أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - الماركسية والمشاعر ..















المزيد.....

الماركسية والمشاعر ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 16:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



لستُ مرجعية موثوقة ، على الأقل ، بعد هذا العمر في النصوص الماركسية –اللينينية ، لسبب واحد بسيط وهو أنني نسيت الكثير مما قرأته وحفظته من نصوص . وأعتقد بأن هذه الحقيقة (الغير سارة طبعا ) ، تُساعدني في طرح وجهة نظري الصرفة وغير "المُنحازة " لهذا النص أو غيره .
وبما أنني أُؤمن بأن الانسان هو الذي يصنع الثورات ،وليس الفلاسفة أو هذا التنظيم أو ذاك ، فهذا الانسان مُركب من مجموعة كبيرة من المشاعر ، الافكار ،المدارك والمعارف العقلية ، وهو يعيش في بيئة تؤثر بشكل أو بأخر على سلوكه وتصرفاته .
لذا فأنني حين أتوجه للحديث عن ثورة أو عملية تغيير مُجتمعي شاملة وكبيرة ، فأنني عادة ما أرى الانسان ، بجرأته ، تهوره ، خوفه ، فرحه ،تردده ،أقدامه وتراجعه . أرى انسانا تتصارع في داخله مشاعر متناقضة وتدفعه قوى متناقضة ايضا ، من التضحية الى الحفاظ على النفس ،من الشجاعة الى الخوف من النتائج والعواقب على الصعيد الشخصي، من الايمان بالمُثل العليا مرورا بتحقيق الذات الفردية .
وبالتوازي مع هذا التركيب المُعقد للدوافع والمشاعر الانسانية ، فقد نشأت ثقافة تُقدس التضحية بالنفس قربانا على مذبح القيم التي "تحولت " الى دين جمعي ، في هذا المجتمع أو ذاك . فحركة الحشاشين (ولن ندخل في الخلاف حول تفسير معنى هذا المصطلح ) ، هي حركة "خلقت " مجموعة من الروبوتات أو ماكينات القتل ، تُنفذ كل أمر يصدر اليها من الزعيم ، دون تفكير أو مُراجعة ،دون أي اعتبار للمشاعر الشخصية . وقد يقول قائل بأن الوقوع تحت تأثير مادة مُخدرة كالحشيش والدخول في هلوسات هو الذي جعل من هؤلاء انتحاريين بامتياز .
وبالعودة الى واقعنا المُعاصر ، والانتحاريين المُعاصرين ، أليسوا مجموعة مرت وتمر بعملية " هلوسة " مُبرمجة وممنهجة ، تُسمى غسيل الدماغ ؟؟
ولنا أن نتساءل ، هل يُريد الماركسيون أن يتم غسيل دماغ للجماهير وأعضاء حزب الطليعة ؟؟ وهل الوعي الثوري هو أمر ميكانيكي أم أن من ضمن مركباته هناك جوانب شعورية ، كالتعاطف مثلا ؟؟
وقد حفزني على كتابة هذا المقال ، ما جاء في تعقيب الزميل Aser Che Saleh ، على الفيسبوك والذي جاء فيه ، ردا على مقالي السابق ، يقول الاخ : "بعد المقدمة النارية دي .. كنت مستني حاجة أكبر من كده ".
وبدوري أقول للأخ العزيز ، وهل هناك أهم من شعور الانسان (الثوري أو غيره ) ، والذي يقوم بدور هام في "العملية لثورية " ؟ وهل يستطيع الانسان الساخط على الدنيا والمُحبط نفسيا ، من التحرك في عملية تغيير ؟ وهل يستطيع الحاقد الكاره لنفسه من التعاطف مع قضايا ومأسي الفقراء والمسحوقين طبقيا واجتماعيا ؟ وهل يتمكن مَن لا يملك مشاعر الحب للإنسانية ، لشريكته واولاده ، هل يتمكن من قيادة "عملية ثورية " ؟؟
الاساس والاصل هو الانسان ، الانسان الواعي الذي يملك مشاعر ايجابية تجاه نفسه والاخرين ، فالإنسان ، هو وعي وشعور ، أليس كذلك ؟؟
وما هو الضمير في رأيكم ، اليس هو منظومة القيم والاخلاق ؟ رب قائل يقول بأن ماركس لم يتطرق للضمير أو الأخلاق ، كما كتب "الزميل عقيل صالح " في رده على مقالة سابقة لي ، كتب الزميل يقول :" المساواة في المجتمع الشيوعي, هي مساواة طبقية, ولا تتحقق من دون عملية محو الطبقات, ولا يهم إذ كان هذا يقدم للبشرية سعادة ام لا, وعندما أقول لا يهم, أعني لا يهتم التاريخ بالمشاعر البشرية في طور سيرورته. فإذن, بالرغم أن السعادة من الممكن أن تتحقق في المجتمع الشيوعي, ولا يمكن التنبوء بمشاعر بشرية في مجتمع لم يأتِ بعد, إلا أن استخدام مصطلحات مثل ((السعادة)) يدل على المثاليات والطوباويات في انتقاء المفاهيم."
أود أن الفت الانتباه الى جملة الزميل عقيل والتي يقول فيها : " أعني لا يهتم التاريخ بالمشاعر البشرية في طور سيرورته".!!
اذن ما الهدف من العملية الثورية ؟ وبعيدا عن التاريخ ، لأنني لا استطيع أجراء حوار مع التاريخ ، ولو كان المقصود بالتاريخ هنا ، هي الحتمية التاريخية . ففي رأيي الهدف من العملية الثورية هو تحقيق المُساواة ورفع الظلم ، والذي سيؤدي بالتالي الى الشعور بالسعادة والرضا عن النفس .. والتاريخ بمعناه المتعارف عليه هو صناعة بشرية ، ولولا أنه كذلك ، لما فشلت التجربة الاشتراكية ، بأيدي البشر ( المخربين ، العملاء ، الانتهازيين ، أو عامة الشعب الذي لم تكن راضية عن واقعها ، الاجتماعي ، الاقتصادي ولم تشعر بأنها تعيش عصرها الذهبي !! ( يُمكنكم اختيار الجواب الملائم لكم ).
وذكرنا الزميل العزيز،( خالد صبيح – في مقاله "تكفيريو اليسار" ) ، ب :"...اجتهد يوليوس فوتشيك، الشيوعي الجيكي الذي أعدمه النازيون الألمان عام 1943، في أن يشرح ويفسر وبالتالي يبرر في كتابه (تحت أعواد المشانق) سقطة احد رفاقه الذي كان مقداما ومقاتلا شجاعا في حرب المقاومة التشيكية المسلحة للاحتلال النازي لكنه انهار تحت تعذيب شرطتها السرية حينما اعتقلوه وفوتشيك في عام 1942، اقول بينما فوتشيك يجّد في محاولة فهم وتحليل سلوك رفيقه الذي تدينه الشيوعية الارثذوكسية بلا وخزة ضمير."
واتساءل فقط ، ألم تكن "سقطة " هذا الرفيق التشيكي ، هي سقطة شعورية بالأساس ؟ لربما شعر بالخوف ؟ أو بالانهيار النفسي ؟ وربما لم يحتمل مشاعر الالم ؟ او أحس بالحنين الى زوجته ، حبيبته أو أمه ؟
لماذا هذا التقديس للموت من أجل فكرة وهدف ، يفرضهما شخص أو حزب ، يعتقد بأنه يمتلك زمام الحقيقة ؟؟
الثورة وكما أفهمها تُقدس الحياة ، وتُبجل كل جهد مبذول من أجلها ، تسعى للحفاظ على الحياة ، بل وتعمل من أجل بناء حياة أفضل ، وعلى المُستوى الشعوري أيضا ، فالثورة لا تأكل ابناءها !! الثورة تهتم بمشاعر ابناءها ، تدعمهم وتساندهم وقت الشدة ، الازمات والضيق المادي والنفسي .
فقط عديمي الضمير ، هم من يزدرون بالمشاعر ويمجدون الموت .
وهكذا كتب ، ماركس من رسالة الى لورا لافارغ ، واصفا مجموعة من البشر :"هذا الخليط من العناصر ‏الوطنية والأشخاص عديمي الضمير) ، استعمل كلمة الضمير والتي هي تعبير عن مجموعة قيم ، والتي تشمل المشاعر أيضا ، وخصوصا التعاطف ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحق لي -الاختلاف- مع لينين ..؟!
- - نصائح أخلاقية -بالألمانية ..!!
- عبودية مُعولمة حداثية ..
- نور السلف المنير في تحويل البشر إلى حمير
- -اكسترا هيوج -...
- أين هم العقلاء من العرب والمسلمين ..؟؟
- ربيع المرأة الفلسطينية ..؟؟!
- أرفع الاوسمة ... وحصلتُ عليه ..!!
- وهمَت به وهَم بها ..الاستعلاء الثوري .
- شرعية النص وشرعية فرض الامر الواقع ..
- الفقير والبروليتاري : عدوان أم توأمان ؟!
- أين هي البروليتاريا ..؟؟!!
- البروليتاريا حب الذات والمشاعر ..
- ماركس ما بعد السخرية أو الغضب ..!!العقل في مقابل النقل ..
- ما بين الدين ، العنف والعنف الديني ..
- نحن وانتم ...
- يا فرحتاه ..أصبحت مُهما !! لقد أغضبت -ماركس -..
- ماركس يستشيط غضبا .
- البحث عن زعيم ..
- يا عبد الزهرة ..!! ماذا ظننت ..؟؟


المزيد.....




- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...
- الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود ا ...
- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - الماركسية والمشاعر ..