أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جحا وبنت السلطان














المزيد.....

جحا وبنت السلطان


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جــحــا وبـنـت السـلـطـان
ذات صباح مشرق, لا يشبه ايامنا الحزينة التعيسة هذه.. عندما كان جــحــا المعروف خارجا من بيته.. سأله جاره (الحشري) كعادته : إلى أين أنت ذاهب يا جحا؟... فأجاب جحا : أنا ذاهب إلى بيت السلطان. فرد الجار ولماذا يا جحا.. فرد جحا : حتى أخطب بنت السلطان لابني... وهنا أضاف الجار. وهل أنتم كلكم متفقون على هذه الخطبة؟ فـأجـاب جحا, بدون تردد : نــعــم. أنا موافق. زوجتي موافقة. وابني موافق طبعا. ولا ينقصنا سوى موافقة السلطان وزوجة السلطان وبنت السلطان!!!...
وهكذا كل الفرقاء ذاهبون إلى Genève 2... كل على حدة موافق... كيري موافق.. لافروف موافق. بشار الأسد موافق.. طعمة موافق.. جــربا موافق.. هيثم مناع موافق... قدري جميل موافق.. الائتلاف مؤتلف موافق.. الحزب السوري القومي الاجتماعي موافق.. ما تبقى من حزب البعث موافق.. الأحزاب الجديدة الموجودة على الورق موافقة.. الإيرانيون.. المعارضون.. الموالون.. قــشــة لــفــة... كلهم... كلهم راضون بالذهاب إلى جنيف.. جنيف مدينة كبيرة جميلة سياحية نظيفة رائعة... بفنادق خمسة نجوم رائعة... نــزهة وأكلات طيبة مؤمنة... الكل موافق على الذهاب إلى جنيف... أما Genève 2 لكل منهم أغنية, لا تنطبق مع الموسيقى الموزونة المطلوبة...
والمحاربون... مختلف المحاربين على الأرض السورية... هذه الجحافل الهيتروكليتية الإسلامية القاعدية الظواهرية التي حتى هذه الساعة تذبح وتقتل وتفجر بأمر مباشر.. بأوامر مباشرة من الله ورسوله, لتنظيف سوريا من الكــفــار.. حسب قناعتهم المثبتة بفتاوي كبار علماء... ألا تسمعونهم كيف يصرخون بهجة وتمجيدا وتهليلا: تكبير.. تكبير... بعد كل تفجير أو إعدامات جماعية أو قطع رؤوس؟؟؟!!!... هل سيقبل هؤلاء بجنيف 2 وبنت السلطان... هنا عقدة العقد يا جماعة.. يا بشر...

هناك متفائلون سياسيون, وزعامات محترفة يقولون.. يكفي أن يلتقي الفرقاء.. وكل يعرض بضاعته على الطاولة.. وتنتهي مشكلة المحاربين والقتل والتقتيل والتفجير والذبح والرعب والخراب وقطع الطرق.. وتواصل الموت والموات... كل هذا هراء.. هؤلاء لا تقودهم سياسة.. ولا يفقهون معني كلمات سلام أو مطالب أو تفاهم على مبادئ بين الفرقاء من شعب واحد... لأنهم لا تهمهم ولا تردعهم مصالح شعب أو أمة أو بلد... أوامرهم من السماء.. لوحدهم.. وهم مختارون لقتل الكفار أينما كانوا في ســوريـا أو غير ســوريا...مئات آلاف المقاتلين القادمين من كل أصقاع الأرض... لا علم لهم ولا بلد... سوى علم الإسلام.. إسلامهم الخاص المرسوم حسب تفكيرهم وتحليلهم وحدود أفكارهم... أما المواطنة والمواطنين أو مصلحة بلد... بالنسبة لهم هذا هراء وكفر وهرطقة...
إذن يا جماعة.. يا بشر... يا مؤتمرون... يا مختلفون.. ويا متفقون .. قبل أن تذهبوا إلى أي مكان في الأرض... شــاوروا بنت السلطان... شاوروا من تريدون الجلوس معهم على نفس الطاولة... واتفقوا كيف تتخلصون من المحاربين الغرباء... كل المحاربين الغرباء...مهما كانت مصالحهم وغاياتهم وأسبابهم وأفكارهم ودوافع إيمانهم وجهادهم... لأن زواج أبن جحا مع بنت السلطان.. لا يمكن أن يبدأ ويصح ويــتــم... إلا بمصالحة ســوريـة ـ ســورية...مصالحة حقيقية شريفة نظيفة واقعية .. بأفكار واقعية شريفة نظيفة علمانية حقيقية.. غير ملغومة مدسوسة مغروضة.. والتخلص باتفاق اجماعي على التخلص من كل المحاربين الغرباء.. حتى نجنب شعبنا ما عانى ويعاني من جراح وخراب وأمراض ونكبات.
**********
لذلك يا جلالة السلطان.. يا قمر الزمان زوجة السلطان.. ويا قطر الندى بنت السلطان.. يا عمي جــحــا.. ويا عمتي زوجة جــحــا.. ويا بزرة الجيل أبن جحا وزوجة جحا... كم آمل أن يتم ما ترغبون.. وأن تمحو ما لا ترغبون... واعقدوا هذا الزواج العجيب الغريب.. من يدري.. قد نصل إلى مصالحة شعبية وفرحة وسلام... إن فرخت لنا بنت السلطان وابن حجا... مولود سلام... يحكمنا ويديرنا ويفرحنا.. ويعيد لمدننا وقرانا المعتمة.. هذا الاختراع الجديد الذي يسمونه الكهرباء... ونرى النور معه كلما غابت شمس السماء... وبراميل الغاز العجيبة الغريبة المفقودة والخبز المدعوم... وأفراحنا وأعراسنا, والوعود الصادقة بألا نذبح ونقتل فرديا وجماعيا, كلما انتقلنا من قرية لقرية, أو من حي مهدم لحي مهدم آخر... لأن داعش أو النصرة أو جند الفاروق أو أبناء محمد, أو جند دولة العراق والشام يطلبون منا كم عدد ركعات صلاة الفجر التي نجهلها... فينفذون فينا حكم الإعدام فورا.. حسب شريعتهم التي لا يمكننا قطعا أن نــعــتـاد عليها... لأن جهلنا لا يطابق عقيدتهم وشريعتهم... حينها... وبعد هذا السلام نعيد تعليم أجيالنا القادمة نشيد حماة الديار عليكم ســلام... عليكم سلام... ولا أي شــيء آخـــر!!!...

من يدري؟؟؟... يا جماعة... من يدري؟؟؟...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي وولائي واحترامي... وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غول الطائفية.. تعليق...
- آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم
- بانتظار Genève 299
- الحضارة... والحروب... والعكس!!!...
- عيد رأس سنة سورية؟!...
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان
- قصة صديقي فادي... درس شجاعة
- بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.
- مات صديقي
- الرئيس بشار الأسد مع غسان بن جدو
- الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جحا وبنت السلطان