أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عيد رأس سنة سورية؟!...














المزيد.....

عيد رأس سنة سورية؟!...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عــيــد رأس سنة سورية.
رد إلى صديق (جامعي مغترب)... يحلم ويأمل بخلق عيد رأس سنة سورية.
صديقي.. صديقي الحالم أستاذ عمارة. يدرس بعدة جامعات أوروبية وعربية.. ومن وقت لآخـر سـورية... وفاء منه لبلد مولده, حيث حصل فيها على شهادة هندسة معمارية, قبل أن يغادرها نهائيا إلى بلد أوروبي حيث تخصص وتفوق.. وأصبح أستاذا معروفا بالعمارة.. ولكنه رغم ثقافته كإنسان علمي... بقي حالما... وفنانا حالما.. ولكنه سياسيا بعيدا عن الواقع... وهذا جوابي على رســالته الحالمة....
يا صديقي الحالم الطيب
رأس سنة ســوريـة؟؟؟... رأس سنة سورية... أنت تجازف كثيرا بأمانيك وأحلامك... إذ لا يمكن لسكان قرية بهذا البلد المنكوب الحزين الاحتفال بعيد ميلاد طفل فيها.. دون قهر وتعاسة وأزيز رصاص وقتل وقطع رقاب من قطاع طرق (جهاديين) دخلوا إلى هذا البلد بالآلاف.. آملين أنها الجسر السريع للوصول إلى الجنة وحورياتها...وبما أنهم لم يجدوا لا حوريات ولا ما يحزنون.. قطعوا طرق البلد.. ورقاب أهاليها الأبرياء الصابرين انتقاما.. من إله الصابرين........
جميل أن نحلم... ورائع أن نأمل... ولكن باكتفائنا فقط خلال عقود طويلة, بالآمـال والأحلام والغيبيات وانتظار ليلة القدر... ســاهمنا كلنا بخلق نكبتنا...
يا صديقي أنصحك اليوم بقراءة ميخائيل نعيمة الذي كتب في ثلاثينات القرن الماضي قصيدة : أخي.. من نحن.. لا وطن ولا أهل ولا جــار...إذا نمنا .. إذا قمنا ردانا الخزي والعار... أعد قراءتها... هكذا حالتنا اليوم... وتصور بأية جورة عتمة.. ننام.. ونصلي.. ونصلي.. وننام فقط.. لا غير....
أسـألك بأي حدث تاريخي أو سياسي أو قومي أوديني, تريد أن تبدأ فيه هذه المناسبة العيدية الهامة... كما فعل نابوليون مثلا بعد الثورة الفرنسية, مغيرا حتى بداية السنة, مرتكزا على فصول السنة, عاطيا أسماء جديدة للأشهر.. رابطا هذه الأسماء بالطقس.. حسب فصول السنة... وأنت سوف ترتكز على :
ــ ميلاد المسيح
ــ مولد رسول الإسلام
ــ بدء ما سمي الربيع العربي
ــ نهاية هذا الربيع وتحوله إلى شتاء قــاتـل
ــ نجاح مؤتمر Genève 2 والعودة إلى مصالحة سورية ــ سورية كاملة. وتيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي.. على الطريقة اللبنانية مع طبل وزمر... وهتافات مليونية.. بالروح.. بالدم..الخ.. الخ...
ــ إعطاء أرقام إلى الأشهر.. من 1 إلى 12 فقط من أجل الرواتب لمن تبقى من الموظفين الأحياء. مع منع ذكر بأية سنة رسمية عالمية نحن. لأنها مرتبطة بجهة كافرة.
ــ سنة ميلاد حافظ الأسد... أو سنة وفاته...
ــ يوم استلام بشار الأسد لرئاسة الجمهورية... إلى الأبد طبعا... مع فقرة إضافية للمشروع في حال تخليه عن الرئاسة طوعيا... وإجراء انتخابات في سوريا...بعد نهاية Genève 299 ... مع تغيير فرق الطبل والزمر على ألا تتعدى 100 طبال و100 مزمر...نظرا لعدم وجود أية صالة ــ في حينها ــ غير مدمرة في سوريا, يمكنها تحمل هذا العدد.
هل خطرت هذه التساؤلات العلمية الواقعية على خاطرك يا دكتور بسام (وهذا اسم صديقي الصغير... الاسم.. وليس العمر أو القياس أو القيمة العلمية والشخصية)... هل خطرت على بالك.. مرة أخرى كل هذه التساؤلات التي تكركب سوريانا من عشرات السنين, وتخلق بين جدرانها المهدمة, حصون ومتاريس السياسيين الذين يديرونها من سنوات, ومن يعارضهم مثل دون كيشوت أمام طواحين الهواء... فراغ.. فراغ.. فراغ... فراغ سياسي.. فراغ تخطيطي.. فراغ مستقبلي.. فراغ من كل ما نأمل...
لهذا السبب عيدك يا صديقي.. لا أجد له أي يوم يمكن أن نحشره طوال هذه الأيام أو هذه الأشهر.. وحتى السنوات القادمة...أنت ترى بأننا لم نستطع الاحتفال بأي من الأعياد التقليدية القديمة المعروفة, خلال السنين الثلاثة الماضية.. كما تعلم.. لأننا كنا مشغولين بحفر آلاف قبور موتانا.. وجميع الأطراف كانت تسميهم موتى فقط.. وأهاليهم كانوا يسمونهم شهداء.. وبعضهم اختار الموت بنفسه.. لأنه ضاق ذرعا بحياته.. وأراد الجنة الموعودة بحورياتها... ولست أدري إن كان سوف يلقى سوى العتمة والفراغ.. نفس العتمة والفراغ التي عاشها على الأرض... بلا أي عيد.. بلا عيد سوري.. أو تتري.. أو أفغاني.. أو شيشاني...
عيدك السوري يا دكتور بــســام... قد يراه يوما أحفاد أحفادك... أو لا يرونه أبدا... لأننا إن تابعنا دربنا المعتمة المجهولة التي نسير عليها اليوم, بلا أية بوصلة... سوف ندور وندور مطمشين نحن وأولادنا وأحفاد أحفادنا...وسوف نستيقظ على أرض.. ليست أرضنا.. وليست ســـوريـانـا... ولن نحتفل بأي عيد.
أعرف أنك تحلم ببناء مدينة السعادة, وبيوت السعادة.. بعصر السعادة... ولكن سبقك العديد من الحالمين.. ومنهم من مات مسموما.. ومن مات من جنونه...وقلائل من بنوا مدنهم دون حرق سابقاتها...وأنا من زمن بعيد لا آمل.. ولا أحلم... لهذا لن أتمنى لك أي شيء.. تاركا لما تبقى لـك ولي من أيام.. ما تبقى من رؤية شمس الصباح وغروبها... وبما تبقى لنا من حنجرة أن نصرخ.. أو نسجل بكلمات قليلة معدودة ما تعلمنا من الحياة... من يدري... قد يتذكرها البعض.. كما أتذكر اليوم ما قاله ميخائيل نعيمة من سنوات طويلة :
أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا

وأنصح قرائي وأصدقائي بقراءة القصيدة كاملة.. كلما عصفت الأحداث والأزمات بهذا البلد الني نحبه كلنا.. ســـوريــا.. وتبقى آلامه آلامنا.. وجراحه جراحنا... ومــآسي شـعبـه الطيب.. مأساتنا الشخصية.
بــــالانـــــتـــــظـــــار......
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة..
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان
- قصة صديقي فادي... درس شجاعة
- بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.
- مات صديقي
- الرئيس بشار الأسد مع غسان بن جدو
- الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عيد رأس سنة سورية؟!...