أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - معارضة التسحيج... انفصال ممنهج عن الواقع الأردني














المزيد.....

معارضة التسحيج... انفصال ممنهج عن الواقع الأردني


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المعارضة في كل دول العالم التي تحترم مشروعها تعتبر طريقا أخر للحب الاوطان، الا في بلادنا العربية التي تعتبر دربا للتخوين والعمالة والهدم.
في أمريكيا مثلا: يتصدر الحزب الديمقراطي مشهد ما يمكن تسميته "الموالاة " اليوم، في حين يقبع الحزب الجمهوري في خانة " المعارضة " لكن أي منهما لا يتهم الأخر بالعمالة للخارج أو تبني مشروع يهدم البلد. هذا ناتج عن احترام الأطراف كافة لبعضها البعض، لإيمانهم المطلق " بتداول السلطة " فمن هو معارض اليوم سيتحول إلى موالي في الغد، والعكس صحيح، إلى جانب اعتماد كل منهما لبرامج وطنية واضحة، لذا لا يقوم أي طرف باتهام الأخر !
أردنيا: الأمر يختلف فما يطلق عليه معارضة، هم بالنسبة للطرف الأخر " النظام " مشاريع للخراب والهدم، مع أن الواقع لا يقول ذلك، فالمعارضة في الأردن لا وجود لها، وهذه كذبة يتم تقديمها والترويج لها في الخارج، فالموجود ليس الا شخصيات بعدد اصابع اليد الوحدة قادرون على استثارة الشعب، من أجل امتصاص غضبهم، لكنهم حتما لا يوجهونه صوب الطريق الصحيح الذي يؤمن بالتشاركية المجتمعية لا الشخصنة والفردية المرتبطة بشخوص المعارضة لا برامجها.
لننظر مثلا إلى العديد من الاعتصامات والمظاهرات التي خرجت بها " بعض " أطياف المعارضة ستجدهم يسيطرون على كل شيء، من السماعة إلى السيارة إلى الشعارات إلى الخطابات إلى البيانات، وإن حاول البعض المشاركة في اعمالهم، فأن النتيجة تكون اخراجهم من دائرتهم، الحجة في ذلك تأتي وفق منطق " نقطة نظام " !
عودة إلى "المعارضة " التي قلنا أنها فردية تقوم على "شخص" أو تداولية تقوم على اشخاص تحيط بهم دائرة مغلقة لا تسمح بدخول الأخرين اليها. هؤلاء باتوا يشكلون عبئا على الشعب الذي اقترب من كشف زيف ادعاءاتهم، التي لا تختلف كثيرا عن اكاذيب النظام، لا بل هؤلاء يؤكدون مرة بعد مرة على خطوات النظام لاعتمادهم استراتيجيات المراقبة من بعيد دون التورط في المشاركة، لننظر إلى احداث ما سمي "هبة تشرين " التي تحرك بها الشعب الأردني عن بكرة أبيه، دون أن يدعم من المعارضة التي غابت واختبأت، وكأنهم يقولون : نوافق ضمنيا على خطوة الحكومة، لذا لن نتدخل في الامر، الامر تكرر في الاعتصام الذي اسقطه رئيس الجبهة الاردنية للإصلاح دولة أحمد عبيدات !
هذه الاساليب الاقصائية عملت على " انتفاض " بعض الشخصيات المعارضة لتخرج للعلن رافعة بيدها مبادرة "زمزم " لأنها كشفت اللعبة وخيوطها، لكن هذه لم تلاقي آذانا صاغية، بقدر ما لقت هجوم شنه "رحمها " الذي انفصلت عنه. من أجل هذا لابد العمل الجدي لإيجاد ارضيات تشاركية لإنتاج قوى معارضة لها برنامج واضحة، مرتبطة بالداخل غير مؤمنة بالخارج ومشاريعه، برنامج لا غموض فيها، يقصي كل المصابين المشبوهين، هذا أن أردنا فعليا إيجاد قوى مضادة قادرة على فرض شكل من أشكال التغير السياسي.
طبعا، لتطبيق هذا لابد من قواعد متفق عليها، تعتمد الحوار، تحترم كافة الاطراف بهدف التواصل والتنسيق فيما بينها بعيدا عن فرض الرؤى الفردية السلطوية، فالجميع شركاء في الوطن لا اجراء.
في الماضي نجحت لدولة في احتواء "المخالفين لها " خصوصا تيارات الاسلام السياسي، باعتماد اساليب الترضية اثبتت جدواها وفاعليتها، حمت البلد من مصائب اكيدة منذ عودة الحياة الديمقراطية عام 1989م. كما ظهر جليا في نتاج الانتخابات الاخيرة التي رفعت من شأن جزء من تيار اسلامي الخامل" الوسط " واسقطت جزء اخر، فقط لان الاخير رفض الانصياع لمطالب النظام " الاخوان "، لأنها وجدت فيه "معارضة لا جدوى منها " لا تلبي طموحاته، ومشاريعه.
فهل تمتلك المعارضة الأردنية اليوم مشروعا ديمقراطيا، أم تراها تؤمن بالأنموذج المصري الذي جاء إلى السلطة دون مشاريع أو برامج لتتعامل مع الوضع في الداخل وفق محاور كل يوم بيومه ، مع غياب استراتيجية حقيقية له، هذا اسهت في إيصال البلد غلى اتون اضطرابات لم تهدا نيرانها إلى الان.
الانتخابات الاخيرة جاءت عكس رغبة التيارات المعارضة، على الرغم من كل المصائب رافقت العملية، فمجلس النواب بات حقيقة والحكومة القادمة والتغيرات كلها ستاتي عكس رغباتهم، دون ان يقوى هؤلاء على تغير هذا الواقع، لا جراء ضعفهم، بل بسبب فرقتهم، وتحول الغالبية العظمى مجرد ظواهر صوتية تأخذهم نشوى الميكروفونات و "التسحيج " !
تجدر الإشارة إلى أن المعارضة الأردنية، تشبه حد كبير القوائم الوطنية، من حيث ايمنهما المطلق بضرورة الرفع المستميت للقائد "المعارض" و " المرشح " حتى إن تطلب الأمر اسقاط كل من يقف خلفهم ويدعمهم !
يخطي من يظن وجود معارضة في الأردن، يمكن الرهان عليها اليوم، لكن هذا لا يعني غياب " أفراد معارضين " أخذهم التنظير إلى حدود الانفصال عن الرأي العام الأردني !
لكن، ماذا لو توحدت المعارضات الفردية، تحت بند المعارضة واحدة، وخرجت بمشروع توافقي وطني، هل تحتمل الدولة هذا الأمر، وهل من الممكن اعتماد سياسات الاسترضاء والاحتواء ؟
وهل حقا يملك الأردن مخزون استراتيجي "معارض" يمكن الاستفادة منه وقت الحاجة، اترك الاجابة إلى شريط الأحداث وامكانية استعادتها.



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخاباتالأردنية بين رسائل الخارج والداخل
- المال الفاسد ورصاصة الرحمة والهيئة المستقلة للانتخابات !!
- أوراق الملك عبد الله الثاني: مثالية التنظير.... واقعية التطب ...
- وطن بديل ام كونفدرالية .. ربيع إسرائيل القادم !
- القرب المكاني للموقع الجغرافي وبعد الزماني للقرار السياسي ال ...
- في الأردن !-معك المخابرات العامّة - المدير يريد رؤيتك-
- فوضى الالتزام تخيم على عمان !
- لماذا لا يوجد لدينا رامي مخلوف اردني ؟
- سري للغاية .... القوات المسلحة الأردنية
- أيام الأردن الصعبة ... و رعونة إسرائيل
- حراك سلبي خرب للأردن !
- إسقاط الشعب إصلاح الشعب !
- وطن كبير بحجم مخيم !
- هل يكون البنك العربي أداة لإبتزاز الأردن
- عندما تنطلي اللعبة على العشائر الأردنية
- إلى الشبيحة الإفتراضيون في الأردن : هانيا فراج و فارس حر ولا ...
- أزمة سياسية أردنية وحوار ضروري
- هل شاهدتهم هذا الفيديو .. يا مسؤولي الأردن ؟
- كابوس الحكومة ورعب في الشمال الأردني
- - كوريدا -مجلس النواب الأردني وسيطرة -ماتادور- الثيران عليه ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - معارضة التسحيج... انفصال ممنهج عن الواقع الأردني