أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - لماذا تثور الانبار ؟














المزيد.....

لماذا تثور الانبار ؟


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 03:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفلح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كبح جماح الاحتجاجات الشعبية التي شكلت كابوسا مرعبا له، وحالت دون انجاح مخطاطاته، خصوصا تلك التي لها ارتباط بالانتخابات النيابية القادمة، والتي سيدخلها عاريا من أي دعم، اللهم عدا الدعم الايراني الذي حصله خلال زيارته الاخيرة لطهران.

فالهوة الكبيرة التي تفصله عن التيارات السياسية الاخرى خصوصا التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، والمجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم، تحول دون ترشيحه لرئاسة الوزراء مرة اخرى، اضافة إلى اتساع الفجوة ما بينه وبين زعيم اقليم كردستان مسعود برزاني، والذي بات أكثر استقلالية عن حكومة بغداد، وداعم حقيقي لمظاهرات البلاد.

كما لم تفلح سياسة الاعتقال، والتهريب بوجه عشائر محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية، والتي استلذ كثيراً في تهميشها،ولاحاطة هذه الثورة واجتثاثها من جذورها لما لها من تهديد على مستقبله ومستقبل مشروعه ذو الارتباط الاقليمي، كان ولابد من مد يد الجيش العراقي للمنطقة، وضرب الاعتصامات المناوئة له، بحجة أن التنظيمات الجهادية التابعة لللقاعدة تسيطر على المحافظة، وتعيث بها فسادا، قد يكون هذا جزء من الحقيقة، لكنها ليست كاملة.

فإلى الان كل المحاولات التي تفتق عنها عقل المالكي سارت عكس رغبته، لذا هو يحاول جاهداً الظهور بمظهر “ رجل القوى “ فبدلاً من أن تخبو المظاهرات، ازدادت اشتعالاً، واتساعاً، وعملت على زيادة العمليات المسلحة.

بهذاالصدد يقول الدكتور حسن البراري - استاذ العلاقات الدولية في جامعة ييل -: إن الانتخابات القادمة تستدعي اللعب على الورقة الامنية، وهذا ما يفسر الانسحاب التكتيكي للجيش العراقي من محافظة الانبار في 31ديسمبر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف، ثم تأكل التحالف الشيعي والانضمام حول المالكي، الامر الذي دفعه إلى توظيف الورقة الامنية، وفي كلتا الحالتين، اللعبة متعلقة بالانتخابات، خصوصاُ بعد أن زار المالكي إيران للحصول على الضوء الأخضر لولاية ثالثة.

والى جانب ورقة الانتخابات التي رماها المالكي على الطاولة، وبات يناور من خلالها، هناك ورقة الاصوليات الدينية، والتي تمثل الدينمو المحرك لهذه الانتخابات، واستخدامها ضرورة لانجاح المخطط.

في خضم هذه الاحداث، أعود واستذكر دعوات مستشار الأمن القومي الأمريكي " زبغينو بريجنسكي " التي تضمنها كتابة “بين عصرين ” والذي دعا فيها ألى الاعتماد على الاصوليات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاويا الدين، لتحقيق أهداف القوى العظمى ومشاريعها للمنطقة.

بمعنى أن اللعب على وتر الدين هو المدخل الأنسب لتنفيذ المشاريع التي تخطط لها القوى العظمى للمنطقة.

لكن هذا لا ينفي القول ان ثمة أسباب أخرى لها دور في اشعال ورقة الانبار في وجه نوري المالكي، لها اتصال بدعمه المتواصل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا ما يتعارض مع سياسة عشائر المنطقة ذات الاغلبية السنية، سيما وأنها جزء من المشروع وأحد بيادقه، والتي ترفض تمرير مخططات المالكي ومشاريعه ذات البعد الايراني الذي يحول دون انجاح المشاريع التقسيمية للمنطقة كما يراها البعض.

مع هذا يمكن اعتبار هذه الأسباب ثانوية، تدعم السبب الرئيس، وتحاول انجاحه لاتصاله بإعادة إنتاج شروط جديدة للحوار في المنطقة، خصوصاً، بعدما فشلت واشنطن، وحلفائها في كسر القبضة الحديدة للتحالف السوري الايراني العراقي الروسي.

لذا، كان ولابد من اطلاق شرارة جديدة تعيد انتاج الخيارات والخطط بما يخدم صالح القوى العظمى، والاعبين الاقليمين ومخطاطاتهم، لزادة الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، وفي حال نجاح هذه الخطوة، فأنها ستتبع بشي يعتمد سياسة الزحزحة والاستبدال في الحدود والمناطق، تتلاقي مع الخرائط التي سربها البنتاجون للمنطقة، والتي تراه دولا مقسمه، وأخرى جديدة.

لكن المؤسف في الأمر هنا أن الدولة الوحيدة في المنطقة التي ستكون ذات قدرة كبيرة على الإدارة هي اسرائيل (الكبرى). بمعنى أن كل هذه التشكيلات القديمة والجديدة، ستكون تابعة لتل ابيب، وتحت امرتها.

اذن الامر لا علاقة له بالمطالب وبالتهميش، كونه ذو بعد اقليمي، بقدر ما له علاقة بالمشاريع وسيناريوهات الدولية للمنطقة تحت عنوان “الشرق الاوسط الجديد”.

لذا يمكن القول: إن التوظيف الخطير الذي جر اليه المالكي نتيجه تسرعه أولًا، وطمعه ثانياً، سيكون سبباً في اشعال العراق بصورة أكبر من تلك التي رايناها سابقاَ أبان الاحتلال الامريكي له.

المشهد الجديد سيطال شروره الجميع، سيدفع ثمنها الجميع، سيما وان الاحداث ستمتد لتشمل كافة مناطق العراق، ولن تبقى محصورة في محافظة الانبار ومحيطها.



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخدام المفرط للقمع المعنوي
- وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !
- علاء الفزاع : بين التضييق المحلي والفضاء الدولي
- لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة
- سنترحم على حكومة النسور إن رحلت
- جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود
- حدود .. وقود .. صراع
- ضربة محدودة لدمشق أم واسعة لطهران
- حتمية الصراع المصري السعودي
- فشل استخباري
- كلمة حق في إخوان الأردن
- في الأردن: منسف وخبز وكحول !
- جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي ؟
- سنرفع على أي حال !
- كرات الغوالف والجاسوسية الأمريكية !
- مجتمع الكراهية
- الرأس الأردني والذيل القطري .. إعادة ترتيب الملف السوري
- مسمار المخابرات .. مطرقة الملك عبد الله II .. وصناعة النمو
- إلى السفير البريطاني في الأردن : أرجو ايصالها إلى الأمير تشا ...
- أكتب من أجل الأردن و ال -Tanks Think


المزيد.....




- لحظات تحبس الأنفاس لطفل يختنق بطماطم يحمله رجل مذعور وسط مسا ...
- ليست وجهة للاسترخاء فقط.. جزر سيشل تعيد تعريف السفر المستدام ...
- بعد 21 يوما على وفاته.. الإعلان عن موعد جنازة صبحي عطري
- -الأخ العزيز-.. رئيس وزراء باكستان يشكر أردوغان على الدعم
- -لا أريد جرح مشاعر أحد-.. ترامب يخطط لتغيير تسمية أمريكا للخ ...
- هجمات المسيّرات في بورتسودان تحولها من ملاذ إلى ساحة رعب
- -الجوع هو الشعور الأقذر في الكون-، فلسطينيون يقضون أياماً بل ...
- جدل ديني واجتماعي كبير عقب رفع فتاة الآذان بأحد مساجد القاهر ...
- ألمانيا تحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاما ...
- -وول ستريت جورنال- تتحدث عن خطة الشرع لكسب الدعم الأمريكي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - لماذا تثور الانبار ؟