أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشيةُ في إيران














المزيد.....

الفاشيةُ في إيران


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرتْ في إيران نفس التأزمات التي ظهرت في البلدان ذات الإشكالية في التطور التاريخي، كألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا، فالتطورُ الرأسمالي تعرقله بنيةٌ تقليدية ترفض النمو الديمقراطي لتفكيكِ الإقطاع في الريف والعائلة العامة وبناء السلطة والثقافة وحرية القوميات المختلفة وسط الدولة الشمولية المركزية.
ومع هجوم الأمم الأخرى كروسيا ودول الغرب وطرحها مشروعات تحويلية من الخارج تُفرض على الأمةِ الفارسية قامت القوى السياسية والاجتماعية القومية الفارسية بطرح خيارات تغلبت فيها الخياراتُ الدينية المحافظة ذات الشكل المتخلف الذي كان يمتلك جذوراً أوسع وجمهوراً منظماً كبيراً على الخيار التحديثي الديمقراطي.
الخيارُ الروسي الذي ظهر عبر الثورة البلشفية تغلغل في إيران عبر حراك الشمال السياسي وكاد ينتزع من إيران أجزاء منها ليقيم دولة(العمال).
لكن الخيار الداخلي منه المتجسد عبر حزب الشعب الإيراني (توده) استمر في الحضور مخوِّفاً الأوساط الرأسماالية والدينية المختلفة من التحول الجذري الشبيه بما يجري في روسيا.
كما رأينا كان هذا الخيار قد أستخدم نفس أشكال العنف المستخدمة في ألمانيا، ولم يتأصل في التجربة المحلية وتاريخها.
الخيارُ الرأسمالي الغربي الديمقراطي برز أكثر بعد الخمسينيات من القرن العشرين أثناء تحولات الشاه والثورة البيضاء لكن مع وجود الاستعمار الأمريكي والسافاك، فظهر هذا التحول كتبعية للغرب ونظام الشاه أداة لها.
قبل عقود كانت عناصر الوعي الفاشي تنتشر في بعض الأوساط الدينية الكبيرة، وحازت تلك العناصر السياسية والثقافية الجرمانية على تقبل تلك الأوساط، وهي رؤى ترفض العقلانيةَ والتطور الديمقراطي وتعلي من شأن الحدس والغيبيات والصوفية، وتلغي السببيات وقوانين التطور التاريخية. وهي نفسها العناصر التي صعّدت الهتلرية، وأعلت من شأن العنف وسيطرة النخب العليا.
لقد قامت بدمج تلك الرؤى بالمذهبية الإثناعشرية، وقوت فيها العاطفية الشديدة والانغلاق.
وكانت ولاية الفقيه هي التتويج السياسي لكل هذا التحول، فقد جعلت من الارتداد إلى الإقطاع وهيمنة رجال الدين ورفض التطور العصري أساسيات للحكم.
كان هذا التحول لا ينفصل عما يجري في العراق حيث وُجدت البيئة الفكرية السياسية لهذا الارتداد عن العصر، حيث كانت مؤلفات محمد باقر الصدر قد نظّرت لرفض الاشتراكية والرأسمالية معاً، وهو ما أخذه من ارتداد الإخوان المسلمين عن الحداثة والديمقراطية.
ولهذا جاءت ولايةُ الفقيه في العراق متناقضة حتى مع الشمولية القومية في البعث التي احتوت بعض العناصر السياسية التحديثية، وهي التي كانت أقرب للسلطوية.
اكتملت العناصرُ الفاشية للنظام الديني الإيراني وأظهر التطبيق عداءها للتحديث الديمقراطي برفض سمات الثورة الشعبية الوحدوية والعصرية والديمقراطية، وسحق تلك القوى البانية للتجربة التحولية المشتركة.
فغدا الشكلُ السياسي الاجتماعي محافظاً على البنية العتيقة من حيث سيطرة الإقطاع في الزراعة والعائلة العامة وبناء السلطة والثقافة، وتغدو الرأسمالية حكومية مهيمنا عليها من قبل رجال الدين.
كما يقوم الشكل باسترجاع القومية التوسعية المذهبية غير معط لاتباع المذهب بالتحرر والمدنية الحديثة ويغدون مربوطين بسيطرة رجال الدين المطلقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية في التطور العالمي
- الفاشيةُ بين الغربِ والشرقِ
- الاتجاه نحو الجماهير
- الجمهورُ ليس طيناً
- أُذنُ فان جوخ
- لا وحدةَ وطنيةَ بدون موسيقى!
- جيلُ القحطِ
- خندقان وأمّتان
- المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت
- القبائلُ العربيةُ والتحلل
- الديمقراطي النموذجي
- التحديثي الليبرالي والدين
- المخادعون
- ضعفُ العقلِ النقدي
- توسعُ الانهيارِ العربي
- غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشيةُ في إيران