برنار هنري ليفي (مكرر)

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

برنار هنري ليفي (مكرر)
Bernard Henri Lévy (bis)
أنا لا أريد إعطاء أية أهمية لهذا الإنسان المركب المفتعل, والذي يعطي لنفسه مقادير قيمية أكثر ألف مرة مما يستحق, والذي أعطته الأحداث الليبية وآلاف أمواتها صورا دونكيشوتية, ركبت عليها قصصا كاريكاتورية, جعلته يحتل وسائل الإعلام المختلفة, مطبلا مزمرا.. كأنه راسم خريطة الشرق الأوسط والعالم العربي والعالم الإسلامي الجديد... فيزيد تطبيلا ومنفخة وتنفيخا لوجهه وشبابه المزور..بإبـر البوتوكس Botox وغيرها. ظانا أنه ما زال طالبا أو محاضرا أيام شبابه وتلمذته على مدارج السوربونLa Sorbonne.
من الصباح حتى آخر المساء, لا نرى ولا نسمع غيره, ولا من أحد يعارضه أو ينقض دعاياته المزورة الدجلية الكاذبة أمام ميكروفونات الراديو أو قنوات التلفزيون المختلفة, محاربا ضد ســوريـا وسلطتها الشرعية وجيشها النظامي.. مطالبا حسين باراك أوباما وصديقه فرانسوا هولاند, صديقه كما يسميه, بضرب سوريا, بكافة الوسائل, ودون أي تردد.. من أجل إنقاذ الشعب السوري, الذي يمثل البكاء عليه, بحرفية تمثيلية منحدرة مخجلة, لا يقدمها أي طالب تمثيل سنة أولى في معهد مجاني بدولة زيمبابوي (مع احترامي لهذه الدولة وشعبها)... كأنه مكلف شخصيا من مجلس الأمن ومؤسسة الأمم المتحدة, بحماية الشعب السوري, وتغيير خارطة الشرق الأوسط. وهو بالفعل لا يمثل حتى نفسه... لولا الملايين التي ورثها من والده الملياردير المعروف...
ولكن مع الأسف أوكلت منظمة الأيباك EPAC, الصهيونية المعروفة بحمايتها لمصالح إسـرائيل في العالم, لهذا الحكواتي المتفلسف, أن يكون رأس الحربة الإعلامي في العالم العربي والعالم الإسلامي, واليوم في ســوريا, بعد أن غاب وصمت عدة أشهر, إثر ظهور فضائح ونتائج الثورة الليبية التي شـارك في تنفيذ مؤامراتها لاغتيال معمر القذافي. وإدخال القاعدة والمحاربين الإسلامويين إلى ليبيا, وزرع فــوضــى أبدية.. لا نهاية لها. واليوم مهمته, بعد أن دامت مؤامرة زعزعة السلطة السورية وتفجير جيشها وبنياتها التحتية والفوقية.. محاولة تدوم من سنتين ونصف السنة.. دون نتائج ظاهرة للمؤامرة الأثمة ومدبريها ومنفذيها المختلفي الأهداف والمصالح والجنسيات... يركب السيد ليفي حصانه من جديد, سعيا وراء تكملة ما لم ينفذ بعد من هذه المؤامرة.. بعد اكتسابه بعض الخبرة بالدس والفتنة والإثارة الطائفية والإثنية في ليبيا وغيرها... أما عن نفقات هذا الداندي Dandy الثورجي.. فالأمير بندر بن سلطان السعودي, الخبير بتنفيذ المؤامرات الأمريكية بالمنطقة.. جاهز مع دفتر شيكاته السخي, لتغطية نفقات السيد برنار هنري ليفي.. مهما كانت نتائج مساعيه مثمرة.. أو بــايــخــة!!!...
*********
هل رأيتم يوم البارحة تحضيرات ومقابلات مؤتمر الدول العشرين الغنية في العالم G 20, بمدينة بترسبورغ الأثرية العظيمة التاريخية الروسية PETERSBOURG. كأننا بأكبر بازار تجاري حربجي في العالم. بــازار تسود فيه الوجوه العابسة.. والعابسة جدا... خلافا للابتسامات التجارية المزيفة التي تسود في المؤتمرات البازارية والتجارية... السبب الأزمة السورية... وليس العملة والبطالة وأشباح الفقر التي تجتاح أوروبا والــعــالــم... وشـاغلهم الأزمة السورية... والبحث عن حلولها المكركبة. إذ أن غالبية من المجتمعين تريد التخلص من سوريا ومن الرئيس الأسد ومن الجيش السوري.. كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.. والغالبية الأخرى تريد التخلص بنفس الوقت من جحافل القاعدة وجميع التفرعات السرطانية والحربجية التي تحمل إرهابها الظاهر والمستور واعلامها المختلفة... دون أن ننسى أن مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية ــ في حينه ــ هي التي خلقت ومولت هذه المنظمة ســرا وعلنا, بأموال سعودية... أثناء أولى حروب أفغانستان.. ضد الروس طبعا... واليوم لا تعرف كيف تتخلص منها... وإطالة الحرب والقتال في ســوريا اليوم هي أقصر الطرق للتخلص من جــزء كبير من هذه العناصر...
وهنا يأتي دور الفارس الدونكيشوتي السيد بـرنار هنري ليفي... لتحريك وإطالة الفتنة... وأقصر الطرق هي خطب ومقابلات وأصدقاء السيد ليفي الكرتونيين وعلى أجندات العلاقات الظاهرة والخفية والسهرات واللقاءات.. والمقابلات بأجواء صحفية مرسومة مدبرة, بواسطة شــركات علاقات عامة أوروبية وأمريكية.. صهيونية طـبـعـا, تظهر السيد ليفي, بعد اختفائه طويلا من الساحة, كالفيلسوف الإنساني المنقذ لأطفال غوطة دمشق الذين قتلهم عمدا الديكتاتور الرهيب بشار الأسد بنفسه.. حسب تصريحات السيد ليفي مئات المرات على أبواق الإعلام والتي ما زالت تستقبله من الصباح حتى المساء. من عشرة أيام, وحتى هذه الساعة من كتابة هذه السطور... ومن النادر جدا أن يترك المجال لإعلامي حيادي, نادر بهذه الأيام, أو حتى لمشاهد أو مستمع, أو لرسالة الكترونية أو أي اعتراض, لكل وسائل الإعلام الأوروبية.. وبشكل خاص الإعلام الفرنسي.. أن تنشر أية كلمات نـقـد لتصريحات السيد ليفي, تبرر السلطات السورية من موضوع استعمال السلاح الكيميائي الممنوع دوليا, ضد المواطنين السوريين الأبرياء...
الحياد الذي اعتدنا عليه ببعض الصحف الكبرى, أو بعض القنوات الإعلامية, والتي كانت على الأقل شبه محايدة, أو نصف محايدة.. فقدت حيادها ومهنيتها ومصداقيتها كليا, تجاه الأزمة السورية.. ملتزمة دائما بالقنوات الرسمية المعروفة الأمريكية والفرنسية...وغالبا صوت أوباما وكيري وفابيوس... وبرنار هنري ليفي... وضاعت الطاسة!!!...
***********
آخــر خــبــر
راهبة مسيحية تتكلم باللغة العربية تدى الأخت أنييس Sœur Agnès, تكلمت على قناة روسيا اليوم العربية, ظهر البارحة, متهمة بوضوح محاربي جبهة النصرة بتفجير الكيماوي بمنطقة الغوطة السورية, متهمة اجهزة المخابرات والمؤسسات الإعلامية الغربية الاختصاصية بتغيير الحقائق واتهام السلطات السورية, بدلا من جبهة النصرة. معلنة أن لديها الأدلة الكافية لهذا الاتهام الخطير المحجوب عمدا. وأنها ستقدمها شخصيا إلى لجنة حقوق الإنسان في جنيف في السابع من الشهر الجاري. كما ستسعى جاهدة إلى إيصالها شخصيا إلى السلطات الأمريكية, رغم كل الصعوبات التي ستحضر لها.. كما تتساءل لماذا لم نسمع صوت أمريكا وفرنسا عن مذبحة ريف اللاذقية, حيث أعدم وذبح أكثر من 500 شخص وضحية غالبهم من الأطفال والنساء والشيوخ, والتي قامت بها جبهة النصرة والقاعدة بالقرى الصغيرة بهذا الريف... ولم نسمع أي اعتراض من مؤسسات حقوق الإنسان, والمؤسسات الأممية.. والإعلامية...
وأنا أضيف لم أسمع صوت الفيلسوف الكبير.. برنار هنري ليفي المدافع عن حقوق الإنسان.. والأقليات.. وخاصة الأقليات التي يفجر كنائسها ويقتل أبناؤها ذبحا أو تفجيرا.. أو تسميما...أصدقاء برنار هنري ليفي... لأنهم الآخــــر....
بالانتظار... وهل تبقى لنا أي أمل بالانتظار؟؟؟... لـسـت أدري...........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل