أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي














المزيد.....

التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتشار التحلل الفكري السياسي بين القوى الحديثة ألا يحتاج إلى مراجعات كبيرة؟
فهؤلاء يتحللون من تراثهم وتاريخهم فيما القوى التقليدية التي تسحبنا إلى الوراء وتعمل على تفجير الأوضاع بفوضوية، هي التي تنمو وتُعاون من قبل القوى السلبية.
علينا ألا نفسر كل شيء بالخارج وبالتأثيرات المعادية لأنظمة التغلغل والغزو فقط.
عدم السيطرة على الاقتصاد، وضعف أجهزة الدولة في السيطرة على المال العام، وضعف المؤسسات الديمقراطية الوليدة، وعدم وجود أي جبهة تحالف بين القوى الجديدة الغامضة في وجودها وأفكارها، فيما القوى التحديثية القديمة تتحلل وتستسلم للجماعات الطائفية السياسية، هذا كله يشجع قوى التحلل، قوى هدم الدول والمؤسسات والمجتمعات والتيارات الوطنية القديمة، على التغلب على الجميع!
في الوقت التي تولد براعم للتجربة الديمقراطية تتوجه معاول كثيرة للتعميم وعدم الدرس وعدم قراءة كل المواقع السلبية وتغييرها.
ليس البرنامج المعادي سوى أن تتهدم المجتمعات العربية وتتفجر من الداخل، لسهولة نشر الفوضى، وإذا كانت مجتمعات مثل سوريا والعراق تتحلل وتتفجر من الداخل وهي مجتمعات أكثر تطوراً في السابق من مجتمعات دول الخليج، فما بالك بدول الجزيرة العربية؟
لهذا نرى أنه حتى التجارب الايجابية وعمليات التغيير الواعدة الصغيرة تُقابل بالرفض والحدة، فيما يتطلب الأمر أن يقوم هؤلاء الساخرون الغاضبون بدراسة هذه المشكلات والسلبيات المعروضة من قبل الأجهزة الرسمية في خريطة البلد، فهذه ليست مشكلات الوزارات فقط بل مشكلات الجمهور كذلك، وتقوم أجهزةُ الرقابة بوضع أغلب المواد التي لن تستطيع هذه الجماعات من الوصول إليها فقط بل من تحليلها وكتابتها وعرضها وإثارة الحوار حولها كذلك!
قديماً كانت بيانات القوى السياسية تجهد للوصول إلى مشكلات وسلبيات داخل الأجهزة الحكومية ربما تسقط في سلة مهملات، أو يتم الحصول عليها بصعوبات شديدة، وتكتفي ببضعة سطور لإدانة النظام بالكامل.
الإدانة والنفي لا تزال في العقل الباطن لكن عقلية الحفر والتحليل والتغيير تتطلب الموضوعية ودراسة ملفات التقصير والإنجاز المطروحة لتحويل البناء الاقتصادي الاجتماعي واتخاذ موقف وطني جريء ومسئول.
هذه العقلية عقلية جبهوية وطنية ديمقراطية تجمع فئات عديدة لتغيير ما هو سلبي، ما يمثل قصوراً في الأداء الإداري البيروقراطي، نحو الإدارة الديمقراطية، وهي أعمال مشتركة تقوم بها قوى عدة من مواقع مختلفة تصهرها أعمالُ التغيير التعاونية، وتشكل تحولاً في البناء السياسي.
تقف قوى رسمية عدة صحرت الأفكارَ من التغلغل والتحليل النقدي في البنية الاجتماعية فيما سبق إلى أن تشارك في عمليات النقد والتحليل للأوضاع العامة الراهنة ومن خلال أجهزتها ومعلوماتها!
فيما تقف قوى المعارضة المتجمدة عن التطور وقوى اللامبالاة وقوى النقد المجرد الفارغ الذي لا يرتكز على درس ملموس من أجل شعبية فضفاضة فارغة، إلى السلبية تجاه هذه الغزارة في نقد الذات وكشف القصور في أداء المؤسسات العامة، مكتفية بيافطات عامة تبيّن الجمود السياسي وعدم المبالاة بمعاناة الشعب.
هنا يجري التحلل من التاريخ النقدي والموضوعية، فثراءُ المواد السلبية المطروحة من قبل الأجهزة يحرجُ الجمودَ السياسي الذي لا يتوقع مثل هذا التطور، فيطلقُ تعميماتٍ عامةً للانسحاب من الموقف الجدي والمشاركة في التغيير. ويريد الوقوف خارجاً وعدم القراءة وعدم درس البنية السياسية الاقتصادية الوطنية، استجابة للكسل الحزبي، ولموقف المقاطعة، والتماثل مع القوى الطائفية التي لا تريد التحول في جمهورها المخدوع، ومشاركته شعبه في النضال ضد السلبيات بطريقة إيجابية مؤثرة.
الموقف الحقيقي لها هو مشاركتها للقوى السلبية مشكلةَ الفسادَ وتسربَ المال، إنها تصطفُ في تجميد البنية الوطنية عن التغيير في كل اللحظات السياسية، دافعةً المجتمع إلى الانهيار والحرب الأهلية والنزاعات القومية في المنطقة. في حين أنه حتى مواقف الدول المعادية المتصلب لم يعد كما هو، لكن بين المركز والأطراف التابعة هوة، وقدرة المركز على الحراك وشلل الأطراف، مسألة مسافة وروابط.
المواقف السلبية المختلفة أشكال للتحلل الفكري، وللكسل العقلي، وللجمود السياسي، وهي تدمر خلايا القوى (الوطنية) الأخيرة وهي أمور تساعد كلها قوى الفوضى التي لا تريد سوى الاضطرابات وعبرها تنتصر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إسرائيل النووية.. هل هي سرية وما مخاطر قصف ا ...
- قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي ...
- المغرب.. طلبة يحتجون على هدم مساكنهم الجامعية
- غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم كان ي ...
- أضرار في مفاعل آراك الإيراني جراء غارات إسرائيل وتطمينات بشأ ...
- قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاق ...
- آمال وآلام.. آلاف الطلبة بغزة لم يشملهم امتحان -التوجيهي- لع ...
- كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء ...
- استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط ...
- غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي