وليد أحمد الفرشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 20:45
المحور:
الادب والفن
يَا وَرْدَتِي
مَاذَا تَركْتِ للمُغادرينَ مِثْلِي؟
لُغَةٌ مَحْفوفةٌ بالرُّعْبِ والقَسْوَةِ
أمْ خَيَالَهَا
حَبيبةٌ تَنْقُشُ جُرْحَهَا
عَلَى خَاصِرَتِي
سرًّا يُثَبَّتُ النُّواحَ مَارِدًا فِي لَوْعَتِي
يَا وَرْدَتِي
ماذا تَركْتِ لي؟ لَنَا؟
للزَّمَنِ الرَّاكِضِ فِي الردَّةِ؟
حُزنَ امْرَأةٍ، تَرَكْتِ لِي؟
يَقولُ لِي وِشاحُهَا مُسْتَجْدِيًا
تِبْغي وَقُبْلَتِي:
"أخَا العُواءِ لاَتَعُدْ
سَتَقْتُلكَ هَذهِ البِلاَدُ لَوْ بَقِيتَ
والضِّباعُ والعبيدُ
فَارْحَلِ الآنَ وَلاَ تَعُدْ...لاَ تَعُدْ
كُنْ شَهْقةً تُرّمُمُ الحياةَ بالعِتابْ
وَكُنْ جَنَاحَ طَائِرٍ يَكْفُرُ بالأصْفادِ
والحُكَّامِ
والشُّيوخِ
والكِلاَبِ
يَا أطْهَرَ حُبٍّ... لاَ تعُدْ"
يَا وَرْدَتِي
يُؤلِمُنِي أنّْي إدَّخَرتُ كُلَّ خَيْبَةٍ لِنَفْسِي
مُتْعَبًا، كَأيِّ قُبْلَةٍ تَنَامُ فِي التَّعَبْ
يُؤْلمُنِي أنِّي تَرَكْتُ الوَطَنَ "السّعيدَ" بيْنَنَا
فِي مُنْتَصَفِ العَذَابْ
بِلاَ وَصِيّةٍ أخِيرَةٍ
تَدْفُنُ عِشْقِي فِي العَتَبْ
بِلاَ صَخبْ
رَحَلْتُ غَيْرَ آسِفٍ
وَكُلَّ مَا فِي جُعْبَتِي
قَصيدَةٌ أنْقَذْتُهَا مِنْ مِحْنَتِي
يَا وَرْدتِي
لاَ تنْسِني
هَذَا النُّواحُ لِي
وَلِي
يَا مِحْنَتِي
غَابَةُ حُزْنٍ عَمَّدَتْ
أحْرَاشَهَا فِي دَمْعَتِي
لاَ تنْسِني
هَذَا النُّواحُ لِي
أنَا الذّئبُ الأخيرُ المُبْتَلَى
أنا المنطوقُ في الصَّدَى
وَ لِي
أنَا المُلَمْلَمُ بِغُرْبَتي
بلادٌ ضَيَّعَتْنِي واشْتَهَتْ
ذُلَّ الجِبَالْ
فِي مُقْلَتِي
#وليد_أحمد_الفرشيشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟