أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مباشر... من مدينة حلب المنكوبة.














المزيد.....

مباشر... من مدينة حلب المنكوبة.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مساء الخميس 5 كانون الأول 2013, حوالي الساعة السابعة مساء بتوقيت فرنسا, كنت على اتصال مباشر, بواسطة SKYPE, مع صديقتي علياء* بمدينة حلب المنكوبة..وكنت أسمع أصوات أزيز الرصاص والتفجيرات وأصوات قذائف الهاون مباشرة... ولما سألت صديقتي ما هذه الأصوات؟.. هل تأتي من تلفزيون؟... قالت لي لا.. لا يا صديقي... ليس من التلفزيون.. هذه أصوات مباشرة لحياتنا اليومية كل مساء... كأنها تحكي قصة عادية عن جارتها بالشقة المقابلة...
شــيء مرعب كليا... وحياة تشبه اللاحياة...............
لــمــاذا.. وألف مرة لماذا تركت مدينة حلب الأكثر ســـورية.. لـلـضـبـاع؟؟؟... وتــرك أهلها الطيبون كلهم تحت خيمة الحرمان والخوف.. والضياع... هاجر منها من تمكن الهجرة.. والباقون.. الباقون الحلبيون السوريون الأصليون... الناس الذين يتمسكون بمدينتهم... ولأنهم غالبا لا يملكون القدرة حتى لمغادرة بيوتهم التي تفتقد لكل لوازم المعيشة.. ولا أقول الحياة العادية البسيطة اليومية.
حــلــب مسطرة حية لما قد تكون سوريا الغد.. إذا تركت إدارتها لهذه الجحافل الغريبة الإسلاموية التي تسيطر على كل أبوابها وغالب أحيائها اليوم... لا أمكنة عبادة مأمونة.. ولا أبسط حريات الحياة أو الاعتقاد والعبادة. حلب مدينة يغمرها الرعب من التنقل من مكان إلى آخر في النهار... ورعب وخوف من أصوات التفجيرات العديدة ورصاص القناصة الذي لا ينقطع طوال المساء...
ســمــعــت... سمعت كل هذا مباشــرة من مدينة حلب... ثم انقطع الصوت وانقطعت الصورة.. لأن سكـايب قد انقطع حصيلة انقطاع القليل من الكهرباء المخزون... وعندما تنقطع الكهرباء... تبدأ من جديد.. حياة بلا حياة.
***********
بنفس الوقت تبقى تجارة الخطف مع طلب فدية.. مزدهرة موبوءة مستمرة... في مدينة حلب وضواحيها. كما في كافة المدن والقرى السورية... تجارة الخطف أو التهديد بالخطف المتواصل, لقاء فدية أو جزية.. كما تسميها العصابات التي تمارس هذه التجارة المافياوية الرذيلة الحقيرة.. والتي لا نفهم أسباب قدرة توسعها بلا حساب أو معاقبة. ســواء من السلطة.. أو من زعماء العناصر المحاربة. أما للطرفين حماية وشركاء. أو بالأحرى كما ذكرت بمقالات سابقة, أن كل هذا العنف.. وهذا الخطف الإجرامي.. يشكلان جزءا مدروسا وتخطيطا مرسوما من المؤامرة الواسعة ضد ســوريــا وشعبها... وكل من يغطيها ويحميها ويتعامى عنها أو يشارك بها... عميل وخــائــن ضد سوريا وشعبها...وخاصة جريمة ضد الإنسانية.. وأن عمليات الخطف يجب أن تصنف محاربتها كأولى الضروريات الأمنية... وأن هذه العمليات تبقى من أهم وسائل تمويل كل من يتآمر ضد الوطن السوري وطمأنينة وحياة سكانه.
*********
عــلــى الــهــامــش :
بمقابلة صحفية على قناة الميادين اللبنانية, بعد نداء أطلقه البطريرك يوحنا العاشر يازجي, بطريرك أنطاكية وسائر المشرق, للنفوس السامية الطيبة, ولجميع الدول التي تساهم من أجل السلام في سوريا.. أطلق نداء لإطلاق سراح الاثني عشرة راهبة اللواتي اختطفن وسقن إلى جهة مجهولة من دير مار تقلا, بمدينة معلولا الأثرية التاريخية السورية.. ولما سألته إحدى الصحفيات فيما إذا كان هناك خطر على وجود المسيحيين في سوريا, من هذه الحرب التي تشنها القوات الإرهابية المسلحة.. أجاب البطريرك : أن الخطر يهدد جميع السوريين المسلمين منهم والمسيحيين. دون أن ننسى بأن المطران اليازجي المخطوف,من شهر نيسان 2013 هو شقيق سيادة أو غبطة.. البطريرك الأرثوذكسي... ولا أدري ما أستعمل لأول مرة بحياتي كعلماني راديكالي, ككلمات وتسميات احترام رفيعة حقيقية صادقة.. يستحقها هذا الرجل الديني المسيحي العالي المستوى والحس الوطني والقومي.. وأنا أنحني أمام سوريته الصادقة, وشعوره القومي, رغم مشاعره العائلية وألمه الشخصي لخطف أخيه.
وكم أتمنى لو أنه بين دعاة الفريق الآخر الذي يريد تنظيف المشرق والعالم العربي من (الكفار) وخاصة من فرق المثقفين العاطلين عن العمل, واحترفوا تجارة الإثارة والحقد وكراهية الآخر... هذا السوق النخاسي المليء بتجار الحرب والدين والفتاوي بإرســال الشهداء إلى الجنة... من يأخذون درســا بالوطنية والقومية والسعي إلى الوحدة الوطنية وإنقاذ ســوريـا من هذه الحرب الغبية, والتي شنتها عليها دول لا تعرف شيئا عن الحريات الإنسانية, حتى معانيها في القواميس والمنشورات الممنوعة.. منذ تكونت كدولة أو مملكة بترولية.. أو أمارة غـازيـة (من الغاز وليس من الغزو)!!!...
البطريرك يوحنا العاشر اليازجي.. أعطاني البارحة بعض الأمل.. أن ســوريــا لن تستسلم للغزاة, وسوف تبقى صامدة معتزة كريمة.. وسوف تحيا... لأنها أنجبت رجالا مثله... نــعــم ســـوريــا سوف تحيا...
بــــالانــــتــــظــــار...........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي وولائي... وأصدق تحية طيبة مهذبة.
************
كلمة ختام ضرورية :
عالم السلام والأحرار يبكي منذ البارحة رحيل الإنسان نيلسون مانديلا... وأنا أنحني لذكراه وحياته احتراما... وكم نفتقد في عالمنا المنكوب لرجال مثله...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

*اســم مستعار



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعة الإرهاب الطائفي... سياسة.
- تجارة الخطف لقاء فدية في سوريا
- الحرب ضد سوريا... والجمعيات الأممية وغيرها.
- صديقتي علياء*... من حلب السورية.
- بانتظار 22 كانون الثاني 2014
- صديقي... اتفاق.. واختلاف.
- لبلد مولدي.. أتابع الكتابة...
- صرخة مخنوقة.. لن تسمع أبدا...
- رد على مقال السيد عبدالله خليفة
- جحا وحماره.. على نقاط التفتيش...
- عودة إلى جحا...
- جحا وبنت السلطان
- غول الطائفية.. تعليق...
- آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم
- بانتظار Genève 299
- الحضارة... والحروب... والعكس!!!...
- عيد رأس سنة سورية؟!...
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مباشر... من مدينة حلب المنكوبة.