أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشية في التطور العالمي














المزيد.....

الفاشية في التطور العالمي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين وقف جورجي ديمتروف القائد البلغاري التقدمي البارز في المحكمة الهتلرية الألمانية حدّد المهمة البارزة للقوى الديمقراطية والتقدمية في أوروبا في ذلك الوقت حيث استولى الفاشيون على السلطة في ألمانيا عبر انتخابات حرة، وقاموا بحملة قمع واسعة مفتعلين حريق الرايخستاغ، وهو مبنى البرلمان.
حدّدَ ديمتروف مستوى الوعي الماركسي في تلك اللحظة وتناقضاته، لقد عرّف الفاشيةَ وضروبها المنتشرة كالفطر السام حينذاك بأنها إرادة الاحتكارات الألمانية في السلطة وأن هتلر معبرٌ عنها.
وهو تفسيرٌ سياسي مباشرٌ يفصل الظاهرة عن جذورها التاريخية، وهو ما فعله المفكر جورج لوكاش بعد سنوات في كتبه عن ألمانيا وأن كان قد عزلها عن مشكلات الماركسية نفسها، التي تأثرت بالظاهرة بشكل معقد.
والفاشيةُ ظاهرة تحدث في خلال مرحلة الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية في البلدانِ الضعيفة التطور الاقتصادي الثقافي، وهي تبدو كأنها ضد عملية الانتقال وتبدو حيناً كأنها قفزة تسريعية على هذه العملية، وهي تعبرُ عن ظهور أوساط محافظة عسكرية عنفية تقوم بهذه الظاهرات المختلفة عبر المجتمعات حسب التطور الاجتماعي منعاً أو قفزاً عليها دون قدرة على توقيف العملية التاريخية كلياً.
هذه الظاهرة نجد بوادر لها حتى في تاريخ ما قبل الرأسمالية كما قامت الحنبلية ضد مظاهر حضارية معينة؛ كتحديث النساء وظهور الحانات وبعض مظاهر الفلسفة والعقلنة، حتى راحت الحنبلية تتحول للجهاد وعبر آراء ابن تيمية تغدو نزعة عنفية ضد المختلفين من المسلمين ثم تتوجُ بالقاعدة.
لكن الفاشية في انتقالها من الغرب إلى الشرق وجدت الأبنية الاجتماعية الكثيرة المأزومة غير القادرة على مرحلة الانتقال وتظهر أوساطٌ محافظة عسكرية تقفز بلحظتها كما حدث في اليابان وظهور الفاشية فيها ومغامرتها بين الحرب العالمية الأولى والثانية.
أو تقوم بمحاولة إجهاضها كما فعلت عصاباتُ بول بوت التي أرادت توقيف التطور الرأسمالي بنقل الملايين من المدن إلى الريف وهو ما تسبب في موت عشرات الآلاف.
ولهذا فإن أنظمة الرأسمالية الحكومية التي تتظاهر بأنها مغايرة بل وعدوة للرأسمالية تحوي مظاهر عديدة من الفاشية، حيث لا تقبل التطور الموضوعي للأمم وتفرض صيغاً سياسية إجتماعية عنيفة وهو ما حدث فيما يُسمى بتجارب الدول الاشتراكية، وهنا تقوم بالعملية الإيديولوجيات الاشتراكية والقومية، ساحقةً الجوانب الإنسانية والديمقراطية في هذه الأفكار.
هذا ما حدث في التجارب العربية الشبيهة، حيث رفضت عمليات التطور الموضوعية السلمية التحديثية الديمقراطية وجعلت البنى الاجتماعية المحافظة تنأى عن التغير وتعشش فيها القوى الشمولية الاجتماعية والسياسية.
إن قيام الدينيين بإكمال المحافظة على تلك البُنى الاجتماعية المتخلفة يوضح الطبيعة المشتركة والمضمون الذي حاولت الفاشيةُ الأوربية القفز عن تغييره سياسةً وفكراً.
وهنا سنجد لاحقاً الطبيعة المتداخلة بين التجربتين البعثية في العراق وسوريا وبين التجربة الدينية في إيران، فاختلاف الشكل لا يعني عدم وجود المضمون المشترك.
إن استخدام الإرهاب الموسع ضد الشعب والأدلجة (الشعبية) الزائفة والحماس واللاعقلانية والحرب ضد الثقافة الحديثة الديمقراطية والروح العصرية الإنسانية هي كلها مظاهر مشتركة لعقد تاريخية وتعصب قومي تتحول إلى غرور سياسي وعنف وحروب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشيةُ بين الغربِ والشرقِ
- الاتجاه نحو الجماهير
- الجمهورُ ليس طيناً
- أُذنُ فان جوخ
- لا وحدةَ وطنيةَ بدون موسيقى!
- جيلُ القحطِ
- خندقان وأمّتان
- المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت
- القبائلُ العربيةُ والتحلل
- الديمقراطي النموذجي
- التحديثي الليبرالي والدين
- المخادعون
- ضعفُ العقلِ النقدي
- توسعُ الانهيارِ العربي
- غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشية في التطور العالمي