أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !














المزيد.....

وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الرئيس الأمريكي باراك اوباما في معرض رده على القادة الاوربيون قائلا :" أنتم تتجسسون كذلك" وكأنه يعني، إننا نتحدث لكم بلغة تفهمونها جيداً، إذن، لا فرق بيننا.
هذه المرة الثالثة التي يتم الكشف فيها عن اساليب عمل وكالات الأمن الأمريكي، وأهم اسرارها، الأولى قادتها تشلسي ماننغ التي سربت وثائق الجيش الامريكي، وسجنت على إثرها 35 سنة، والثانية أطلقها جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس، اللاجئ في سفارة الاكودور في لندن، والثالثة دشنها ادوار وسنوون، المستشار السابق في الوكالة الأمن القومي الأمريكي المعروفة بـ ANS.
الوكالة خاضعة لإشراف وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وهي واحدة من من بين 12 عشر جهازاً استخباراتيا مخصص لجمع المعلومات، بمختلف الطرق وتحليلها، غالبية هذه الاجهزة يسيطر عليها البنتاجون، من حيث الإدارة والتخطيط والتنفيذ.
هذه السيطرة وما نتج عنها من قوة مرعبة للاجهزة ازدادت بعد احداث 11/9، البعض يقول: إن الأجهزة اعتمدت تطبيق نظرية نائب الرئيس الامريكي الأسبق ديك تشيني الوقائية، القائلة: " يجب التعامل مع احتمال بنسبة 1% على أنه حقيقة، وأن الدليل القاطع سواء أكان من حيث النوايا أم القدرات، هو نقطة إنطلاق حتمية". لذا منحت الوكالات بأنواعها الضوء الأخضر للقيام بكافة الاعمال لحماية الامن القومي الوطني، حتى وأن تعارض ذلك مع القانون والاخلاق.
عالم يتجسس على بعضه
ما يدعو إلى الدهشة هو مفاجئة التي اظهرتها دول العالم لدى الكشف عن الوثائق، مع أن الكل شريك في هذه الاعمال، بصورة أو بأخرى، وهي ليست وليدة اللحظة، وأبداً ليست اختراعا جديدا، يدعو إلى المفاجئة، وحتماً لا اقبية المؤامرة.
كما هذا لا يعني أن واشنطن كسبت في خطوتها التي شرعت وجودها واهميتها بالنسبة لأمنها الداخلي، ربحت كونها اسفرت عن خسارتها لأصدقائها وحلفاءها، خصوصا في القارة العجوز.
هذه الخسارة حسب نظر واشنطن يمكن ترميمها من جديد، لكن المعلومات الامنية التي تحول دون تنفيذ التهديدات، والمعلومات الاقتصاية التي تمنع رسو صفق تجارية على منافس قوي لها، اهم من الصداقة، فالمصلحة الذاتية بالنسبة لها ما يسيرها لا غيرها.
الإيجابيات القاتلة
فالتردد يمكن أن يقتلك، ما يعني وقوع المصائب على راسك لأنك لم تبادر لاتخاذ القرار الصائب حتى وأن كان يتعارض مع القانون والاخلاق!
العالم يتساءل الأن لماذا تتجسس امريكا علينا، مع أنه يعلم مسُبقا بذلك، فواشنطن كما غيرها تفعل ذلك، والجميع يعلم أن الاستخبارات تعتمد التجسس، وسرقة الأسرار أو ما يدعوه العالم بـ " تحليل كل المصادر" كمنهج لعمل الأجهزة.
لكن على الرغم من المؤشرات الحساسة، والعميقة التي اربكت واشنطن، يمكن القول : إن طريقة عمل وكالة الامن القومي الامريكي كما غيرها من الوكالات مع دول العالم تشكل صورة حقيقة للوجه الامريكي الباحث عن الامن الحقيقي لداخله حتى على حساب اصدقائه وحلفاءه.
صحيح، أن الإدارة الامريكية تسقط في فخ الضغط، ويغيب عقلها عن التفكير الحقيقي، ما يجعلها تتكل على الكذب، والنفاق، والتجسس، واخفاء الحقائق، لحماية أمنها، ما يجعل الاخرين ينتقدونها وتصرفاتها، وقد يعتبر البعض أن ذلك فشلا فشلً، لكنه حتماً يعتبر انجازاً وتفوقاً في نظر وكالات الأمن 12 .
من هذه النجاحات، يمكن اعتبار أن خطوة وكالة الأمن القومي ANS في نظر بعض حلفاءها خاطئة، لكنها ضرورية، بل مصيرية وفق نظرية ديك شيني المعروفة 1%، التي تتبناها الادارة في واشنطن، وهذا ما يمكن وصفه، بالإيجابيات القاتلة.
اسرار وابتزاز
تصرفات واشنطن المعتمدة على التجسس كوسيلة لمعرفة الاسرار، الحكومية و الشخصية للقيادات والمسؤولين بكافة مستوياتهم، والافراد في شتى بقاع الدنيا، يعتبرها البعض طريقا لممارسة المساومة، والتهديد في حال تقاطعت مصالح واشنطن مع مصالح دولهم، لذا هم مرعوبين منها.
الغريب، مع كل هذه الضجة التي شهدها العلم، لم يسمع احداً ملكاً او أميراً أو رئيساً عربياً، يعترض على أفعال وكالة الأمن القومي SAN بالتجسس على اتصالاتهم الشخصية ودولهم وشعوبهم، فهل الدول العربية بهذا تعدُ جزءاً من البرامج والانظمة التجسسية لوكالة، لذا أثرت الصمت، على الاعتراض الذي قد يحمل فضائحاً مرعبةً تهزُ تسقط عروشهم.
ختاما: من المعيب جداً أن لا تكترث امريكا لأثر تصرفاتها الاستخبارية على حلفاءها، ما يؤثر على مصداقيتهم أمام الرأي العام في دولهم، كما يعني عدم الاكتراث بطبيعة العلاقات التي تربط واشنطن بدول العالم، التي تنظر لها وكأنها كتلة واحدة، لا تمايز فيما بينها ولا تفاضل، فما الفرق مثلاً بين افغانستان والمانيا في هذه الحال وفق نظرة واشنطن المستمدة من رؤية وكالة الأمن القومي.



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء الفزاع : بين التضييق المحلي والفضاء الدولي
- لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة
- سنترحم على حكومة النسور إن رحلت
- جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود
- حدود .. وقود .. صراع
- ضربة محدودة لدمشق أم واسعة لطهران
- حتمية الصراع المصري السعودي
- فشل استخباري
- كلمة حق في إخوان الأردن
- في الأردن: منسف وخبز وكحول !
- جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي ؟
- سنرفع على أي حال !
- كرات الغوالف والجاسوسية الأمريكية !
- مجتمع الكراهية
- الرأس الأردني والذيل القطري .. إعادة ترتيب الملف السوري
- مسمار المخابرات .. مطرقة الملك عبد الله II .. وصناعة النمو
- إلى السفير البريطاني في الأردن : أرجو ايصالها إلى الأمير تشا ...
- أكتب من أجل الأردن و ال -Tanks Think
- إلى سماحة مفتي المملكة الأردنية الهاشمية ... أسئلة برسم الإج ...
- هل تكتمل أضلع المثلث الأردني بدخول الإخوان على الخط ؟


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - وكالة الأمن القومي الأمريكي: خارج إطار الشك !