أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟














المزيد.....

أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 08:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كانت شعوبُ الخليج تطمح كثيراً إلى تطور مجلس التعاون الخليجي الذي كان آخر صور الوحدة الباقية لدى العرب، بعد تفكك وانهيار مشروعات الوحدة ومجالس التعاون العربية، لكن مجلس التعاون الخليجي لم يتحول تحولات كبيرة، وظل يعمل روتينياً واحتفالياً، ولم يستطع القيام بخطوات نوعية.
الوحدات الناجحة نادرة في العالم لكونها تتطلب توحداً كبيراً على صعيد البُنى الاجتماعية السياسية، أي تتطلب قيام أنظمة ديمقراطية تحديثية على طريقة أوروبا الغربية، التي تجاوزت حروباً هائلة، وشكلت أنظمة رأسمالية حرة متماثلة، ذات قوانين سياسية واقتصادية متقاربة، وغدت السلطاتُ سواء كانت مَلكية أم جمهورية تعتمد على برلمانات قوية وطبقات وسطى وعاملة واسعة غالبيتها من السكان المتحدين بهويتهم الحضارية المتقدمة.
هذه السمات غير موجودة في أغلب دول العالم، ومنها مجلس التعاون الخليجي، الذي هو هيئة عليا مكونة من حكومات دول تجتمع دورياً للاتفاق على سياسة مشتركة في بعض الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
وهذه السياسات المشتركة عفوية تعتمد على مجريات التطور والأمور الحاصلة في زمنها، كالتركيز على الدفاع المشترك زمن الحرب ضد العراق، وإنشاء قوة خاصة منذ تلك الفترة.
وفي الأزمنة السلمية الهادئة تكثر مشروعات التعاون الاقتصادية والسياسية الجزئية التي تقوم بها عادة المؤسسات الرسمية أو الأهلية المرتبطة بها.
وقد جاء مؤتمرُ القمة الخليجي الأخير ليشهد تحولاً نوعياً سلبياً، وليس تقدماً إلى الإمام، أي أنه حتى مشروعات التنسيق تتعرض للتوقف.
هناك انقسامٌ في المنطقة، وهو انقسامٌ عميق، يتمثل في صراع الطرف الإيراني والطرف العربي.
هذا الانقسام المتوارث من العصور الوسطى لم يُحل، نظراً إلى عجز الطرفين الإيراني والعربي عن الارتفاع لسماتِ الحداثة الديمقراطية، لأنه لم يقم على أساس موضوعي عقلاني، بل هو صراعُ الهويات المذهبية المُسيَّسة.
كان الصراع السابق، العربي العربي، صراع مجلس التعاون العربي ومجلس التعاون الخليجي، يرتكز على صراع المغامرة السياسية ضد التطور التدريجي، فهلك مجلسُ التعاون العربي، وبقى مجلسُ التعاون الخليجي، لأنه لم يعتمد سياسة المغامرة في نهجه مع الدول الأخرى ولا في تطوره الداخلي البطيء المحدود.
ولم تكن دولة خليجية تقيم تحالفاً مع العراق، كما أن خطوة العراق المغامرة كانت خطيرة على كلّ المستويات.
في الانقسام الراهن تسلل الصراع الإقليمي إلى داخل مجلس التعاون بخطواته التقاربية المحدودة التي تتمّ في المستويات العليا ولا تتشكل على الأرض، ولا تطوّر الفئات الوسطى والعاملة ولا مشروعاتها المشتركة وهيئاتها الشعبية المختلفة، وظلّت البرلماناتُ جنينُ الحداثة والتنمية الحرة المتقدمة، تمشي ببطء أكثر من كيان المجلس.
تسللَ الصراعُ وظهرت أشكالٌ من المغامرة السياسية غير المعهودة في دول المجلس المحافظة الرزينة في خطواتها وعلاقاتها الخارجية تحديداً.
فرأينا تناقضاً بيناً في مواقفها تجاه المغامرة السياسية الإخوانية في مصر التي جرتها إلى صراع وطني غير مسبوق، عرضتها لمخاطر شتى، وتباينت المواقفُ إلى حدّ التناقض الصارخ!
تغلغل الشكلُ المغامرُ داخل المجلس الذي عملَ على تصعيد التحديث بشكلٍ متدرجٍ متنوع بين دوله، نظراً إلى تباين أوضاع الشعوب والإدارات ومدى نفوذ المحافظين، حيث عبرَ -أي الشكل المغامر- عن رؤى ذاتيةٍ متطرفة تطمحُ إلى التفرد ولا ترى ظروفَ أعضاء المجلس المتضامنين أمام المخاطر الداخلية والخارجية، ولا وضع المنطقة الصعب الخطير، ولكن المغامرة الإخوانية على الصعيدين المصري والخليجي لم تنجح.
إن نجاح الاعتدال هنا كان محدوداً يعتمد على المال وليس على بروز تحول نوعي ديمقراطي متكامل.
الانقسام الأخير الراهن في المجلس جاء لتغلغل صراع المحورين الإيراني والعربي داخل دول المجلس، فهذا الصراع وصل إلى بعض الشعوب على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، كما وصل إلى بعض الحكومات مؤثراً على قراراتها الكبيرة تجاه تطور المجلس.
فلكون تطور المجلس اعتمد على التعاون العسكري والمؤسساتي الفوقي ولم يكتسب توحداً ومعانقةً جماهيرية، فقد ظل في دوائر القرار تصارعه، أو تتصارع حوله، محافظةً على الأشكال التعاونية السابقة.
تطورُ المجابهات واحتمالاتها صعّد الاقتراحات ومشروعات التعاون العسكري نظراً إلى استمرار الجانب الإيراني في التغلغل داخل الدول العربية ومحاولاته تغيير وجه المنطقة لصالحه، كما لعبت المناوراتُ الغربية الاستثمارية للخلافات بين الدول الإسلامية دورها في تسعير هذا الموقف التناقضي الإيراني العربي، وهكذا فقد بلغ الموقفُ الانقسامي ذروةً عربية وغربية معاً، وهو أمرٌ غير مسبوق.
تطور الصراعات بهذه الشدة جرى لكون العمليات الديمقراطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجانب العربي لم تتسارع وتسبق المخاطر، مثلما أن العمليات الشمولية العسكرية في الجانب الإيراني تسارعت بشكل كبير.
من الضرورة قيام إصلاحات اقتصادية واجتماعية في دول المجلس حتى لو لم تكن دون المستوى السياسي لعلاج الاختلالات في الإدارات وظروف الناس، هذه التي تؤدي إلى التلاحم والتطور والتقارب، مع التطورات الديمقراطية التي سوف تتنامى في المنطقة بفضل نضالات الشعوب وتجاوزها الانقسام الطائفي السياسي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا
- السياسةُ الأمريكيةُ وتفكيكُ العربِ
- من الفئاتِ الوسطى إلى الطبقةِ الوسطى
- مانديلا وشروطُ التقدمِ الموضوعية
- التعسفُ وجذروهُ
- الوضع الإيراني والتحولات
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟