أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - حدود .. وقود .. صراع














المزيد.....

حدود .. وقود .. صراع


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خالد عياصرة – خاص
أحد أهم التعازي التي تفتق عنها العقل العربي الحديث نتيجة متوالية الاحتلالات الصهيونية الإسرائيلية للأراضي العربية تلخص بشعار الصراع مع اسرائيل " صراع وجود لا حدود"، مثله مثل تلك المصطلحات التي أطل علينا بها جهابذة السياسة، كتعبير عن احتلال فلسطين، لتختصر وتصغر وتبسط بحدود " نبكة ، 1948 ونكسة 1967، لا تعترف بالهزيمة تاريخية واخلاقية شاملة، تمتد من المحيط الغائب إلى الخليج الفاجر.
ومن أجل اكتمال المشهد المأساوي، اختصرت كل مصائب الفلسطيني وثقافته وانسانيته وحقوقه بـ"التغريبة" جسدتها اتفاقيات أوسلو ومدريد 1991، وها هي تنطلق من جديد الأن.

المبكي في ذلك، هو القاسم المشترك بين كل هذه الأحداث المفصلية، باتكالها على اسلوب الاختزال والتصغير، ففلسطين من " المي إلى المي " أسقطت منها أراضي 48 مع سبق اصرار وترصد، ولم يطالب بها أحد، لتركز اكاذيبهم على أراضي 67، لضمان وجود اسرائيل كمخلوق سرطاني في الخاصرة قابل لتمدد والانتشار، ومن ثم تبع ذلك اختزالها بغزة، رام الله، ومن ثم غزة منفصلة، وضفة مقسمة، تتأكل جهاراً نهاراً، ويستمر المسلسل!

لهذا يمكن القول إن: شعار "صراع وجود لا حدود" مهما كان عظيماً، فإن الحدود التي تقوقعت خلفها الانظمة العربية بالأمس، أخذة بالتلاشي شيئاً فشيئاً اليوم، لتأكيد وجود كيان مغتصب يبحث عن تامين نفسه خارج حدوده، بل هو لا يعترف بالحدود أصلاً، ولا بوجودها، بقدر اعترافه بقوة طائراته ومدى صواريخه ومشاريعه وافكاره!

تزييف خرائط أم زحزحة حدود

إذا كان الصراع الاممي الدائر في سوريا الأن جعل الناس تهرب من بيوتاتها وجحيم الأسلحة خوفا من الموت، صوب الحدود. فأن الحدود لا تعدوا أن تكون قنبلة موقوته لا أحد يعلم موعد تفجرها، لأسباب أهمها:
أولا ً: الحدود عامل ضغط في اوقات الازمات على المرسل والمستقبل.
ثانيا: تشكل نقطة استغلال يمكن التلاعب بها من قبل الجهات كافة صالحها، ويشترك بهذا، الانظمة، المنظمات، الأفراد.
فمن جهة يمكن استغلال وجود اللاجئين لجلب المساعدات المالية للدولة المستقبلة، ومن جهة اخرى يمكن تجنيدهم لصالحها، كما يمكن للنظام - مثلا السوري - استغلال هذا الوجود باعتباره تهديداً مباشراً، وهذا يعني ضمنيا، اعتبار دول الجوار عدو يتوجب استهدافها.
ثالثا: انتقال الحدود من حاله الهدوء والوئام بين الدول إلى خانة التداخل والصراع، ما يعني اعتبارها حقل الغام متفجر عابر لها معرض في أي لحظة للانفجار.

فواصل جغرافية
الناظر لخارطة الدول التي تحيط بإسرائيل اليوم، يجد هذه الحدود العامل الاكبر لتأمينها، بصورة لم تتوافر لها عبر تاريخها الصغير.
فمن جهة مصر تم تأمينها بواسطة عازل جغرافي حُيد تماماً بمجرد توقيع معاهدة كامب ديفيد، ومسؤولية حمايته منوطة بالدولة المصرية لا غيرها.
عين الأمر تكرر في الجنوب اللبناني ونتائج حرب تموز ، والتي وأن هزت صورة العدو الصهيوني إلا أنها فعلياً عملت على تأمينه.
الأمر عينه يتكرر و سيتكرر غداً في سورية ان سارت الرياح كما تشتهي سفن الغرب واشرعة بعض الانظمة العربية، الراغبة بتأمين اسرائيل، قد يقول قائل ماذا عن الحدود الأردنية الإسرائيلية، إلى لهؤلاء نقول: بالأصل هذه الحدود موسومة فقط على الخرائط، لكنها واقعياً الأكثر أمناً وتنسيقاً وهدوءً مع أنها الأطول والأكثر عرضة للتهديد، وهذا مرتبط بطبيعة الدولة الاردنية ووظيفتها الامنية الإدارية للمنطقة !

لذا من السذاجة الاعتقاد أن إسرائيل مجرد جزيرة محاصرة و مهددة في وسط محيط متفجر، فالحقيقة الأكبر واشمل كون إسرائيل اليوم ليست إلا جزيرة أمنة بمحيط متعاون، فقلعة تل أبيب محروسة بعساكر عرب !
طبعا الحجة الجاهزة لدى الأنظمة العربية ومؤسساتها لتبرير افعالها تقوم على مراعاة المصالح الوطنية العليا والتي تتمثل بحماية الوطن والشعب والدولة !

مناطقة عازلة سورية

بمجرد انتهاء تهديد العدوان الأممي على سوريا والذي قادت ناصيته واشنطن و" جوقة التخريب العربي " وبعد تحييد السلاح الكيميائي الأهم، عاد هؤلاء يعزفون لحن إنشاء منطقة انسانية عازلة ! في الجنوب (الأردن) والشمال (تركيا) السوري، لا حماية للاجئين كما يروجون، بل من أجل إنتاج شروط تفاوضية مؤكدة، تعوض ما خسروه خلال الأشهر الماضية كوسيلة لغاية انتاج مشهد امريكي قادم لتسوية اقليمية شاملة تتخطى حدود دمشق المضطربة إلى قلب اسرائيل الأمنة، بموافقة فلسطينية يقودها عباس وزمرته، ورضوخ دول الجوار الإسرائيلي، للإرادة الأخيرة.

إلى جانب كل هذا ألا يعني فرض منطقة حظر جوي ضوء أخضر لاستمرارية القتال على الأرض السورية، ما يتطلب زيادة جرعات الدعم (المال و الاسلحة ) لمقاتلي المعارضة متعددو الجنسيات.

عملياً، عمان ستكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن المنطقة العازلة، ما يشكل خطراً على استقرار النسبي الذي تنعم به، والذي إن اهتز فمن الاستحالة بمكان السيطرة عليه، واعادته إلى مستواه الطبيعي.

أضافة إلى ذلك، إن العمل على إنشاء منطقة عازلة يزيد من اعباء الدولة، التي تعاني أصلاً شحاً في الموارد، وشحاً في المساعدات الدولية عامة والعربية خاصة، لارتباطها بتقديم تنازلات تتوافق مع رغباتها الجامحة.

لا شك أن خطوة متسرعة يُجبر عليها النظام الأردني اعتمد سياسة " الحياد المصلحي " خلال عمر الأزمة السورية قد تؤسس لحقل متفجر لا يملك أحد ترف التنبؤ بنتائجه.


اسرائيل قابلة للتمدد

هنا، ستنتهي الشعارات من وزن الريشة "صراع وجود لا صراع حدود " فبدلاً من الوجود الذي بات حقيقة مطلقة غير قابلة للتغير في المدى المنظور، تقدمت الحدود لتشكل عامل تأمين لقلعة اسرائيل، وسلاح استراتيجي لا يستهان به، تهدد به من فوق طاولة المفاوضات الجارية على بقايا فلسطين.

سيما وأن اسرائيل لا تنظر إلى نفسها باعتبارها وحدة واحدة وفق نظريات الجغرافيا السياسية وإنما تعتبر نفسها جيوبوليتيك عضوي ومجال حيوي متحرك قابل للتمدد والتطور.



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة محدودة لدمشق أم واسعة لطهران
- حتمية الصراع المصري السعودي
- فشل استخباري
- كلمة حق في إخوان الأردن
- في الأردن: منسف وخبز وكحول !
- جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي ؟
- سنرفع على أي حال !
- كرات الغوالف والجاسوسية الأمريكية !
- مجتمع الكراهية
- الرأس الأردني والذيل القطري .. إعادة ترتيب الملف السوري
- مسمار المخابرات .. مطرقة الملك عبد الله II .. وصناعة النمو
- إلى السفير البريطاني في الأردن : أرجو ايصالها إلى الأمير تشا ...
- أكتب من أجل الأردن و ال -Tanks Think
- إلى سماحة مفتي المملكة الأردنية الهاشمية ... أسئلة برسم الإج ...
- هل تكتمل أضلع المثلث الأردني بدخول الإخوان على الخط ؟
- في الأردن الاحتفال بعيد ميلاد الملك إذ يكون طريقا للنصب والا ...
- معارضة التسحيج... انفصال ممنهج عن الواقع الأردني
- الانتخاباتالأردنية بين رسائل الخارج والداخل
- المال الفاسد ورصاصة الرحمة والهيئة المستقلة للانتخابات !!
- أوراق الملك عبد الله الثاني: مثالية التنظير.... واقعية التطب ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - حدود .. وقود .. صراع