أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - إنّهم .. يشبهونهم














المزيد.....

إنّهم .. يشبهونهم


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 20:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يكن الأمْرُ بِيَدِنا .. لنختارَ عقائدَ لاقَتْلَ فيها .
لنختارَ أفضل الآلهة .
أفضل بَلَدٍ صالِحٍ للسَكَنِ الآدميّ .
أفضل أبٍ .. وأفضل أمٍّ .
أفضل الأهل . أفضل الجيران . أفضل الأصدقاء .
أفضل وجهٍ أوّلَّ .. للحبِّ الأوّلِ ،
وأفضل آخر وجهٍ ، نبتسمُ لهُ في غفوتنا الأخيرة .. ثم نموتْ .
كانت هذه أفضلُ هفواتنا .. أن يختار الآخرون لنا مصائرنا .. التي لم يكن بوسعنا تلافيها .
ومع ذلك فإنّنا " أقتَرَفْنا " هذه " الخطايا " ، بطيبةِ طفلٍ ، وقبلناها كما هي . فنحنُ في كلّ الأحوال لم نكن نعرفُ أنّ العالم سيكونُ سيّئاً إلى هذا الحدّ .
غير ان ماهو أسوأ من هذا العالم الذي نحن فيه الآن .. هم أولئكَ الذين أرتدوا أفضل دروعهم ، وشحذوا أمضى سكاكينهم ، ووضعوا أجمل كتاباتهم في خنادقهم .. وبدأوا بالزعيق في وجوهنا .. لأنّنا وجدنا أنفسنا " بالصدفة وحدها " .. هنا .. في " مناطق " ليست مناطقهم .. وقرب" مساجد " ليست مساجدهم .. ونسمّى بـ " أسماء " لا تشبه أسماءهم ، وننتمي " قسراً " لـ " مذاهب " هي ليست " مذاهبهم " بالضرورة .
وهؤلاء " مثقفون " ( بكلّ ماتحملهُ هذه الكلمة من معنى ) . أصبحوا لا يطيقون وجودكَ بينهم ، أو في أي مكانٍ آخر في بلدكَ هذا . إنهم يدفعونكَ دفعاً للقبول بان هذا البلد لم يعد لك ، وإنّهُ أصبح " بلدهم " ، وحدهم ، وأنكَ غيرُ مُرَحّبٍ بكَ فيه .. وأن عليك ان تغادرهُ .. مادمتَ لم تمت بعد .. وانت في " أرذلِ العُمْرِ " هذا .
هؤلاء " مثقفون " .. بدأوا بالأعتقاد بانّكَ أدنى منزلة منهم .. وبأنّ " العِرْقَ " الذي تنتمي اليه ، هو عِرْقُ وَسِخٌ ، وينبغي إجتثاثهُ من الفردوس ذو المذهب الواحد .. والذي هو " مذهبهم " في نهاية المطاف .
لم يعُدْ هؤلاء بحاجة للتوريّة .. ولا للتخفّي . فهم أشجعُ الشجعان في مواجهة " اندادهم " أينما كانوا .. لأن " قضيتهم أصبحت فجأة " مُقدّسة . ودرجة قداستها بلغت حدّ " قدسية " تلك الأرباب ، والعقائد ، التي كتبوا كثيرا في نقدها ، وتعريتها .. ذات يوم من تلك الأيام الجميلة .. القريبة جداً .
ليس بوسعك بعد الان ان تكتب كلمة .. أو أن تطرح رأيا ، أو أن تُعجَبَ بنّص ، أو أن تشيد بأحد .. أو أن ترثي شخصا مات .. دون ان تحسب حساب تهكمهم وسخريتهم ، ونرجسيتهم الفاقعة ، وإحتكارهم للحقيقة المطلقة .
شخصياً .. كنت أعتقد أنّ مستقبلنا مضيءٌ فقط بـ "وجودهم ". وأن لا أملَ للعراق في غدٍ أفضل بغيابهم عنه . كنتُ أؤمن بشجاعتهم ، وأحترم " وعيهم " الذي راكموه في سنوات القهر والقحط والمحنة ، وأنحني لأرادتهم في أن يكونوا أفضل المخلوقات ، وأجملها في هذا العالم .
كنتُ أقُصُّ للجميعِ قصص " حيادِهم " و تجردهم ، وحكمتهم المبكرة .. وأقرأ قصائدهم ، وأغنيها لنفسي .. وأتغنى بسيرتهم ، على قصرها ، وأتعلّمُ منهم الكثير .
أعترفُ الآن بأنني كنتُ مخطئا جداً ..
وبأنّ هؤلاء الفتية الرائعون " المثقفون " .. لا يختلفون عن أولئكَ الذين يحاربونهم في شيْ .
إنهمْ .. يشبهونهم .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلُّ تلك الأشياء البعيدة
- الأوديسّة البغداديّة
- مع الأسَفِ الشديد
- كُلّنا .. كيوسف في البئر
- يومياتُ الحب والموت .. القصيرة جداً .
- موسمُ الهجرة من بغداد .. إلى الحبَشَة
- مايشتهيهِ رَجُلٌ حالِمٌ .. في الرُبع الرابعِ من العُمْر
- عيونُ الجنود الكليلَة
- تَواصُلْ
- عندما لا يشتري العراقيون بعض الأشياء .. ب فلسين
- الدوقة ُ .. تَلِدْ
- العراقيّون .. ودجاج - يونيف -
- من جهنم .. إلى جهنم
- قصّة عراقيّة .. قصيرةٌ جداً .. بحجم المقبرة
- في الصّفِ الخامسِ .. من هذا العُمرِ القصيرِ الأجلْ
- حديقة الحيوان
- ليلى والذئب
- المشكلة .. والحل
- العراق : ديموقراطية طائر البطريق
- الدكتور فيسبوك .. الذي يكشف عوراتنا .. ويعرضها على الملأ


المزيد.....




- ماذا نعرف عن دونباس الأوكرانية التي يشترط بوتين السيطرة عليه ...
- بعد توقيفه لمخالفته شروط الإقامة.. مالك -ترامب برغر- في تكسا ...
- لاعب يُفاجئ بطل العالم بالشطرنج ويُحقّق فوزًا مثيرًا في مواج ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب بإطلاق الرهائن ووقف الحرب في ...
- لا غذاء ولا دواء ولا ماء.. إسرائيل تمنع كل مقومات الحياة على ...
- عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرج ...
- طرود المساعدات تقتل وتحطم ما تبقى من حياة الغزيين
- فيديو منسوب لإدلاء نتنياهو بتصريحات حول السيسي وغزة.. ما حقي ...
- تحذيرات قصوى في اليابان جراء فيضانات وانهيارات أرضية تضرب كي ...
- بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبر ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - إنّهم .. يشبهونهم