أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حول تقرير اللجنة الرقابية














المزيد.....

حول تقرير اللجنة الرقابية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعتبر ظاهرة إيجابية (تقرير اللجة الرقابية) من ضمن الظاهرات التي أشاعها المناخُ الديمقراطي التحولي في البحرين، ورغم حدوثها قبل عدة سنوات لكن توظيف مثل هذه الظاهرة في التغيير كان محدوداً بسبب استمرار الهيئات البيروقراطية في ذات التعامل مع أعمالها الحكومية المختلفة، كما أن هيئة البرلمان لم تكن بقدرات كبيرة رقابية تحليلية لتتغلغل في هذه الظاهرة الجديدة وتوظفها لمساعدة الدولة على التغيير العميق من الداخل.
أما قوى المجتمع المدني فتظهر بعض غضبها من المشكلات والنواقص التي تثيرها هذه التقارير الواسعة، لكن أغلبها لا يتابع نصوص التقارير وحقائقها ويسهم في حلها.
ولهذا فإن التقرير الحالي يستحق اهتماماً أكبر، ولا بد أن تأتي رؤيتنا على فترات متعددة لدرس التقرير وقراءته بشكل عميق واستثماره في نقد كثير من الظواهر التي ظلت غامضة.
إن ما يلفت النظر هو وجودُ ملاحظاتٍ واسعة مقتضبة أولية عن حال الاقتصاد الوطني عامة، ثم ملاحظات لنواقص مجموعة كبيرة من الوزارات والهيئات الحكومية لا كلها، والملاحظات حول الاقتصاد الوطني تأتي أولاً بدلاً من أن تكون في الخاتمة وكقراءةٍ تحليلية مفترضةٍ لمجمل النواقص في الأجهزة المختلفة.
يشير التقرير إلى سقف الاقتراض والدَّين العام للسنوات الأربع الماضية بوتيرة متصاعدة، فقد ارتفع سقف الاقتراض إلى خمسة مليارات دينار، وارتفع رصيد الديَّن العام إلى 3,9 مليارات دينار وهو أمرٌ يعرض الحكومة إلى تخفيض تصنيفها الائتماني كما يقول التقرير.
إن ارتفاع الدين العام بنسبة 187% وتنامي الاقتراض أمران يشيران إلى ضخامة التبذير الداخلي وللنواقص الكثيرة في عمل الإدارات وتسرب المال العام الى جهات أخرى، وعدم قدرة هذه الأجهزة المختلفة على التقشف والتحكم في الأموال العامة، ويلعب سوء الإدارة وعدم سيطرتها بكفاءة على البناء الداخلي للهيئة أو الوزارة العامل الكبير في هذا الضعف المتنامي.
وفي هذه الفقرات التي يشير فيها التقرير الى مشكلاتنا الداخلية غير المحلولة فإنه يقفز الى ملاحظات صندوق النقد الدولي وكأنه المنوط لحل المشكلات الداخلية العميقة بدلاً من البحث عن حلول وطنية داخلية.
فيذكر التقرير أن صندوق النقد الدولي يذكر أن الاقتصاد البحريني حسّن مستوى العجز في عام 2012، لكن هذا لم يكن كافياً بحسب قراءة الصندوق الدولي، والذي يقترح كما يقول التقرير إلى تغيير طابع الدعم الاقتصادي الموجه الى الفئات المستحقة، ولا نعرف من هذه الفئات المستحقة والسياسة الاقتصادية الداعمة لها، ولا كيفية تقليصها.
كما يدعو الصندوق الدولي إلى احتواء ظاهرة العجز المالي ويعني وقف تطور الأجور والرواتب في القطاع العام ووضع صندوق التقاعد على مسار قابل للاستمرار!
هي نصائح ليست مفيدة بل مضرة لأنها توجه البحث نحو ظاهرات ليست مؤثرة وتترك العلل المكونة للمشكلات.
وعموماً فإن سياسة الدعم محدودة جداً ولا تؤثر في الميزانية بأي تأثير مهم وليست مكافآت التقاعد والضمان الاجتماعي هي المشكلة، ولهذا كان من الضروري رؤية التسربات داخل الأجهزة الحكومية وقراءة الميزانية وحجم الإيرادات وكيفية تسربها من بين أصابع الوزارات المختلفة.
وكان يُفترض في التقرير أن لا يعرض ذلك ويلمح بإمكانية تغيير أسعار بعض المواد الضرورية الشعبية وإلغاء الدعم!
ويتابع التقرير في جزئه الأساسي مشكلات الوزارات وهدرها للمال العام في نواح كثيرة، فهناك جهات حكومية لها إيرادات لا تتابع تحصيلها، ويتابع التقرير بشكل حصيف ومثير مشكلات هيئة التأمينات الحكومية وأهمها سوء التنظيم الداخلي وضياع الكثير من حقوق المؤمَّن عليهم وعدم وصول المساعدات والأموال الى العمال والمتضررين من الحوادث والإصابات بل يجري حتى قطع الدخول لأسباب بيروقراطية.
مثلما يمر التقرير على وزارة البلديات وسوق العمل وشركة البحرين لمطاحن الدقيق.
وتبلغ الملاحظات أحياناً من الدقة بحيث تحدد الجهات الحكومية والشعبية التي لا تتعاون معاً لظهور المؤسسات العامة المختلفة، فيشير التقرير الى سبيل المثال لسوق قرية (نويدرات) الذي لم يُنفذ نظراً الى عدم تغيير الجهة الحكومية أحجام دكاكين السوق المخصصة للباعة حيث كانت صغيرة ضيقة لا تصلح لمثل هذه العروض، ولكن الجهة الحكومية لم تلبِ رغبة الأهالي ولم يظهر السوق رغم وجود الأموال المخصصة لذلك!
هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج الى قراءات مختلفة، فالتقرير مادة ثمينة للعمل الوطني الديمقراطي التعاوني للمزيد من معرفة المشكلات الداخلية في البناء الحكومي وتغييرها وليس إعادة إنتاجها بعد كل تقرير!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون


المزيد.....




- لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب ...
- ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
- قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين ...
- مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو ...
- زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
- القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل ...
- مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز ...
- الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
- دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟ ...
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حول تقرير اللجنة الرقابية