أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الانهيارُ الثقافي والعقلانية














المزيد.....

الانهيارُ الثقافي والعقلانية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الثقافةُ قادرةً على المساهمة في نشر العقلانية الاجتماعية السياسية، بسبب غياب المجلات والمراكز الديمقراطية التقدمية، وعدم تمكن بعضها النادر من الوصول الى القراء والشباب خاصة.
فيما المؤسسات الحكومية لا تقدم مواد ذات صراع ضد التخلف والشكلانية وتضخم الذوات الثقافية، وتغدو المؤتمرات والاحتفالات مظهرية ودعايات للدول.
ولهذا فإن العلاقات بين المستويات الفكرية والأدبية والسياسية وقواعدها الاجتماعية تتحلل، وتضيع الصلاتُ والدلالاتُ من خلال أشكالِ وعي سائدة تعاني مرحلة انهيار.
حين نراجع العديد من المواد الثقافية نرى كيف اختفت عمليات النقد العميق للمجتمعات والظاهرات السلبية وغدا مثقفون كثيرون سلبيين في مواجهة ظواهر الإرهاب والجريمة والفقر.
حين تنهار الأشكالُ الثقافية الإبداعية تفقد بناها الداخلية صلاتها بالبنى الاجتماعية، وتغدو متناثرة، ليست فيها صلات سببية، والشخصيات غامضة، متقطعة، تظهر في أحياء شعبية لكنها تطير وتلتحم بأشياء كالحجارة والظلام والأمور العادية بدون أن تعبر عن شيءٍ عميق.
الفنتازيا هنا غير خلاقة، مفتعلة، ورغم ضخامة المشكلات الشعبية ووفرة الأنماط المأزومة، فإن المنشئين يعبرون عن ذوات وأخيلة منفصلة عن التلاقي مع أوضاع الجمهور والصراعات المخيفة المتفجرة في كل مكان، والحراكُ الاجتماعي السياسي لا يثير شهيتهم وإذا أثارها عند قلة فهي تطرحها بأشكال فجة مباشرة، مثل النثر المتخثر المليء بأسماء الظواهر وأجسام الأشياء لكن لا يعبر عن حالات روحية اجتماعية غارفة من الفظائع والانفجارات.
المبدعون أحرارٌ بطبيعة الحال لكنه مناخ عام يغلب عليه التفتت، حيث الوعي في التيارات السياسية انسحب من تحليل البُنى والصراعات الاجتماعية، وهو يقوم بتفتيتها واستلال خيوط صغيرة منها يقوم بتركيب إيديولوجياته المسطحة عليها، فإذا كان مذهبياً سياسياً محافظاً يجد القدرة على القول ان رؤيته تتابع الثورة!
الفئاتُ الوسطى الصغيرة المتذبذبة بين الحكومات المحافظة التي تملك أدوات النشر والثقافة وتطبع لمن تشاء من الكتاب، وبين معارضات دينية غالبة تتيح للأدباء والمثقفين بعض الجمهور والمقرات والدعم، تغدو قواها الفكرية الحفرية ضعيفةً، وتقوم بتجسيدات أدبية وفنية خالية من الصلات العميقة مع القضايا الجوهرية المثارة في الصراع الاجتماعي السياسي، وتؤسسُّ صلاتها الشخصية المستفيدة من هذا أو ذاك، وهي أمورٌ تجعل قدراتها في التجذر في الأنواع الإبداعية مستحيلة، ولهذا فإن الإبهار الشكلاني وغياب المواقف وتحلل الأشكال وذوبانها وغياب التسييس أو فجاجته، هو نتاج الشخصنة المتضخمة التي لا تريد أن تغيب عن المسرح وعيون الجمهور حتى لو لم تجد أشياء تقولها، أو لا تريد أن ترتفع الى مستوى المسئولية والإحساس العميق بما يجري من كوارث ومن ظهور مهمات كبيرة للمثقفين والناس.
ورغم أن المثقفين والمبدعين المناضلين قلة نادرة، والضبابيات الفضائيات سيطرت على وعي الجمهور المذهبي المحافظ وتقوده في نزاعات مخيفة مناطقية ووطنية، فإن دعم مثل هذا النتاج مفقود.
لهذا فإن انتشار الثقافة السطحية وانحصار الثقافة التنويرية وعدم السماح لها بالظهور في الشبكات الإعلامية والفضائيات تعبر عن ترك الساحات للعفويات الساذجة التي تتغلغل فيها الموجات المتطرفة.
ضرورة وجود مراكز ثقافية ديمقراطية وتقدمية لنشر الأدب والفن المناضلين اللذين يصلان الى الجمهور وخاصة جمهور الشباب الذي يُسرق ويوضع في سكك مخيفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الانهيارُ الثقافي والعقلانية