أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا















المزيد.....

أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. يا ســــوريــا
سمعت أن ســوريـا, قبلت بالشروط التي فرضت عليها حتى لا تفجر ولا تحرق.. ولا يفنى كامل من تبقى من شعبها...
وبعد هذا سوف يطالبون بالرفش الذي نحقر بـه بقايا حدائقنا المدمرة.. لأنه قد يتحول إلى ســلاح دمار شــامل.. وبعده الزنار الذي يحمل بنطالنا.. وبعده كلسوننا.. وبعده نسلمهم نساءنا وكنائسنا.. ونغلق مدارسنا وجامعاتنا.. وجوامعنا.. حتى لا يتعلم ويتثقف شبابنا ويكتشف أننا بــعــنــا الوطن من زمن بعيد...وماذا تبقى حتى يـرضـى علينا باراك حسين أوباما.. ليترك لنا بقايا أيامنا التعيسة المهانة... ومتى ننسى ونبلع ضيم القدس وفلسطين.. وننسى دمشق وحلب واللاذقية وبقية المدن التي كانت سورية من آلاف السنين.. لأنهم سيغيرون أسماءها.. وسوف نقبل علامات المحتل, حتى على بقايا (جيفاتنا) وقبورنا ومدننا المحتلة.. وننسى أن نتكلم بلغة آبائنا وأجدادنا... لأننا يجب أن نتعلم اللغة العبرية.. حتى نشتري خبزنا اليومي.. إن سمح لنا التجول والذهاب إلى المخبز ــ على كسارات بقايا الشجر اليابس ــ الوحيد المجاز في بلدتنا التعيسة المهدمة..
لا أستطيع أن أحييك.. ولا أستطيع السؤال عنك.. لأن جنود المحتل منعوا التجول... فجأة... وقطعوا كل ما تبقى من المواصلات التي فجروها...
ولكنهم سمحوا لنا بالصلاة.. والنكاح.. والتفريخ.. لأنهم بحاجة إلى بناتنا وأبنائنا, لمتابعة إنتاجهم وصناعاتهم و عبوديتنا لهم.. إلى الأبد...
**********
عرفت هذا النبأ, بنهاية بعد ظهر يوم الاثنين 9 سبتمبر أيلول 2013, وأنا عائد من مطار ليون, مودعا صديقة سـورية, أنهت إقامتها بهذه المدينة الفرنسية الجامعية التي أعيش فيها, بعد أن حصلت على دكتوراه عالية بعلوم فيزيائية لها علاقة بالاكتشافات الطبية والجراحية. إذ أنها تركت فـرنــســا لتلتحق بزوجها الذي يعيش في بلد عربي, بعيد عن سوريا سياسيا واجتماعيا ومعيشة وعادات.. أيضا...وكلنا سوف نصبح بيوم أو شهر قادم مهجرين...
أتـــابع :
لما سمعت هذا الخبر… الخبر الذي يفيد بكل بساطة أن السلطات السورية, بعد تسعة وعشرين شهرا من حرب داخلية وخارجية تشن عليها من عشرات من الدول الغربية والعربانية والتركية, ومائتي ألف قتيل, ومائة وعشرين ألف مقاتل أجنبي على أراضيها, دمروا أكثر من نضف البلد, وحرقوا تراثها وحضاراتها وآثارها التاريخية, وفجروا بنياتها التحتية والفوقية.. وهجروا أكثر من أربعة ملايين مواطن سوري, خارج سوريا.. وداخل ما تبقى من سوريا... تخضع هكذا للديكتات الأمريكي؟؟؟!!!... ازداد حزني البسيط لفراق الصديقة, ليصل إلى الذروة.. حــزنــا على بلدي.. حـزنا على الوطن الذي ولدت فيه.. والمكتوب بكل فخر علة جواز سفري الفرنسي...
آنـــيـــا لم أقبل على الإطلاق هذا الخنوع.. وهذا الاستسلام السهل.. والذي صفق له المئات من أصدقائي السوريين الموالين بإيجابية عمياء على السراء والضراء,, وبلا أي قيد.. معتبرين إياه نصرا سياسيا براغماتيا.. كأننا استعدنا الجولان وحررنا القدس من الاستعمار الصهيوني...وأن الصواريخ الأمريكية سوف تبقى نهائيا على بوارجها أبدا.. وسوف تنسحب عبر البحار البعيدة.. وترحل عنا...
صبرا.. يا أصدقائي صبرا.. ولا تتعجلوا بالتصفيق والهتافات.. بالروح.. بالدم.. الخ... لأنكم دما وأرواحا سوف ترون.. وسوف ترون... لأن الأمريكي كقصة الذئب في أشعار لافونتين Lafontaine القصصية الفرنسية المعروفة.. بعد الكيماوي, سوف يطالبكم بتسليم أسلحتكم كلها, واحدة تلو الأخرى.. حتى الملاعق وسكاكين المطبخ, قد يطالبكم بها, كأسلحة فتاكة.. وقد يعريكم حتى من كلاسينكم... وبعدها سيطلب منكم كل المستحيلات.. حتى يعود من جديد إلى فكرته الأساسية... فنائكم.. ولا شيء غير فنائكم.. كما فعل بالعراق ودمره.. وفجر شعبه ومزقه.. أي ضمان لكم معه؟.. وسوف تسلمونه ما كان يرعبه أكثر وأكثر.. ما من أجل شعبه.. ولكن لأمان ورغبات وتوسع الدولة المدللة.. إســـرائـيـل... والتي كانت بزرعها قسرا وزورا بالمشرق.. السبب الأول والمسبب لكل بلاوينا الاجتماعية والسياسية والمعيشية, والهجرات القسرية.. وتفتيت شعوب المنطقة بأسرها.. حتى يــحــتــل شعبها المختار مكان شعوبنا... ولم يتركوا لنا مكان ملايين زيتوناتنا, شبر أرض لقبورنا...
يا جماعة المتفائلين الراقصين بهجة, بنهاية الحرب على البلد... إنها حيلة إضافية لتحليل تفجيركم, قــشــة لــفــة.. بعد أيام.. أو بعد أشـهـر. لن يتركوا لكم مجال التفكير والسكينة. لأنهم يحضرون لكم ـ حــتــمــا ـ مقالب ومؤامرات دامية ماكيافيللية وجحافل إسلاموية أخرى..حتى تصبحوا مثل العراق أو مثل ليبيا.. أو أدمى من العراق.. وأدمى من ليبيا... فحذرا ألف مرة.. إن ينفع بعد اليوم الحذر.. لأنه حتى مع فرضيات أسلحتكم المخيفة.. كانوا يتآمرون ضدكم.. ونجحت غالب مؤامراتهم التي سببت مذابح وفظائع, وما زالت تدوم المذابح والفظائع... حتى هذه الساعة...
فهل تتصوروا, ماذا سيصيبكم إن عروكم من كلاسينكم وأسلحتكم؟؟؟...
فأنا المسالم الذي يكره الحروب, كل الحروب.. وكل مسببي الحروب وصانعيها ومخططيها.. أقول لكم حـذرا وألف مرة حذرا منهم.. وحتى من حلفائكم وأصدقائكم...لأن الأصدقاء والحلفاء اليوم, براغماتيون يحمون مصالح بلادهم واقتصادهم وحاجاتهم الفورية والمستقبلية.. من النفط ومخزون الأموال... أولم تروا أنــه حتى أقرب حلفائكم وشركائكم, فروا مع المال والرسمال لدى أول طلقة كلاشينكوف, وظهور أول مقاتل إسلامي شيشاني على أرض ســوريــا الحزينة.
أنا لست حربجيا, ولا عسكريا, ولا سياسيا, ولا إعلاميا موظفا, مطبلا مزمرا.. ولا مواليا لأي حزب أو دين أو سياسة... ولكنني أحــب سوريا. لأنني فقط ولدت على أرضها.. ورغم أنها لم تعطني ذكريات طيبة أيام شبابي... ولا حنان أهل.. ولا وصاية أو حماية دولة... ولكنني اعتبر ضياع حقوقها وكرامتها وعزتها كدولة حـرة محترمة.. ضــيــاعــا لحقوقي كإنسان حــر.. وضياعا لكرامتي وعزتي الشخصية...وخــاصة بعدما كل ما جرى في ســـوريــا وفي العالم خلال الخمسين سنة الأخيرة, وفي المشرق خلال السنين العشر الأخيرة.. لا يمكنني على الإطلاق منح أي وثيقة صداقة أو ثقة بالسياسة الأمريكية المغلفة بالمصالح الصهيونية... بالإضافة هل تتذكرون كتاباتي خلال الأشهر الماضية, عندما بدأت تساؤلاتي, لماذا ينادي السيد لافروف وزير الخارجية الروسي.. صديقنا العزيز الغالي.. لماذا بدأ ينادي المسؤولين الأمريكان (شــركــاءنــا)... وهل اصبحت اليوم سوريا والسوريون, أســهــم هذه الشراكة؟؟؟... أتــســاءل بقلق... أخشى أن يصبح تأكيدا...
إضافة صباحية
هذا الصباح خرج علينا الماريشال فابيوس على راديوEUROPE 1 بمقابلة مع الصحفي جان بيير الكبش المعروف بولائه الكامل للصهيونية العالمية ودولة إسرائيل.. وخاصة بصداقته الوثيقة هو وفابيوس مع الداعية المتفلسف ومتعهد إثارة الفتن والأحقاد الطائفية في المشرق والعالم العربي المدعو : برنار هنري ليفي. إذ أن السيد فابيوس تحول من وزير خارجية إلى قائد حرب إذا ما الرئيس الأسد نفذ كذا وكذا وكذا من المطالب المستحيلة. فأضاف الكبش وإذا لم يفك الأسد الحصار عن (الثوار المقاتلين) في مدينة معلولا الآرامية السورية التاريخية.. حيث قتل هؤلاء (الثوار) مئات الأطفال والشيوخ والنساء وحرقوا وفجروا الآثار المسيحية التاريخية وسحلوا الكهنة في الشوارع... ويسميهم الصهيوني الكبش ثوارا.. ويريد إنقاذهم هذا الكبش من حصار الجيش السوري لهم.. وإنقاذ من تبقى من مسيحيي البلد منهم ومن وحشيتهم التي تعاني منها سوريا من تسعة وعشرين شهر, حتى هذا الصباح.. والتي فاقت وحشية هولاكو... يا لغباء الإعلام الفرنسي ومن يديره اليوم.. ويا لغباء السياسة الفرنسية ومن يديرها اليوم... الإثنان داســا كل الحقائق الإنسانية.. وانحازا علنا للقتل والقتلة الحقيقيين.. إرضاء لأسيادهم بالمنظمات الصهيونية العالمية, والتي تدير مصير العالم وسياسته الاستعمارية الخاطئة....
وبعد أقل من ساعتين من مقابلة الماريشال فابيوس, مع الكبش.. أصر بمؤتمر صحفي شــامـل دام حوالي الساعة.. بعنتريات قائد فاتح, دوما عن الكيميائي السوري.. والدور العنتري الذي لعبه شخصيا.. مكررا تهديداته, إن لم تنفذ شروطه.. ممدا إياها بعد سوريا إلى أيــران. تهديدات فــابــيــوس... حلقات لا تنتهي... ولا تتجه ألا نحو إطلاق أبواق الحرب المفتوحة بالمنطقة كلها...
لذلك لا استطيع ختام كلمتي المتشائمة الأكيدة المعتمة الحزينة, كعادتي بكلمة (بالانتظار)... لأن أيام الانتظار ـ على ما أعتقد ـ محدودة.. ومحدودة جدا... الأجندة الغربية ـ الصهيونية ـ العربانية الخائنة المحضرة المدروسة.. هي ضرب ســوريـا وشعبها.. والباقي.. الباقي دعايات هوليودية... نقطة على السطر...
ولكنني أنهي كالعادة...

للقارئات والقراء الأحبة كل محبتي ومودتي وصداقتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا
- برنار هنري ليفي (مكرر)
- حرب الإشاعات.. والعد التراجعي.
- نتف الزهرة.. ومستقبل سوريا...
- صرخة إضافية من أجل سوريا
- نداء لكل الأحرار في العالم
- هدوء مشبوه قبل العاصفة
- العالم يمشي على رأسه...
- طبول الحرب.. تساؤل.. أسلمة العالم.. مخطط أمريكي صهيوني؟؟؟.. ...
- رسالة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة تتمة
- تهديدات.. وعود..كيماوي.. تخديرات.. بانتظار تسونامي.
- رد أخير إلى صديقة قريبة بعيدة...
- وعادت قصة الكيماوي...
- الأخوان.. وحرق مكتبة حسنين هيكل
- تحية إلى زياد الرحباني
- نداء.. من أجل سوريا ومصر
- بلادنا؟؟؟.. بلادنا أرض محروقة.
- الخيار بين الموت والحياة
- رد على مقال السيد برهان غليون


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا