أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تجارة الخطف لقاء فدية في سوريا














المزيد.....

تجارة الخطف لقاء فدية في سوريا


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن أتحدث هنا عن المطرانين السوريين يوحنا أبراهيم وبولي اليازجي, المخطوفين من شهر نيسان 2013 واللذين اهتمت بهم وسائل الإعلام لأنهما رجلا سلام معروفين.. وخاصة رجلا دين هامين ومعروفين.. ومع هذا.. لا نعرف حتى هذه الساعة إن كانا على قيد الحياة.. أم ما زالوا في معتقلات خاطفيهم من المسلحين الشيشان الغرباء.. أو غيرهم من هذه الفصائل التكفيرية الجهادية المعروفة أو غير المعروفة... إنما أريد الكتابة عن المخطوفين العاديين الذين لا حول لهم ولا قوة.. ولا يتدخل أحد على الإطلاق للإفراج عنهم.. أو خلاصهم.. ســوى أهاليهم... والنتائج غالبا.. نهايتها نكبات إنسانية إضافية.. لا يتحدث عنها أحد...
*********

باتصالاتي اليومية المتكررة لاتباع أخبار الوطن السوري, تكررت معلومات مباشرة عن تفاقم تجارة الخطف لقاء فدية. إذ تتفاوت الأسعار حسب عائلة المخطوف أو المخطوفة. ومانت الأسعار لا تتعدى المليون ليرة سورية في بداية الأحداث. وصلن اليوم إلى الخمسين وحتى المليون ليرة سورية وأكثر. في البداية كان الوسطاء والعملاء قلة. وكانت بعض المفاوضات تمكن من تخفيض سعر الفدية إلى ربع المبلغ وأدنى. أما اليوم يتزايد السعر يوما بعد يوم, مع التهديد بالقتل والتقطيع.. ومع ازدياد تسعيرة العملاء والوسطاء.. والذين أشــك أنهم يشكلون جزءا مباشرا من عصابات الخطف. عصابات تكاثرت في جميع الأمكنة. حتى فيما يسمى المدن (الآمنة) كطرطوس واللاذقية وغيرها. وحتى في وضح النهار. حيث يخطف التجار أو أبناؤهم أو الحرفيون وأبناؤهم... مــمــا يدفع للشك أن لهذه العصابات علاقات عائلية أو مصلحية مع بعض (الشخصيات) المدعومة... ويدفع إلى الشك كليا بمدى هيبة السلطة وقوة كلمتها وتصريحاتها الأمنية.. أو أن الأزمة بدأت تعطي بعض علامات الانفراج الدولي البسيط.. مما يضعف منابع تمويل هذه العصابات التي ترغب نفخ سيولاتها.. قبل الفرار نهائيا من البلد.. حيث تطلب الفدية غالبا بالدولار أو الأورو.. وتغيرها وتزيدها غالبا حسب أسعار صــرف العملات الأجنبية...وغالبا تفقد هذه العائلات المرعوبة المنكوبة التي لا تستطيع الالتجاء إلى السلطات الرسمية المحلية.. أن تفقد كليا مخطوفها.. إذ يعلمونها عن وجود جثته خارج حدود المدينة أو القرية.. وغالبها يضطر لبيع كل مـا يملك بأقل من عشر السعر, حتى سكناه, ليدفع فدية عن جــثــة.. ثم يرحل هاربا بعد أن فقد تعب حياة كاملة.. إلى تركيا أو لبنان.. أو يستصرخ مستنجدا على أبواب ســفارة أجنبية.. تعامله بقرف واحتقار... تعامل فيها الحيوانات في بلادها ألف مرة أرحم...
أو لم تسمعوا أنه بعديد من بلاد الاتحاد الأوروبي, صدرت قوانين للمحافظة على حقوق الحيوان ومشاعره... ولاجئونا على أبواب السفارات الأوروبية وألأمريكية والكندية والأسترالية, يعاملون كأنصاف أنصاف البشر... ومن لا يحظى بهذه الفيزا السحرية.. بعد أنتظار تحت الثلج والمطر على أبواب هذه السفارات.. يموت على الشواطئ الأوروبية, بمنطقة لامبيدوزا Lampedusa الإيطالية... حيث مات آلاف السوريين الهاربين من الخطف والموت والشقاء والحرب... بلا حماية.. بلا أمل.. بلا حياة... لا الدولة تحميهم.. ولا العصابات ترحمهم... وغالبا تتلاقي مصالح الإثنين معا.. بتحصيلات ضرائب الخطف والمذلة والموت...
وهكذا تتوالى أيام السوريين العاديين...
من يسأل عنهم؟؟؟ مسيو فابيوس؟؟؟!!!...
مسيو فابيوس ثار وتأثر واحتدم وتأسف.. لأن قذيفة هاون سقطت على المدرسة الفرنسية بدمشق... ولم نسمع يوما مسيو فابيوس معترضا على مئات آلاف الضحايا وملايين المشردين. الاتحاد الأوروبي يطالب فرنسا أن تقبل عشرة آلاف لاجئ سوري.. وهي لم تقبل سوى خمسمئة... وهل سمع مسيو فابيوس بازدهار سياسة الخطف لقاء فدية التي تمارسها جهات مافياوية مختلفة الأطراف.. وهل يتحدث عنها في سياق مشاركاته بتحضير ملف Genève 2 مع العديد من زملائه من المهتمين بشكل مصلحي تـــام بهذا المؤتمر الذي يبدي كل من الفرقاء نظرته الشخصية والمصلحية لما تجلب لـه من مكاسب وامتيازات ومناصب.. دون الاهتمام بنكبات الشعب السوري الحقيقية, التي تفجرت بأشكال جهنمية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.. وما زالت تتفاقم وتنفجر وتقتل وتخطف وتزداد يوما عن يوم.. وما من أحد يعرف متى سوف تتوقف... إذ اعتاد السوريون الطيبون العاديون الذين يحاولون بألف صعوبة الذهاب إلى أعمالهم والسعي لكسب خبزهم اليومي, على حافات ألف خطر... وأصبح الموت أو الخطف من عاديات الحياة اليومية, لكل الذين يعيشون خارج القصور والمتاريس المحصنة...
عن هؤلاء أكتب اليوم... وإليهم تتوجه كل همومي وأفكاري وأنشغالاتي واهتمامي وقلقي...
تصوروا يا سادة المعارضة ويا أسياد هذه السلطة.. أن ولدا لكم مخطوف لقاء فــدية... أنتم لديكم الوساطات والأموال والعلاقات العشائرية لــفــك أســره أو دفع فديته.. ولكن الآلاف بل الملايين من هذا الشعب ــ اليوم ــ لا يملكون ما يسد رمق عائلتهم يومين أو ثلاثة.. فكيف تريدون أن يملك ما يدفع فــديــة.. لهذه العصابات التي تصول وتجول... وأنتم كلكم صــــامــــتــــون عنها.......
من ينقذ اليوم ــ حقيقة ــ هذا الوطن المنكوب وشعبه الصامد الحزين الأسير؟؟؟!!!......
بــــالانــــتــــظــــار...............
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب ضد سوريا... والجمعيات الأممية وغيرها.
- صديقتي علياء*... من حلب السورية.
- بانتظار 22 كانون الثاني 2014
- صديقي... اتفاق.. واختلاف.
- لبلد مولدي.. أتابع الكتابة...
- صرخة مخنوقة.. لن تسمع أبدا...
- رد على مقال السيد عبدالله خليفة
- جحا وحماره.. على نقاط التفتيش...
- عودة إلى جحا...
- جحا وبنت السلطان
- غول الطائفية.. تعليق...
- آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم
- بانتظار Genève 299
- الحضارة... والحروب... والعكس!!!...
- عيد رأس سنة سورية؟!...
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان
- قصة صديقي فادي... درس شجاعة
- بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تجارة الخطف لقاء فدية في سوريا