آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

آخـر الاشتراكيين... يشحد في مملكة العتمة...
فرانسوا هولاند François HOLLANDE, الرئيس الاشتراكي الفرنسي, بزيارة (شحادة) في مملكة العتمة والظلام, لدى العائلة الوهابية السعودية الحاكمة.. حيث قابل جربا المعارض العشائري الإسلاموي السوري, بالإضافة إلى رمز العشائرية والعائلية والجمود الفكري, سعد الحريري السياسي اللبناني أبن أبيه والذي يحمل جواز سفر سعودي, واللاجئ الأبدي إلى بــاريــس...وتحدثوا عن مصير العالم.. والشأن الــســوري...
جوريس Jaurès) (3 septembre 1859 – 31 Juillet 1914أبو الاشتراكية الفرنسية يهتز في قبره... من هذا اللقاء المخزي.. ألهذه الدرجة انحدرت كرامة الثورة الفرنسية.. ألهذه الدرجة تتشرمط هذه العجوز التي كانت أرقى دولة رائدة فكرية في العالم, موزعة فكرها وثورتها ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.. بزيارة عارية إلى بلد العتمة والتحجر الطائفي, وتوزيع التحجر الطائفي وكراهية بقية البشر.. حتى ما يسمى المسلمين المعتدلين...والممولة الأولى للإرهاب الإسلامي في العالم كله... وفي ســـوريـانـا المنكوبة.......
هولاند هذا الرئيس الذي صوتت له بالانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة, والذي صوتت لحزبه الاشتراكي بكل الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية, وساعدت وعملت جاهدا وبإخلاص بجميع نشاطاتهم الانتخابية خلال خمسين سنة كاملة...لن أصوت لهم بعد اليوم إطلاقا.. طلقتهم بالثلاثة.. بالأربعة وكل ما يحزنون.. بسبب هذا الرئيس الذي باع بلده وعزة بلده للقطريين والسعوديين.. وأشباههم من أعداء الديمقراطية, وعرى نفسه وبلده أمامهم وتحالف معهم على أذية ســوريـا وشـعـبـهـا.
لن أصوت له.. ولقد كتبت له بأنني لن أصوت له ولأصدقائه وأي من حلفائه, رغم أن لي بينهم أصدقاء عدة. وذلك نظرا لعلاقاته العربية المشبوهة, وعدائه المفتوح لسوريا وشعبها.. رغم خطاباته الخشبية أنه يريد تصدير الديمقراطية لهذا البلد.. عن طريق المتسللين السعوديين!!!...
*********
إنني كرهت 2013 وكل ما حملت من مــآس للعالم.. لفرنسا من فقر وبطالة.. ولسوريا من فاجعات ونكبات ومــوت... ومن خطابات فرانسوا هولاند.. وعنترياته الفارغة الجوفاء والتي تــؤخــر هذا البلد الذي أعيش فيه من خمسين سنة وأحبه.. ولا أغيره لقاء الجنة...
أريد لهذه السنة أن تنتهي.. سوف تموت بعد ساعات قليلة وتنتهي... صحيح أنها ســنــة أخرى من عمري أيضا.. ولكنني لا أحبها.. ولم أحب أحداثها...
لن أنتظر أي شيء من السنة الجديدة.. لأنني لا أنتظر الحلول والسعادة من ليلة القدر ولا من الابتهالات إلى السماء كي تــمــطــر سمنا وعسلا.. ولكنني آمـل أن تستيقظ شعوبنا المخدرة النائمة, وتنفض عنها غبار الخدر والانتظار ومن يأخذ أمنا حتى نسميه عــمــنــا, وأن نغير جذور حياتنا الحزينة التعيسة. أن نغيرها بأيدينا. أن نغير جذورها وعاداتها ومبادئها والفساد الذي غــلــف مبادئ حياتنا. وأن نسعى نحو الأفضل. لنا ولأولادنا.. لأن السماء أغلقت من زمن طويل أبواب ألأماني والأحلام. إن لا نبني حياتنا بأيدينا.. سوف تبقى هزيلة مريضة مهترئة منكوبة حزينة...ولن يأتي لنجدتنا لا هولاند ولا أوباما ولا آل سعود ولا غيرهم... كلهم زائلون... ولا خلاص لنا سوى بوحدة السوريين وتــآخ وتلاحم سوري ــ سوري حقيقي متكامل, بعيد عن أي تمزق طائفي أو تحيز مذهبي.. وخاصة الحقد والتعصب الديني المتحجر الذي هيمن على أي فكر سياسي واجتماعي... وأن نفكر كلنا بهذه السنة القادمة.. وكل السنين.. بمصلحة سوريا دوما وأبدا قبل وفوق أية مصلحة.
نحن بحاجة إلى انتفاضة فكرية قومية شاملة... بعد انزلاقنا سنينا طويلة بالبحث عن لقمة العيش وقبول الخنوع والفساد... حيث تركنا الحدود والمعابر والأبواب والنوافذ, مفتوحة لجحافل عجيبة ملتحية مغبرة غريبة, دمرت كل علامات الحياة والأمل وما تبقى من عمران وفن وجمال... نحتاج لمئات السنين من السلام والأمان حتى نعيد بدايات ترميمها من جديد... جماعات قتلت فينا الحياة.. وكل علامات الحياة...
بـآخــر هذه السنة التعيسة الحزينة, ما زال يــهــز خـاطري ويقلقني :
لماذا.. وألف مرة لماذا نتابع قتل بعضنا البعض بهذا العالم العربي والإسلامي... بينما العالم الذي يخترق الحياة بالسرعات النووية, يهزأ منا ويحركنا كالدمى الخشبية. لا حياة لنا ولا فكر ولا إبداع ولا خلق.. ولا مستقبل؟؟؟!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل