عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 15:20
المحور:
الادب والفن
اليوم الأول
إنّني سعيدٌ جداً بالعام 2014 ، وأكادُ أطيرُ من الفرح .
طرقتُ الباب على جاري صباحاً وقلتُ لهُ وأنا أبتسم : كلّ عامٍ وأنت بخير ياجاري العزيز .
غير أنّ جاري نظر إليّ كما ينظرُ إلى شحاذٍ مجنون ، وقال : " أيُّ خير هذا . إنتَه متكَلي شصار بيك تالي عُمْرَك ؟ "
جاري المثقف المتشائم يعتقدُ أنّ اليوم الأوّلَ من العام 2014 يبدو كئيباً جداً . وبنبرة فلسفيةٍ إستطردَ قائلاً :
" لماذا لا نعودُ إلى اليوم الأوّلِ من العام 2013 ؟
لقد كان أقلُّ كآبة .
سُحْنَةُ هذا اليوم الأوّل تُخيفني .
إنّهُ يبدو ، وكأنّهُ يعرفُ شيئاً ما ، عن تفاصيلِ الأيامِ القادماتِ بعده .
إنّهُ مثلُ وليدٍ جديدٍ ، لاتبدو على جبينهِ الغضّ بشائرُ الخير " .
إبتلَعتُ أبتسامتي الصباحيّة الرائعة وقلتُ لهُ : وما العمل ياجاري العزيز ؟
لم يُجِبْ جاري .
شكراً ياجاري .
عُدْتُ إلى بيتي مُنكَسِراُ حزيناً . وجلستُ ألتمسُ شيئاً من الأمل قُرْبَ أُمّي .
وماهي إلاّ لحظاتٍ حتّى صاحتْ بي ، وهي تنظرُ إلى سماء هذا اليوم :
" هاي شنو يابه ؟ يبين كُّصْتَهْ شَرْ " .
قلتُ لها غاضباً : هذا مطرُ ، وخيرٌ ، وعامٌ جديدٌ لايوجد فيه الرقم 13 ، والعراقيون لايريدون أن يحدث لهم ماهو أسوأُ مما حدث لهم حتّى الآن ، وهذا جارنا " مخبّل " يُمّه .. لتصدكَين بي .
فردّت : " ليش هوه بكيفكم يابه " ؟
إذاً هو بمشيئةِ مَنْ يا أمّي ؟
لم تُجِبْ أمّي .
شُكراً يا أُمّي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟