أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - معارضةٌ على الجانبين














المزيد.....

معارضةٌ على الجانبين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن عدمَ وجودِ معارضة علنية في أجواء ديمقراطية في الجانب الإيراني وظهورها في الجانب القومي العربي والكردي والتركي يعبرُ عن إشكالياتٍ عميقة في التطور السياسي لهذه الأمم الإسلامية التي تعيش حالات من الصراعات والمجابهات الحادة.
غيابُ المعارضة في الجانب الإيراني بأشكالٍ علنية ديمقراطية كشفَ وضعاً محافظاً يجرُّ المنطقةَ للوراء، وقد بدأ ذلك بهيمنةِ الجناح الديني المتشدد، وتصفية القوى اليسارية والليبرالية المختلفة ومعاداة العلمانية، وتكريس قوة سياسية رجعية واحدة تحاولُ فرضَ هيمنتها على المنطقة.
بقيةُ القومياتِ العربية والتركية والكردية وغيرها من التي تخلقتْ فيها معارضاتٌ وتنوعاتٌ سياسية متعددة صارعت ظروفاً استبدادية متعددة، وسواءً كانت علمانيةً متطرفة أم رجعيةً استبدادية، فإن تعدد هذه القوميات عبر دول ضعفت فيها آلاتُ الدولِ المركزية الشمولية أتاحَ نشوء أشكال تعددية ديمقراطية متعددة المستويات.
اتسم التطورُ السياسي في هذه القوميات بالتوجه إلى بعض جوانب الحداثة، لكن التطور الديمقراطي الاجتماعي العلماني لم ينتصرْ كلياً، وبقيت جوانبٌ محافظة وشمولية عديدة، وخاصة في الحياتين السياسية والاجتماعية.
هذا جعل الجانبَ الإيراني المحافظ العائد للعصور الوسطى عبر أشكال عسكرية تحديثية يتغلغلُ في القوميات الأخرى، وخاصةً العربية ذات التنوعات والاختلافات ومستويات التطور المعقدة والمتصارعة.
ولتسريب هذا التغلغل الإيراني وتمويهه سياسياً رُفعت شعاراتٌ ثوريةٌ زائفة لكنها تمكنت من التوسع في الأجسام العربية السياسية أكثر من بقية القوميات، لقدرةِ تلك القوميات الأخرى غير العربية على التماسك الوطني والتشبث بجوانب مهمة من الحداثة والعلمانية. غدت الحدودُ الكردية والتركية والبلوشية وغيرها مجالاً للمجابهة وصد النفوذ الإيراني بينما اخترق هذا النفوذ الجوانب العربية.
لماذا لم تستطع المعارضة العربية أن تقيم علاقات جيدةً مع المعارضة الإيرانية في الداخل أو في الخارج حيث هي منفية؟
تغلغلَ النفوذُ الإيراني المحافظ السلبي في جوانب عربية بينما لم تساعد القوى العربيةُ الديمقراطية المعارضةَ الإيرانية وتركتها تضمحل.
كما لم تسند الحكوماتُ العربية معارضاتها في الداخل ولم تقم تحالفات حداثيةً، فيما تقوى الجانبُ الإيراني بسحقِِ المعارضة العلمانية وتصعيد القوى الدينية الرجعية، فظهر جانبٌ مضادٌ للتاريخ التحديثي يخترقُ نقاطَ الضعف العربية، فيما لم تتماسك قوى الجانب العربي وتصّعدْ العروبةَ والديمقراطيةَ والحداثة والعلمانية في مجابهة الاختراق الإيراني.
بطبيعة الحال استند ذلك على التاريخ الوسيط وتغييب الإرث الديني النضالي للمسلمين في مختلف الطوائف، والذي أُستبدل بالتعبير عن الطبقات العليا الاستغلالية خلال قرون، ولم يظهرْ للبسطاء العاملين من يعبرُ عنهم ويدافع عن هوياتهم الاجتماعية المستقلة، وهو ما جرى كذلك في الجانب العربي، وحتى حين ظهرت قوى تحديثية صغيرة معارضة في الجانبين العربي والإيراني فإنها اخترقتْ كذلك بالطائفية السياسية التي غيّبتْ الهويات الطبقية المختلفة محلةً التعصب الديني مكان الوعي الدقيق.
الاختراقاتُ الإيرانية كان لها تأثيرات سلبية كبيرة أدت إلى التحلل الوطني لسوريا والعراق ولبنان، ويتوجه التحلل إلى بلدان أخرى، وتصاعدت التأثيراتُ الدينيةُ السلبية في مصر وتركيا وهكذا راحت المنطقة تنزلق إلى المجهول، ولم تواجه ذلك قوةٌ كبيرةٌ عربية تتمسك بالحداثة ومواجهة الانحدار والتحلل والحروب الأهلية، ولكن ذلك لم يفت بعد وهو في طريقه إلى التكون، وهذا ما يُنتظر من القوى الوطنية والتقدمية في كل هذه البلدان العربية والإسلامية في وقف هذا الانهيار العام وتعاونها الفكري والسياسي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية
- رموزٌ معتمةٌ لفئةٍ وسطى
- المسألةُ ليستْ المذهبية!
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ
- ثقافةٌ غير بناءة
- إشكاليةُ التوحيدِ
- الهروبُ من العلمانية!
- كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - معارضةٌ على الجانبين