أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالله خليفة - لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟














المزيد.....

لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 08:44
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تحولت معيشة المواطنين بعد اكتشاف النفط وتصديره وتبدلت بيوت السعف، وغدت المعيشة منذ السبعينيات في انتعاش مع تدفق السيولة، لكن هذا الزخم المعيشي توقف منذ الثمانينيات، لقد أخذت تكاليف المعيشة ترتفع، فبيوتُ الإسكان امتصت جزءًا كبيراً من الدخل، إضافة إلى التصاعد الكبير في الأسعار من دون تطور مهم في الأجور.
ثم إن هذا الإسكان السهل في أوله والذي أدى إلى انتعاش اقتصادي وسكاني توقف عن التدفق الكبير الأولي، ولم تعد الدولةُ قادرةً على مواصلة زخمه، وجاءت مساعدات سكانية خليجية.
لقد توقفت معدلاتُ الأجور خلال عقدين عن الارتفاع إلا بأشكالٍ طفيفة، وطفرة البنوك والشركات وتوسع الفئات الوسطى البنكية والإدارية وغيرها تقلصت.
ظهرت المشروعات الفندقية والسياحية باعتبارها القوة المحركة للاقتصاد في المرحلة التالية، وراحت تغذي ظروفَ العمال المهاجرين وأعمال السياحة المختلفة التي لم يشترك فيها المواطنون بكثافة، نظراً إلى ضعف الأجور فيها وللعادات والتقاليد عند قسم من السكان الذي لا يقبل بالعمل في هذا المورد المهم.
لم تتطور الحرف والمهن الشعبية والصناعات الصغيرة بسبب عدم وجود رساميل لدى أصحابها، ولضعف المدارس الصناعية والمهنية عن خلق كوادر فنية ولتوجه الطلبة نحو الأعمال المكتبية والحكومية والجيش وغيرها.
هذا الأمر أدى إلى تدفق العمال الأجانب في هذه الأعمال الفنية والصناعية، وبسبب تدني الأجور وإمكانية هؤلاء في التجمع المعيشي وتخفيض تكاليف الحياة والقبول بأجور أقل مؤقتاً هنا أمكن للعمال الأجانب التغلغل في جوانب الاقتصاد الجديدة الصعبة وتغيير ظروفهم وأعمالهم.
تركيز الموظفين والعمال البحرينيين على العمل في الوظائف المكتبية والخدماتية حصرهم في نطاق ضيق.
مع الثمانينيات تدفق شبابٌ كثيف من المدن والريف، مع تزايد معدلات الولادة والخصوبة والأسر الكبيرة والتوسع العمراني والتطور الاقتصادي، لكن كان هذا الشباب ذو تعليم نظري غير متطور مهنياً وتقنياً، كذلك كانت عادات الحياة البدوية والريفية الكسولة تؤدي إلى الاتجاه نحو المهن السهلة، وقد ترافق ذلك مع إشكاليات الحياة السياسية والاجتماعية، مما خلق فيضاً سكانياً شبابياً غير قادر على التلاؤم مع الحياة الاقتصادية المعقدة السريعة، وتناقض ذلك مع إغراءات الاستهلاك وقوة الحياة التجارية الإعلانية.
لم يحدث توافق عميق وجيد بين التطور الاقتصادي والتعليم، وخاصة المهني الصناعي، وبقي تعليماً نظرياً، ولم تتطور المستويات التعليمية التخصصية لمستوى التطور الاقتصادي، فبقيت الدراسات البنكية غير مستوعبة للتطورات التخصصية والتوافق مع المهن البنكية وأعدادها ومتطلبات السوق فيها.
اتجاهات السوق وتطوراته والأعداد المحددة من الدارسين والمتوافقة مع المهن الموجودة فعلياً، لا تُؤخذ بعين الاعتبار في العملية التعليمية سواءً في المعاهد أو الجامعات.
غياب التعاون والتداخل بين السوق بتطوراته الجديدة والتعليم كان أحد المشكلات الرئيسية التي يعانيها الشباب للحصول على مهن ودخول جيدة.
ولعبت الثقافة الدينية المحافظة عند الشباب دور العرقلة لفهم ظروف التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي حيث لم يجر فهم المشكلات الحقيقية للواقع ولحياة الشباب، التي ترجعُ إلى أسباب قدرية أو أسباب سياسية عامة مجردة وليس إلى أسباب واقعية عملية من الضروري أن تُدرس في مختلف جوانبها الاقتصادية والتعليمية والفنية الصناعية لتجري فيها الإصلاحات اللازمة لخلق شباب ذي دراية وقدرة على التغلغل في التحولات الاقتصادية وتطوير مهاراته المعرضة للتآكل نظراً إلى عدم المبادرة والحماس لإغنائها.
ومن جهة أخرى لعبت الحياة الاستهلاكية المتصاعدة دورها في إضعاف التراكم والادّخار والتطور العملي لدى الشباب.
في وضع المدارس الصناعية نرى بؤرةَ المشكلة، فالطلبة الذين أغلبهم من الريف يكرهون الدراسة العملية الصعبة التي لا يجدون لها ثماراً مؤكدة بعد التخرج، نظراً إلى وضع السوق وهيمنة العمال الأجانب، فلا يأبهون بتعلمهم، ويقومون بالاحتجاجات السلبية التي تعبر عن عدم فهم الأوضاع وعدم طرح الحلول لها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالله خليفة - لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟