أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية














المزيد.....

غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتمدت التطوراتُ الوطنيةُ النهضوية الواسعة على التحالف بين المدينة والقرية في النظام الحديث، ففي النهضةِ الأوروبية التحويلية لعالم التطور التقليدي المتدني الذي تدهورت فيه أحوالُ الفلاحين بعد التحولات الواسعة من مصادرة أراضي الأديرة والملاكين حدثت تطوراتٌ مهمةٌ اجتماعية كبرى وفوضى اقتصادية سياسية، انعكست في الهجرة من الأرياف إلى المدن، وتكدس البشر في الأحياء الفقيرة.
ثم وَجدت هذه الدولُ في الاستعمار الخارجي وغزو البلدان المتخلفة فرصةً لإرسال الشباب للجندية والعيش المميز، وتخفيف التوترات الاجتماعية السياسية داخل بلدانها، وقامت العملياتُ الديمقراطية وصعود البرلمانات بضبط التطور السياسي الفوضوي.
إن التحولات الرأسماليةَ الأولية في البلدان الحديثة بحاجة إلى فوائض كبيرة من أجل نمو الاقتصاد بمختلف قطاعاته، وهي دائماً بحاجة إلى الريف من أجل انتزاع موارده الراكدة وتشغيلها في الاقتصاد.
لكن البلدانَ الشرقية النامية لم تكن قادرةً على الاستعمار وهي بحاجةٍ إلى الفوائض النقدية الكبيرة من أجل الصناعة، لهذا قامتْ البلدانُ الاشتراكية ذاتُ الرأسمالية العامة بمصادرةِ أراضي الفلاحين ووجهت أموالها المتوارية وقيمها البضاعية إلى القطاعات الاقتصادية الحيوية.
في البلدان النامية الأخرى الأقل تطوراً والأقل حجماً من روسيا والصين وغيرهما ارتبك التطور بين المدينة والقرية، ففي البلدان التي هيمنت فيها المدينةُ على القرية واستغلتها بأشكال متخلفة تكدّس الفيضُ السكاني الريفي في المدن وملأ الحارات الشعبية، ووجد في الدين شكلَ ضياعهِ الفكري السياسي.
يمكن أن يحدث هذا التناقض عبر الاستيلاء على أملاكِ المزارعين بأشكالٍ اقتصادية وسياسية، وإلى تدهور الزراعة أو ضعف تطور الريف الاقتصادي وعدم تغلغل الصناعات فيه وتركه في فقره كما حدث في بلدان عربية عديدة مثل سوريا، مع عدم تنفيذ إصلاحات للقطاع الزراعي كتوزيع الأراضي على المعدمين الريفيين، وإيجاد سبل عيش واسعة، وعدم اعتبار الريف مراكز للصناعات المتخلفة المضرة بالبيئة، وعدم القضاء على المهن الزراعية وتحويل الأراضي الزراعية إلى الاستهلاك البذخي، ولهذا فإن العديد من البلدان العربية جعلتها التغييرات في البادية والريف تواجه المدن بأشكال صراعية هجومية تقطعُ تطورَها السياسي الديمقراطي، كالعراق الذي تحولت فيه الباديةُ إلى مركز للهجوم على العاصمة وانتزاع السيادة من القوى المدنية.
إن ضعف التطور في البادية ووجود قوى عسكرية تقليدية على مدى التاريخ في هذه القبائل جعلها توظفُ أبناءَها في الجيوش وتقومُ بالانقلابات العسكرية، ثم يجري التطور إلى الوراء، وهو في البداية يقدمُ أفضل الواجبات السياسية الاقتصادية لكنه لا يحمل نظاماً متقدماً في أجندته بل المشكلات الحادة وخاصة مع طبيعة الأحزاب والقادة المستلمين زمام التطور.
هذا بخلاف التطور الأوروبي الذي واصل تطوره الديمقراطي الذي تهيمن فيه الطبقةُ الوسطى الصناعية وأعاد تنظيمَ الأرياف بصور مختلفة، وحقق بعد صراعاتٍ كبيرة التعاون بين المدينة والقرية، بين الطبقة المتوسطة والعمال، نظراً لتراكماتٍ فكرية وثقافية تنويرية في هذه البلدان قبل التحولات السياسية العاصفة.
الحالاتُ الأسوأ من الصراعات بين المدن والقرى هو في استيلاء الريف المتدين المحافظ على زهرات المدن المنتعشة ذات الحريات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تتوارى هذه الحريات إضافة إلى غياب الحريات السياسية والتطور الثقافي الحر.
هنا تقوم الأوساطُ الريفية بانتزاع الفوائض الاقتصادية عبر الاستيلاء على الملكيات العامة وعسكرة الحياة السياسية، والعودة إلى الوراء التاريخي كما فعلت أنظمةُ العشائر المسلحة.
البلدانُ الشرقية واجهتْ معضلات التحول الرأسمالي العالمي بدون وعي متقدم، وعبر حصارٍ كوني لتطورها وتغلغلٍ في اقتصادياتها، فلجأت إلى أساليب حادة في تطورها السياسي الاجتماعي مما أضاف مشكلات جديدة وأربك التطور التاريخ لها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية
- رموزٌ معتمةٌ لفئةٍ وسطى
- المسألةُ ليستْ المذهبية!
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ
- ثقافةٌ غير بناءة
- إشكاليةُ التوحيدِ
- الهروبُ من العلمانية!
- كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية