أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التعسفُ وجذروهُ














المزيد.....

التعسفُ وجذروهُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين خرج العربُ المسلمون لفتح الشام والعراق ومصر وغيرها من البلدان تشكلت ثنائيةٌ مزدوجة، فهل خرجوا محررين أم منشئين إمبراطورية على غرار الامبراطوريتين السابقتين اللتين حبستا الشعوب؟
عمليتا التحرير والاستعباد جرت كلتاهما من خلالهم وهم يتبدلون داخل أوضاعهم القلقة الصراعية ويتم فيها تتغير القوى المسيطرة السياسية الاجتماعية.
ثمة فرقٌ كبيرٌ بين سعادتِهم في تحول سكان البلدان المفتوحة إلى مسلمين وكراهيتهم لهذا التحول الذي سيلغي الجِزى المالية المضروبة على الأفراد.
حين يغدو التحرير عملية إنسانية أممية ومشاركة للشعوب مع بعضها البعض في عملية تنمية مشتركة يختلف حين يغدو انتزاعاً لمواردها ورجالها وتحويلهم إلى عبيد ونسائها إلى إماءٍ وجوار!
هذه العملية الصراعية إذ كانت قصيرة وامضة في زمنية الخلفاء الراشدين كانت طويلة مضنية فيما بعدهم، حيث حدث التمركزُ الأسري السياسي، لكن التاريخ السردي الذي يصفُ أحداثَ ذلك الزمن بشكل شخصي مركزٍ على القادة، والوقائع المفصولة عن سببيات التحول العميقة، فما كان له أن يحلله بشكليه المختلفين المعبرين تبدل للقوى الحاكمة من شعبية إلى ملأية جديدة.
ولهذا، فإن شعوب البلدان المفتوحة ترى العرب كمماثلين للامبراطوريات السابقة حيث التعسف والاستغلال، وتراهم كذلك أشقاء مماثلين يؤسسون معهم بلدانهم ويحاربون معهم قوى الاستغلال.
لعل أهم صراع مذهبي وديني تكون في هذه الدراما المعقدة، صراع السنّة والشيعة، وصراع السنّة والمسيحيين، تكون من خلال مماثلة عرب الجزيرة للأمم البدوية التي شاركتها الأعمال الاقتصادية والاجتماعية المشتركة وشاركتها في الفتوح، فيما كانت الأمم التي يغلب عليها طابع الاستقرار والزراعة نأوتهم في (المذهب) السنّي الذي ساد وغلب في الامبراطورية، سواءً بسبب الميراث الديني الفكري القديم أو بسبب الصراع على الأراضي الزراعية فإن تضاد السنة والشعوب الزراعية تشكل من خلال النزاع الاجتماعي، حين تغلبت قوى الارستقراطية الطبقية على العامة، في عموم الدولة.
النضال المشترك وأعمال الفتوح المشتركة وتكون بذور الأمم والشعوب الإسلامية قاد إلى التماثل المذهبي، فيما النزاعات على الحكم والأرض قادت إلى الاختلافات والصراعات المذهبية في إطار الدين الواحد.
لم تتشكل علاقات حرة وديمقراطية بين السلطات الدينية المختلفة والشعوب، لقد كان التعسف سائداً مسلطاً من القوى العليا على العامة في كل مكان، ولكن قوى الانفصال والتمرد كان تصوره ضد العرب عامة، أو ضد أي قومية تهيمن.
وهكذا كانت بذور القوميات الاسلامية في صعودها التاريخ الطويل تناحرية، وكانت اللغةُ العربية التي انتشرت في زمنٍ تتعرض للتقلص والعداء، وتغدو عملية إحياء القوميات عمليات انفصال وكراهية.
أشكالُ التعسف التي تصدر من مركز الخلافة أو من قوى الدول المنفصلة فيما بعد شكلت أوجه السياسة السائدة، وغذت ثقافة الكراهية، وغدت كلُ أمة تتشكل في حالة تقوقع وعداء وتسلح، وغالباً ما تختار مواقع الجبال والمناطق الوعرة لمركز سياسي جديد.
ولهذا فإنه في حالات الاستعمار الحديثة المتعددة كانت هذه الشعوب التي شكلت انطلاقة تحررية في زمن وعاشت الانفصال والتمحور حول الذوات المتعادية، لقماً سهلة في الاحتلالات التي قامت بمسخ تواريخها وزيادة صراعاتها وعدائها لبعضها البعض.
كما أن هذه الانفصالات الممزقة للخرائط الوطنية الاجتماعية، التي مكنت قوى الاقطاع من التجذر، ومن شكلنةِ العقيدة الإسلامية والمذاهب، غدت عقبات صعبة أمام التوحد الداخلي ونمو العمليات الديمقراطية في كلٍّ منها.
إن القوى المحافظة تستثمر ذلك العداء، ويجري هذا عبر المراكز السياسية العليا وعبر القواعد وقوى الانفصال معاً.
إن عمليات التحرير العربية للشعوب في الماضي لم تستمر، وجريانها نحو سرقة الشعوب وتحويل المسيطرين عليهم إلى خاضعين متخلفين هدمت ذلك الأساس الأممي الإنساني الوامض، وجعلته حلماً لن يتحقق إلا في العصر الحديث مع انتشار الديمقراطية في كل منها، ومع مثل المساواة والتقدم وحصر القوى المتعصبة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الإيراني والتحولات
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التعسفُ وجذروهُ