع العراقي
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|