غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 10:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تــحــيــة... أمــا بــعــد... نداء آخـر...
نــداء لجميع السوريين والأحـرار في العالم...
نحن السوريون. كم عددنا في فرنسا؟.. في أوروبا؟.. وفي العالم؟... سـوريـون أو من أصل ســوري؟؟؟... حتما.. ملايين.. وملايين.. وملايين. هاجرنا نهائيا من بلد مولدنا سوريا.. من خمسين أو من ستين سنة وأكثر.. وخاصة بهذه السنوات الثلاثة الحزينة المنكوبة الأخيرة. منا من يأمل بالعودة... منا من لا يحلم ولا يفكر إلا بالعودة.. ومنا من استقر نهائيا, وحرق آخـر سفن العودة. ولكننا كلنا ــ حــتــمــا ــ نرى ونشاهد أحيانا بشكل مباشر الفظائع اللاإنسانية التي يعانيها أهالينا على أرض مولدنا أو التي ولد بها أهالينا أو أجدادنا... منا من يغلي دمه فورا.. ويتمنى أن يكون هناك ويشارك ولو على حساب حياته كل ما يجري ويتحمل الأخطار والحرمانات المباشرة.. ومنا من يحاول إرسال حوالة أو طرد معونة بطرق صعبة مختلفة, بسبب استحالة المواصلات مع هذا البلد المنكوب المعزول.. نتيجة الأمبالاغو Embargo الأممي والعرباني الآثم ضد ســوريا وشعبها... وخاصة الحرب التي تشنها مختلف التجمعات القتالية الإسلامية على الأرض, قاطعة غالب الطرق بين المدن والقرى السورية والتي شــلـت غالب التحركات والمواصلات...
نرى أهلنا يموتون كل يوم ألف ألف مرة.. بلا ماء.. بلا كهرباء.. بلا دواء... مدن وقرى منكوبة.. المدارس والجامعات مغلفة.. والمصانع كلها نهبت وسرقت ونقلت إلى تركيا المجاورة, والتي ساهمت حكومتها الأردوغانية الإسلامية بالقسم الأكبر من تفجير هذه الأزمة, فاتحة مشجعة مدربة ممولة غالب هذه التحركات الإسلامية ضد سوريا وشعب سوريا, مع المملكة الوهابية وأمارة قطر وبعض الدول الخليجية النفطية, بــأشــراف وتوجيهات مخابراتية أمريكية وبريطانية وفرنسية.. وإعلام مــعــتــدي آثــم مغروض كاذب مفتوح لتدمير هذا البلد.. والذي لم تــع سلطاته خلال خمسين سنة من حكم عائلي نائم غائب عن الأخطار والمؤامرات التي ترسم ضدها... فاتحة عن غباء أو فساد جميع الأبواب والنوافذ والطاقات والخنادق والمزاريب لهذه الجحافل الإسلامية العجيبة الغريبة بلحاها المغبرة, وفظائعها اللاإنسانية, راغبة إغراق سوريا بالدم والتحجر والعودة إلى عصور العتمة والظلام والجهل والجهالة خمسة عشر قرنا إلى الوراء.. بلا أمل ولا أية حضارة.........
إذن علينا نحن ملايين السوريين الذين نعيش في العالم خارج ســوريا.. أن نتحرك ونتحرك بصوت عال واضح أكيد.. وأن نوحد جهودنا.. بواسطة رابطاتنا الثقافية المتعددة في العالم.. بواسطة الجامعيين والآكاديميين والمثقفين وآلاف الأطباء وجميع العاملين السوريين ومن أصل سوري.. مع ألاف أصدقائنا الأحرار.. في جميع المجالات المهنية والاقتصادية, ألا نبقى مكتوفة الأيادي... مجتمعون.. نحو قوة سلام عالمية.. ببطاقات انتخابنا أينما كنا.. نحن قوة اعتراض على هذه الجريمة اللاإنسانية التي ضربت بلدنا وأهلنا, بلا حساب.. وما زالت تقتل وتفجر وتؤذي وتخرب.
لنكتب.. لنصرخ.. لنتوجه للحكومات المختلفة في البلاد التي استوطنا فيها, طالبين منهم وقف الجريمة ضد سوريا.. لإنقاذ أهالينا من الحرمان والمجاعات والفظائع الرهيبة على الأرض.. ولنغربل دوما المعلومات الكاذبة المغرضة التي تحيكها وسائل الإعلام العالمية التي تهيمن عليها مؤسسات رأسمالية معروفة.. همها الرئيسي اليوم تفجير هذه الحروب الطائفية الغبية التي تحرق المشرق والعالم العربي والعالم الإسلامي.. بلا هوادة...
لنتحول إلى قوة فكر وذكاء.. بدلا من نعاج تعيش وتأكل وتشرب.. مكتفية بما تأمن لها من بساطة وسهولة العيش في بلاد الهجرة... لأنه علينا واجب الحياة لبلد مولدنا وأهلنا ووطننا الأم.. بالرغم من أن بعضنا لا يحمل منه ذكريات ناعمة... من واجبنا ألا نتركه غارقا في عالم العتمة والتعصب الديني والموت... وخــاصــة الاغتصاب العالمي!!!...
حماية لكرامتنا الإنسانية, أينما كنا, لأن الهوية السورية تبقى ملتصقة على جبيننا.. ومن واجبنا كــبــشــر أن ندافع بشكل طبيعي عن أهلنا والبلد التي ولدنا فيها, أو ولد فيها آباؤنا...بالإضافة أن هذه الحرب التي شنت عليها.. خاطئة.. آثمة.. حاقدة.. مغرضة.. مرسومة ومدمرة.. لم تجلب سوى الخراب والدمار والموت. ونحن بوجودنا في بلاد تمارس الديمقراطية.. وبالأساليب الديمقراطية يمكننا أن نساعد وننقذ هذا البلد الذي يــغــرق... ويموت ويحترق.
ليفكر كل منا ماذا يستطيع أن نفعل.. ووسائل الاتصالات الحديثة اليوم في خدمة الإنسانية.. تفتح أوسع الأساليب وأفضلها وأسرعها.. وإن خصص كل واحد منا بضعة دقائق أو ساعات قليلة من وقته.. يمكننا أن نبني معا بصبوص أمل للتأثير على مجاري الأحداث التي تجري بهذه الآونة الأخيرة.. من مشاريع مفاوضات هزيلة أو غيرها..
هذه اليقظة الجماعية ــ نــعــم ــ يمكنها أن تؤثر على مجاري الأحداث والقرارات الأممية وغيرها... والأيام والأشهر القادمة من سنة 2014 سوف تكون حاسمة لموت هذا البلد.. أو ديمومة آمال استمرار حياته... ومن ثم إعادة بنائه على قواعد وتشريعات إنسانية علمانية ديمقراطية...
*********
على الهامش :
تفجيرات في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت...بعد ظهر البارحة...عـشـرات الضحايا... وخراب.. وخراب.. وتفجير.. وأحقاد...
امتداد الموت والرعب والحقد الطائفي الذي يهيمن على المشرق... كسلاح دمار شامل... ضحايا وضحايا في سوريا وفي لبنان وفي العراق.. وفي مـصـر والسودان.. ملحمة الموت التي بدأت من خمسة عشر قـرن... ولم تنته حتى هذه اللحظة... متى سوف يستيقظ النائمون المخدرون بـــقـــات الدين والتعصب... حتى تعود سوريا ويعود لبنان ويعود العراق.. وتعود مصر ويعود السودان.. وهذا المشرق اليائس الحزين المريض إلى الحياة...
بـــالانـــتـــظـــار...........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي وولائي واحترامي.. وللسوريين الأحرار وللمنكوبين في كافة أقطار المعمورة من ســرطانات الطائفية.. أصدق تحياتي وتمنياتي بالحرية والكرامة.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟