أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب المطلبي - قراءة في تراتيل الإبتسامة في قمقم الحزن لدى الشاعر الراحل محمد شمسي)














المزيد.....

قراءة في تراتيل الإبتسامة في قمقم الحزن لدى الشاعر الراحل محمد شمسي)


عبد الوهاب المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 16:47
المحور: الادب والفن
    



منفردٌ هذا الشاعرُ في الروح المتسامية ِفي نسمات ٍالنهر المبتسم ِفي داخله دوامة أحزان مخفيه، والشعر ُ عراقي ُ الحزن ِ من عاش معه يتراءى سمحا ً وبشوشا ً حتى أن َّ كل قريب منه لم يحمل إلا أسرار وداعته والود المنهمرغيمة خلق ٍزخت في مشوار محبيه أشعة دفء ٍ للفرح الحالم بالآمال والحالم ُ بعراق ٍ حر ٍ وسلامٍ وآمان ٍ بين طوائفه..شاعرنا خاض مغامرة ً بين الغابات الأفريقيه..فأبدع سجلها ( ألف ميل بين الغابات)حين قرأت الديوان َ( دم الشجر الساحلي) فاجأني قيثار الحزن
والشاري للفرح ِ اللاموجودِ والنازف زمن الموت السائدِ في وطن المنفى:
{دم الشجر الساحلي}
(يقفلُ الحزن ُ بابه
فتعود الدموع صبايا الى سرر الظل
مشفقا ً أسأل الشجر الحجر الطحلب المر
: في كل قافلة ينثر الخوف
وفي كل مبغى لهُ جسدٌ يذرف الحب للسائلين)
الحزنُ الأزلي الشمولي المفتوح على بحر ٍ فطم السواحل..خلافا لمرأى الشاعر محمدحسين المطلبي في صفحات أيامه المألوفة قبل الرحيل خلافا لجدلية الحزن والأبتسامة لتي لم تمت أبدا ًبل سمت كحمامة بيضاء ترفرف في سماوات ذاكرتنا الجمعية
حين أقفل الحزن بابة: في أية رحبة ٍ أو سماءٍ لحياة جيلٍ قد خذلته فراسة الأحلام..تتحول الدموع الى صبايا في أراجيح الظل حيث الغياب أو الوجود المبعثر فوق مستوى الادراك الجمالي لكنه ضائعٌ بين مرايا الطبيعة التي تعكس كل شجرة وكل حجر وحتى مرارة الطلحب ذلك الأزلي الغائب الحاضر في كل قافلة محاولة عبور مخاضات الحزن والخوف بين ضفتي المجهول واللامجهول حتى أن أجساد المباغي هي الأخرى تنشر وتوزع الخوف والحزن ..هل كان يشعر في قيامة الرحيل مبكراً
( ففي كل صيف تساق الجراح المدماة من نضجها للقبور)
البيت يعيد القصيدة كجزء من صورتها الهولوغرافية إذ أن الجزء يعكس حركة الكل ويعيد التفاصيل بدقة غير مألوفة ..هل ورث الشعراء ُ المبدعون صمت الصحراء الحزينة الأطلال.. لن تجد شعرا ً عراقيا مبدعا إلا والحزن داجن لديه في أعماقه حتى وإن حاول أن يخفيها بمرح ٍ ما أخاله مصطنعاً
( ها هي الريح
فوق نافذتي تصعد
تحك بجلدها أنفي
ونجلسُ صامتةً تحت ذيل السرير
مثل قافية الباءمألوفة ً
مثل وجه الحبيب)
الريح خلافا ً للرياح الريح كائن حي :الطاقة السلبية أو السالبة والرياح الطاقة الإيجابية فتعبير القرآن الكريم للريح ( ريح صرصر عاتية) إن لم تحمل الموت والدمار فعلى الأقل تحمل الحزن الأزلي مثقلة بالوحشة والغربة حتى يكاد يشعر بها كقطة أليفة تحك جسدها بأنفه ثم تنساب الى ماوراء الأشياء تثير لديه تداعيات شتى فتقفز الوجوه البهية الحبيبة
( أمسِ حطت على قفا البيت ورقاء
بكت ......فبكيت
وتغنت أيها الشاعر ُ الغريب
ذقت ماء العراق
ودمي فيه برّ! الجنوب
فبكت ....فبكيت
ليتني أستطيع غير البكاء)
يتراءى لي الشاعر محمد حسين المطلبي وقد أغترف غواية الغربة في نيجيريا فتذكر العراق ودجلة وتحول الى نهر من حنين لم يقل ما قاله ابو فراس الحمداني عن ورقائه :( أيضحك ُ مأسورٌ وتبكي طليقة ٌ) إنما وحد البكاء الشاعر وورقائه ورأى العراق في الغربتين غربة الروح وغربة الوطن وتمنى أن يعثر على مصباح علاء الدين بدون جدوى
يمتاز إسلوب الشاعر ( محمد شمسي){ كنيته الفنية} بإسلوبه السهل الممتنع مستعينا بالرمز تارة وبالآستعارة في إنسابية مرهفة بعيد ا ًعن الحشو والخطابة والسرد النثري محافظا ً على الإيقاع الموسيقي الذي يحمله الى ضفة العنادل
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
له ديوانان : هما طوفان الشمس بالكلمات ، ودم الشجر الساحلي الذي تناولت منه قطرة من نهر صافي أوسع من المدى
كما إن له في أدب الرحلات والمغامرات :(ألف ميل بين الغابات )وكتاب (كوميديا الزواحف) وكتب للأطفال
عبد الوهاب المطلبي



#عبد_الوهاب_المطلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقصُ في أروقة ٍمتجمدة
- وكفى لا أطلب ُ نهرا ً أن يقفز فوقَ البستان
- الزحف ُ في مقاسه ِ المقدس
- محطتنا الأخيرة ُ كيف نمشيها؟
- أي لون العشق يجري في دمي?
- المعبد ُ قد خان الله
- سواحل الحزن الأزلي
- إبتهال في تراتيل الدعاء
- فلقة ُدنيا ومنابتُ آهات
- لا تستغرب ْ
- عواء ُ قصيدة يأس ٍ ٍ هاربة ٍ
- ألا تستحون؟؟؟
- فرحٌ يبحثُ عن داعية ٍ لبواكي
- وفي التجهيل علم ٌ وابتكارٌ
- يتعامدُ قمرٌ فوقَ منائر كوثى
- المئذنةُ طاقةُ إخفاء
- دقات طبول ٍ إسطوريه
- معابدٌ من رخام ِ الدماء ِ
- مجزرة الجيزة
- العينُ الثالثةُ تتنفسُ تحت سطح مياه الأحلامِ


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب المطلبي - قراءة في تراتيل الإبتسامة في قمقم الحزن لدى الشاعر الراحل محمد شمسي)