أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر















المزيد.....

ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يجري اليوم على الأرض السورية... وهامش حزين آخر
جبهة النصرة تحارب الجيش الحر. الجيش الحر يحارب داعش. وداعش تحارب جند اليرموك. وجند اليرموك يحاربون أمير إعزاز. وأمير إعزاز يحارب أمير إدلب. وأمير جبهة النصرة في حلب يتخلص من بقايا الجيش الحر الذين تحالفوا معه من بضعة أشهر ماضية...
تغيير في الاستراتيجيات (الثورية)... أم تغيير في التحالفات التي كانت تعتمد من سنتين على منابع تمويل واحدة. وموزعة أوامر واحدة... تركيا.. السعودية.. قطر. التمويل؟؟؟... بدأ يــجــف... والأوامر الأمريكية والأوروبية... صارت مترددة.. مترددة كثيرا... وغالبا لا ترد على تلفونات الثريا... وما كان بتصدر صور المذابح والفظائع وأخبار وتطورات (الكيميائي) اختفت حتى من ابسط زاوية في غالب الصحف والمحطات العالمية...
يعني... يعني بدأت بوادر الانسحاب؟؟؟... أو الانسحابات الاستراتيجية الأمريكية؟؟؟... وهل تتذكرون كيف انسحب الجيش الأمريكي من الفيتنام.. كيف انسحب من العراق.. كيف يتراجع وبدأ ينسحب من أفغانستان؟؟؟...
ولكن انسحاب تركيا وأمريكا وفرنسا والسعودية وقطر.. هؤلاء الحلفاء الغرباء.. في الــهــم والضيم والغباء... سوف يخلفون وراءهم جحافل من المحاربين الضائعين الذين أتوا غالبا من بلاد الجوار, والذين يستطيعون العودة إلى بلادهم, إن قبلتهم, من نفس الجور والأزقة والمعابر التي تسللوا منها, حين دخلوا من سنوات أو أشهر أو شراذم من أواخـرهم منذ أيام معدودة... أما الغرباء الغرباء(التكرار مقصود) فغالبا تنتظرهم أجهزة الأمن في بلادهم, رغم أنها هي بذاتها التي سهلت خروجهم وأرسلتهم إلى سوريا, عــبــر تركيا والعراق ولبنان والأردن... ولكن نفس هذه الأجهزة الأمنية الأوروبية المختلفة, لا ترغب على الإطلاق عودتهم إلى المدن والأحياء التي انطلقوا منها... وخاصة التجمعات الشمال إفريقية التي تعيش غالبا بالأحياء الفقيرة المهملة من السلطات المركزية, التي تحيط بالمدن الكبرى الأوروبية عامة والفرنسية خاصة.. حيث كانت ترتب السفريات الجهادية في بعض جوامع هذه الأحياء, والمراقبة عن قرب, دون أي تدخل من الأجهزة الأمنية التي كانت تكتفي بالمراقبة والتسجيل والاحصائيات... أما العودة من أراضي القتال والجهاد.. فهذا أمـر آخر لهذه الأجهزة التي تخشى نتائجه ومردوداته ورغبات المجاهدين بمتابعة الجهاد على أراضي الكفار في أوروبا.. لأن حكومات هؤلاء الكفار التي ساعدتهم, عبر المنابر الدولية ومؤسسات الإعلام وأجهزة الدس والتشويش.. بدأت تتردد.. ثم تتردد وتتراجع استراتيجيا وبراغماتيا.. حتى تــصــل إلى التراجع والتوقف والصمت بأشــكــال متعددة.. حسب الضروريات الداخلية والخارجية التي تخص مصالحها...
لهذا السبب بدأ نوع من الغليان المحلي, بوجه آخر جديد ينجلي على الأرض السورية, بهذه الأيام الأخيرة, بأشــكـال ووجوه جديدة.. كل تشكيلة جهادية تريد الاحتفاظ على القسم الأكبر من اقتسام الكعكة على الأرض. حتى تستطيع الحصول على أكبر نسبة من التعويضات, أثناء مسرحية المفاوضات. هذه الأطراف التي يسميها صديقي الفيسبوكي المخضرم, صاحب المانيفستات المسائية, أطراف المصالحة. ظانا أنها, أي هذه المصالحة ستكون غدا أو بعد غد.. بعد اتفاقية مقاسمة روسية أمريكية. ستقوم أمريكا (الطفرانة) بتوجيه التعليمات الضرورية إلى الممولين الخليجيين المعروفين, والذين كانوا حتى الأيام الماضية ما زالوا يوزعون أوامر القتل والتقتيل... بتخفيف التمويل.. ثم توقيفه.. وحتى تحول بعض منهم إلى مدراء منابر مصالحات وطنية.. أو حتى عالمية.. ومن الممكن أن يحصلوا على عدة جوائز نوبل للسلام.. نظرا لأكياس الدولارات التي يبذلون ويهدرون.. للحرب والسلام.. ولماذا لا؟.. وهم الذين اشتروا احتكار فـرق وأمكنة بطولات و مواعيد بطولات كرة القدم العالمية...واشتروا فريق كرة قدم باريسي عالمي (كان سيعلن إفلاسه) وقد يشترون حتى برج إيفل.. إن رغبوا... واليوم من يملك آبار بترول ورضى أمريكا وإسرائيل.. يستطيع أن يشتري بلدا أو رئيس دولة أوروبية ووزير خارجيتها.. في عالم تسوده العولمة بلا حدود. وخاصة أن الفقر والبطالة التي اجتاحت أوروبا من عشرين سنة, متفاقمة للأسوأ والأسوأ. يوما عن يوم.. فتحت الأبواب والحدود والضمائر السائبة لهذه السيولة من الأموال البترولية...
*********
بعد هذه المقدمة الطافحة, نعود قليلا لسوريا والسوريين, ولمدنهم المحاصرة من قوى جبهة النصرة والقاعدة والجيش الحر وداعش وغيرها وغيرها من القوى الجهادية المقاتلة المتناحرة اليوم بين بعضها البعض. والتي ما زال السوريون يعانون منها حرمانا وشريعة وقوانين شرسة تعسفية انتقامية, يموت فيها العشرات من شبابنا الأبرياء, كل يوم.. بلا أي سبب.. سوى ضرورة ديمومة إظهار سلطتهم وشراستهم وقوة ترويعهم للسكان المحاصرين المحرومين من أبسط الضروريات المعيشية... ومدينة حلب المحاصرة.. هذه المدينة الأثرية الحضارية العالمية التراث... أصبحت رمز التعاسة والموت والخراب والرعب.. حزينة.. مقهورة.. ولا أحد يسمع صراخها.. وينجد عتمة قلوب أهاليها...
وفي نفس الوقت, نرى ونسمع على بعض المحطات التلفزيونية اللبنانية.. نعم لأنه لا يمكن مشاهدة المحطات السورية.. لأن الأمبارغو قد حجبها منذ أكثر من سنة...وما زال سائر المفعول... نسمع خبراء سياسيين استراتيجيين, أصحاب مؤسسات وخبرات استراتيجية... وما أكثرهم بهذه الأيام العجاف.. نسمعهم يبيعوننا بضاعاتهم ومنفخاتهم.. أن الأمور انتهت.. والنصر تحقق.. من الطرفين : من ممثلي السلطات السورية.. ومن حاملي أبواق المعارضة.. في الفنادق الأوروبية أو الإسطنبولية.. طبعا. نسمع الطرفين يعلنان لنا, أنهما حققا جميع الأجندات المرسومة.. وأن خرائط الطرق (المسدودة) التي رسموها قد تحققت.. وأن رايات النصر الأكيد مرفوعة.
لا تسمع أحدا منهم متحدثا عن الشعب السوري وآلامه وجراحه ونكباته ومصائبه وحاجاته الضرورية اليوم.. ولا كلمة عن القتلى والأرامل والأيتام والأطفال الضائعين والمدن والقرى المتفجرة المهدمة المهجورة. ولا عن آلاف المقاتلين الغرباء, وعن كيفية التخلص منهم وترحيلهم.. ولا عن الخسائر والنهب والسلب والفديات التي دفعتها العائلات حتى لا يذبح ويقتل أبناؤهم.. ولا عن الافتراس والاغتصاب لآلاف النساء, والمخلفات النفسية التي هيمنت على أبناء هذا البلد الحزين.. ومن وكيف سنعيد بناء هذا البلد.. والخزائن تعيسة منهوبة...
من سيحاسب ومن سوف يحاسب.. ومن سوف يتحاسب.. وعن أيــة مصالحة تتحدثون؟؟؟... لم أسمع كلمة واحدة عن الـبـشـر في هذا البلد... لم أسمع ماذا يريد السوريون... وماذا لا يريدون...
هذه بلدنا يا بــشــر... هذه ســوريا خالقة أولى الأبجديات وأولى الحضارات.. قبل قدوم كل الديانات... مزقتموها.. ومزقتم حضارتها وتاريخها وإنسانيتها... وها أنتم على طاولة المتاجرات والمصالحات.. تتاجرون بمصيرها.
آمـل أن يستيقظ شعبها.. هذا الشعب الذي يحاول تجار المصالح والأديان التكلم باسمه.. حتى يقبضوا اكثر وأكثر.. على طاولة المساومات الدولية.. آمل أن يستيقظ ويبصق كل من مزق من ارض الوطن شبرا.. وكل من تسبب بموت سوري واحد... أن يلفظهم... أن يرفضهم... مصالحة أو غير مصالحة. لا نريد كائنا من كان من مسببي تشريدنا وبلاوينا...
ســوريا قاومت كل الغزاة, عبر تاريخها... أنتم عابرون... وهي سوف تبقى خالدة... دائمة...ســـوريــا يا بــشــر سوف تـــحـــيـــا!!!...
************
هـامـش إضــافـي حــزيــن
هل سمع صديقي الفيسبوكي البعثي المخضرم أنباء المهجرين السوريين الهاربين الذين يصلون بالمئات على الشواطئ الأوروبية.. على شاطئ جزيرة Lampedusa الإيطالية أو على أطراف مرفأ Calais الفرنسي, حيث يموت كل مرة أكثر من نصفهم غرقا... لأنهم بلا فيزا... وغضب العالم كله من مأساتهم ومن رفض أوروبا لهم.. حتى بابا الفاتيكان غضب دفاعا عنهم.. ولم أسمع كلمة لا من السلطات السورية المشغولة المتعبة عنهم.. ولا من المعارضات الصالونية اعتراضا قرب السلطات الأوروبية وسفاراتها التي تتاجر بالفيزا... علما أن السلطات الإيطالية أو بالأحرى المؤسسات الإنسانية الإيطالية, هي التي تغضب وتثور من أجلهم... ولم أر حتى هذه اللحظة كلمة واحدة من مسؤولين سوريين أو عرب أو إعلاميين سوريين أو عرب, أو رابطات مهجرية سورية أو عربية... أو فيسبوكيين سوريين أو عرب, يغضبون ويثورون من أجل هؤلاء السوريين الهاربين من جحيم الموت والمآسي الذين يموتون على الشواطئ الإيطالية, مجهولي الاسم والذكرى والسبب...
ومن سيحاسب يوما عن تهجيرهم وموتهم غرباء مجهولين.............
بــــالانــــتــــظــــار..........
للقراء والقارئات الأحبة كل مودتي وولائي ومحبتي وصداقتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة... حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا
- برنار هنري ليفي (مكرر)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر