أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الجمهورُ ليس طيناً














المزيد.....

الجمهورُ ليس طيناً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودتنا الثقافةُ الخرافيةُ للشرق على احتقار الجمهور، وكونتنا كاستبدادين.
الكائنُ المخلوق من طين، هو كائنٌ مادي يتشكل حسب إرادات السادة الكبار ومن الصين حيث بوذا يلتقي في الغابة بعالمِ الأرواح التي تمدهُ بالنقاء والصعود النوراني حتى حدود الأطلسي حيث الثقافة الوثنية والمسيحية فيما بعد تقوم العناصرُ العليا بسجن البشرية في قمقم المادة الأدنى.
القراراتُ العليا والقوانين المُنزّلة والدساتير الناقصة والهيئات البيروقراطية والخطب العصماء والميكروفونات المجلجلة وقرارات الحزب الأوحد وانضمام القادة الكبار إلى عالم الأصنام وإرسالهم للتعليمات الأبدية من وراء الأسوار والملخصات، كلها لا حوار فيها، ولا نزول للشوارع، ولا جدل مع الناس صناع الثروة المادية!
كل ثقافة الشرق التي امتدت للغرب تهبط من الأعالي، من القبب والمطر وقمم الجبال والنجوم والكواكب النورانية، فهي النقية، الباقية التي تمد البشرية بالطاقة الأزلية.
مثلما أن الجماعات العليا هي التي تصنع القوانين وتشكل الطاقة السياسية والاقتصادية للكائنات الأرضية!
تتشكل الجماعات السياسية والدول بغربة عن الجمهور، ويظهر أبو القوانين (الدستور) تصيغهُ ثلةٌ صغيرة ويعرض على مناخ سياسي مرتب لتصويت معين.
هناك شبكةٌ فوقية تحبس الجمهور في خيوطها، ومصالح تحدد مصيره لجيل أو أجيال بحسب الظروف.
في التحول الغربي الديمقراطي تتوجه اللغاتُ السياسية العليا للنزول إلى الجمهور المتكون سابقاً من طين وعجين، تتشرب أوجاعَه وآماله وتتغلغلُ في تحليل ظروفه، تلقي علومَ أرسطو الذي يقول إن العبد كائن غير إنساني وأنه آلة وأن العاملين مجرد أدوات، بل الفلسفة تنزل للكادحين، واللغاتُ المغيّبةُ في الكهوف المعجمية تتحلل، اللغاتُ تنزل للأمهات المغنيات عند أسرة أطفالهن، تصاحب الفلاحين في حقولهم وأناشيدهم وتحطم قواميس النحو الثقيلة القادمة من قرون المعاجم والسحر والخرافة.
توجهت هذه الثقافة للمواد القذرة كالفحم والحديد والنحاس والفوسفات لتكتشف أبعادها وعناصرها وتجعلها هي مدار الحياة!
وهكذا غدت المواد البشعة هي التي تصيغ التطور السياسي والروحي، ومن هنا تفجرتْ الثروات والثورات، لتحبس صناع المواد مرة أخرى في قماقم النصوص الدينية والسياسية، ولتجعلهم يبحثون عن مكتشفي هذا الكائن الذي حارت البشريةُ فيه وهو مخلوق التطور التاريخي الطويل.
فراحت العلوم الاجتماعية تكشف أسراره وكونه ابن التاريخ والتطور.
حتى ظهر المخلوق الطيني بنفسه يحمل منجله ومنشاره ويصعد إلى المسرح خالقاً الدستور أبو القوانين الذي تصيغه ثللٌ منعزلة ويخضع لمساوماتِ الفئات العليا وامتيازات الطبقات القديمة المتشبثة بمقاعدها الأزلية ينزل إلى الشارع ويشارك في صياغته النجار والفلاح وعاملة النسيج، يمر على مصالحهم وحيواتهم ويغتني بالتراب والمعاناة والتقدم.
تصبح صياغة الدستور عيداً شعبياً بهيجاً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُذنُ فان جوخ
- لا وحدةَ وطنيةَ بدون موسيقى!
- جيلُ القحطِ
- خندقان وأمّتان
- المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت
- القبائلُ العربيةُ والتحلل
- الديمقراطي النموذجي
- التحديثي الليبرالي والدين
- المخادعون
- ضعفُ العقلِ النقدي
- توسعُ الانهيارِ العربي
- غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية


المزيد.....




- -النظام الإيراني يظهر بشكل أكثر صلابة بعد الضربات الأمريكية ...
- زلزال بقوة 3.0 درجة يضرب نيويورك بعد أيام من فيضانات ناتجة ع ...
- تصاعد الهجمات بين روسيا وأوكرانيا: صواريخ ومسيرات تهز الجبهت ...
- القنابل الضوئية.. تكتيك حربي للإرباك والتمويه الليلي
- -رادع-.. قوة أطلقها أمن المقاومة لمواجهة الانفلات الأمني بقط ...
- الاحتلال يمنع 22 ألف شاحنة مساعدات من دخول غزة
- معاريف: نتنياهو يهمش زامير والجيش يعاني من إرهاق خطير
- هيئة البث الأميركية تتوقف عن العمل بعد 60 عاما والسبب ترامب ...
- ماذا وراء مخاوف حاكم إقليم دارفور من انقسام السودان؟
- منع وصول وقود تنتجه بكتيريا الأمعاء إلى الكبد يحسّن مستوى ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الجمهورُ ليس طيناً