أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟














المزيد.....

أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحالفُ التحديثيين مع الدينيين هو تعبير عن هلامية التيارات واضطراب التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية، فالأنظمة ذاتها لا تعرف أين تتجه، فقدمٌ في حداثة اقتصادية وتقنية وقدمٌ في علاقات اجتماعية ماضوية متكلسة.
وحين تقوم بهدر المال العام، توسع فئات طفيلية لا توجه الفوائض نحو الصناعة والتقدم عامة، فتكثر فئاتُ الأقنعة المتعددة والانتهازية.
ومن هنا فالتحديثيون الذين أصروا على اختلافهم الفكري مع الدينيين ليس ثمة نتاجات فكرية وسياسية مؤكدة لانفصالهم، فكل ما ينتجونه هو شعارات وبرنامج سياسي عام، فليست لديهم القدرة الفكرية على التميز، وخاصة في طابعهم العام الليبرالي غير العميق.
ومن هنا فعملهم المشترك مع الدينيين هو من خلال هذا الالتقاء السطحي في الشعارات أو مناوأة القوى الطائفية المغايرة.
حالات الارتباك التي تعيشها الأنظمة بين الإقطاع والرأسمالية، بين الجثوم في المحافظة والتحديث الجزئي، تعيشها الجماعات التابعة لها، من خلال مواقع مختلفة، فثمة تيارات أقرب إلى التحديث وتيارات أقرب إلى المحافظة وتكريس الماضي.
لهذا فإن سمات الحداثة من علمانية وديمقراطية ووطنية مجزأة لديهم، متذبذبة بين زمنيها الماضوي والراهن، وكلما زادت قوى الماضي والمحافظة وتفاقمت الاتجاهاتُ الطائفية تأثر أصحاب العودة إلى الوراء وأضعفوا التطور.
عجز الأنظمة عن حسم موقفها من الحداثة وبناء النظام الديمقراطي العلماني الوطني يجعل الدول تضطرب وتتخذ القوى المؤثرة فيها مواقف متناقضة، أو تكتيكية، سواءً على صعيد السياسة الداخلية أم السياسة الخارجية، فلا تقدر على تشكيل محور حداثي علماني عربي يتكرس عبر سياسات وبرامج دقيقة، لهذا فإن المحور الطائفي المحافظ يستثمر هذا التذبذب ويُحدث الاضطرابات.
التيارات التحديثية التي تقيم علاقات تحالفية مع القوى الدينية تقوم بتقوية هذه القوى وتوسيع صفوفها بين الجمهور الذي لا يُدرك شعيرات الفروق بين هذه الجماعات، متوجها للشعارات العامة المضلِّلة، وقيام هذه القوى بجر الدول إلى التصدع الداخلي وصراع المذاهب.
هنا تساهم القوى التحديثية المفترضة بخداعه، وعودته السياسية نحو الماضي وتناحراته العتيقة، ولا يعرف تعبير هذه القوى عن الأنظمة الاستغلالية لزمن ما بعد الدولة الأموية وما تلاها من تفكك وتذويب.
والقوى التحديثية الضعيفة تزداد ضعفاً بتحالفها مع الدينيين بدلاً من أن تبحث عن حلفائها في ذات المسار، حتى لو كانوا قوى صغيرة.
على مستوى دراسة الإسلام لم تقم هذه القوى بجهود فكرية وهي تأخذ بعض الأفكار القادمة من الغرب أو الشرق، فلا تمد جذور تحديثها للتاريخ العربي الإسلامي، وتبحث عن نظرائها القدماء وأسباب ضعفهم وتتجاوزها.
وحتى على مستوى دراسة الفكر الحديث والتيارات السياسية المعاصرة، لا ترسخُ شيئاً جدياً، مكتفية بمواقف سياسية جزئية، تقيم على أساسها عمليات التعاون الهشة المضطربة تلك.
أهم ميزة يمكن أن تطورها هو تحالفاتها التحديثية وتوسيع حضور العناصر الديمقراطية من بين كل الطوائف، وقيام تعاون في الانتخابات البرلمانية والبلدية والنقابية، من أجل توسيع حضور المستقبل الديمقراطي العلماني في الحاضر التائه بين زمنية الطوائف المفكِّكة للدول وزمنية القوى الاجتماعية البانية للدول.
وهذه القوى لا توسع فهمها للأنظمة عبر الاستعانة بكتابات الباحثين في شؤون الاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والفلسفة حيث يمكن لندوات في عمليات الحفر هذه أن تعي بها طبيعة الأنظمة ومشكلاتها ومساراتها ومن خلال اختصاصيين موضوعيين.
وكلما رسخت طبيعتها التحديثية من حيث الوعي بالحداثة والديمقراطية وتعمقت صلاتها بشقيقاتها التي يمكن أن تكون معبرة عن تيارات وطبقات مختلفة، وجهت الجمهور نحو صراع البناء والتوحيد.
التحديث بناء وتقدم ومستقبل مختلف أما الطائفية فتفكك للدول وصراعات خطيرة.
هناك تراكم يتوجه نحو تغيير الحاضر والتوجه إلى المستقبل وهناك توجه يتجه إلى الماضي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟